مقال ⁄سياسي

حرب الكهنة

حرب الكهنة

 

 

   في نهار مشمس ويوم مليئ بالحيوية وحركة الباعة واذحام سوق بحري , كنت على موعد مع حفنة من الاصدقاء لنتجه جميعنا الى زيارة صديقنا خالد طمبل (الذي توفي لاحقا رحمه الله) بالحاج يوسف . كان بحوزتي حينها كتاب بعنوان "حرب الكهنة" ذهبنا للمنزل وتم استقبالنا بحرارة وتبادلنا اطراف الحديث بمرح , كيف لا ونحن بمعية الاب الروحي , مما تطرقنا للحديث عنه محتوى الكتاب الذي كنت احمله , كنت اظن اني احمل بعض تاريخ السودان ولم اكن اظن ابدا اني احمل مستقبل قريب سيتم تنفيذه بعد ايام وان ما بين سطور ذاك الكتاب سيعيد التاريخ سيرتها على الارض , ناقشنا ما ورد في خراب سوبا و عهد سيطرة الهمج وشذرات متفرقة من تاريخنا الذي لم يدون بأمانة . تناولنا وجبة غداء دسمة وعدنا لنناقش كيف تدار البلاد الآن بكل هشاشة امنية واستهتار بمكتسبات الثورة ومطامع اجنبية . التقينا مرة اخرى في افطار رمضاني بدعوة من نادي الهلال في "كراكاس" وهو منتجع تحت كبري الحلفايا اخذ الشباب طريقهم لبحري واخذت الاتجاه المعاكس لكرري بامدرمان , لم اكن اظن انه سيكون آخر لقاء , كانت امسية رمضانية جميلة هادئة حتى انني تعرفت بالحافلة على مجموعة من الشباب يبدو انهم طلبة جامعيين وفتحنا نقاشا عن فلسفة الخرافة وان الخرافة لم تأتي من فراغ ولم تنشأ بدون اساس , وصلت لداري بعد يوم حافل واستيقظت عل جرس هاتف من صديقة لي وهي تسألني بانزعاج واضح اين انت ?

 اجبتها مندهشا بالمنزل . اجابت :- لا تخرج قبل ان تتأكد من سلامة الشارع بل كل المنطقة

قلت لها :- ماذا حدث

فقالت واجمة :- لقد بدأت حرب الكهنة .

لمشاركة الخبر عبر شبكات التواصل