خبر ⁄ثقافي

هل يختبئ حل الأزمة السودانية خلف ابتسامة الثقافة

هل يختبئ حل الأزمة السودانية خلف ابتسامة الثقافة

 الخرطوم : محمد الفاتح الكاشف

لا أذيع سرا ان المواطن السوداني فقد الثقة بالمؤسسة العسكرية وخلقت الاحداث التي تلت ثورة ديسمبر المجيدة حاجزا نفسيا بين الشعب وجيشه , وشأني شأن كل مواطن مهاجر منذ عقود كنبتة اجتثت من جذورها واينعت جيلا ثاني بعيدا عن احلامي وذكريات صباي , تذاد الحساسية بهموم البيت الكبير الذي يتربع بشموخ علي مساحة مليون ميل بقلب العالم بباطنه الذهب واليورانيوم وتجري المياه العذبة بجوفه وتمتد سهوله منبسطة في سخاء ورخاء خضرة وحنانا لتطعم ملايين الانعام من مواشي  واغنام سخرها رب الكون لهذا الوطن ذو الثروات التي لن تنضب , واقول لن تنضب ولن تزول النعم عن انسان مفطور على الرقة وديدنه العطاء ومجبول على حب الخير وذو بأس عند الشدائد . 

بدعوة كريمة من السيد فارس ملاسي التاجر المشارك بمنتجات التراث لبيت الدعوة لمهرجان الثقافة الأول للمتحف الحربي بمناسبة اعياد البلاد بعيد الاستقلال . كانت الابتسامة البشوشة حاضرة من حرس البوابة وبحضور مدير المتحف الحربي وترحيبه بالضيوف ومجالستهم فرادى وجماعات  ومن ثم التقيت بالاستاذة هويدا احمد آدم وقد ذودتني بنبذة عن المهرجان واهدافه , فهي ممثلة عن ولاية جنوب دارفور وكان اليوم مخصص بالبرنامج لهذه الولاية وغداته مخصص لولاية البحر الاحمر . بدأ البرنامج وهو يوم مفتوح منذ التاسعة صباحا على رائحة البن من يد الحبوبات بكل دفء الأسرة وفيض حنان الامومة , لا شك ان المائدة مكون اساسي للثقافة فكانت العصيدة حاضرة وعائمة وسط التقلية والكول وعديد من انواع الايدام , بالمعرض المقام بالصالة الداخلية ابهرتنا منتجات الحبوب التي هي عبارة عن صيدلية ربانية كاملة تقي الانسان من شرور الاسقام باذن الله , المعرض دائم كل ايام العرض بكل الولايات المشاركة وقد ابدع المشاركين بأناقة العرض ولباقة الشرح , كما طرحت بعض بيوت الازياء منتجاتهم وكانت زينة العروس حاضرة وكانت احدى الحسان تقدم فاصل من رقص العروس التقليدي بين الفينة والفينة , ايضا كانت المرأة حاضرة فقد احضرت عدد من السيدات نماذج من انتاجهن المنزلي من كل صنوف المطبخ السوداني وهو من اغني مطابخ دول العالم لما يحويه من اصناف عكست الحضارات والتنوع عبر الحقب التاريخية رافعات بذلك التمام للجاهزية على تلبية كل المنسبات السعيدة .

لفت نظري قبل مغادرة الصالة ركن لمنظمة ارادة للتمويل الاصغر المحدودة . التي عرضت لوحات للفنان الرقيب عماد الدين الطاهر محمد علي الذي فقد كلتا ساعديه في العام خمسة عشر والفين وقد تم تحويله للعمل بالمتحف الحربي , فقد الرقيب عماد يديه ولم تسقط فرشاة الابداع من يديه وقد حاورني مبتسما للقدر وهو يرسم لوحة لاحتفال اهلنا الكردافة بالنقارة في فعالية المهرجان بالامس , حقيقة ذادني هذا الرقيب ايمانا بان عجلة الحياة لن تتوقف ما توفرت الارادة لمجابهة الحياة وهزيمة مرارتها بالابداع .

دلفنا للخارج لحضور المنشط الثقافي الذي بدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم  , وكان الشعر والشعراء حضورا , كيف لا والشاعر ضمير الامة , قدمت الشاعرة هويدا احمد آدم قصيدة ثم تلاها الشاعر ايمن بقصيدة بلغة التاما تفاعل معها الجمهور بحماس وقاطعوه بالزغاريد والتصفيق المستمر , استمر العرض برقصة شعبية شاركها كل الحضور وعلى رأسهم سعادة الفريق مدير المتحف الحربي بكل بشاشته التي ألفها كل من حضر .

استضافة المتحف الحربي لتظاهرة ثقافية تجارية لتبادل المنفعة والتوادد والترفيه من شأنه ان يخفف حدة ما يحدث بالشارع السياسي والذي اجزم ان ايدى خفية اجنبية تعبث بالبنية الاجتماعية في ارض الحضارات وملهم الامم . لا تضيعوا "محمد احمد" الاسمر الجميل تغاضوا عن الصغائر فالوطن لا يحتمل جراحا فوق جراحه والسمحين بسامحوا.

 

لمشاركة الخبر عبر شبكات التواصل