الفئران تقدم الإسعافات الأولية لرفاقها فاقدي الوعي

يبدو أن بعض الفئران تحاول إنعاش فأر آخر عندما تجده فاقداً للوعي، وذلك عن طريق خدشه بل وحتى سحب لسانها جانباً لتنظيف مجرى الهواء، كما كتب كريس سيمز (*).
من الدلافين إلى الفئران
هناك تقارير نادرة عن حيوانات لبونة (ثدييات) اجتماعية كبيرة تحاول مساعدة أفراد عاجزة من نوعها، مثل الدلافين التي تحاول دفع رفيق منكوب إلى سطح المياه.
وحديثاً، قام لي تشانغ من جامعة جنوب كاليفورنيا وزملاؤه بتصوير ما حدث عندما قدموا لفئران المختبر رفيق قفص مألوف، كان إما نشطاً أو مخدراً.
طرق إنقاذ المنكوب
على مدى سلسلة من الاختبارات، خصصت الفئران نحو 47 في المائة من أوقات المراقبة التي تبلغ 13 دقيقة، للتفاعل مع شريكها فاقد الوعي، في المتوسط، وتصرفت بثلاث طرق. ويقول تشانج: إن الفئران: «تبدأ بالشم، ثم العناية الشخصية، ثم بتفاعل مكثف أو جسدي للغاية». ويضيف: «إنها تفتح فم هذا الحيوان وتسحب لسانه».
وتضمنت هذه التفاعلات الجسدية أيضاً لعق العينين وعض منطقة الفم. وبعد التركيز على الفم، سحبت الفئران لسان شريكها في أكثر من 50 في المائة من الحالات.
وفي اختبار منفصل، وضع الباحثون بلطف كرة بلاستيكية غير سامة في فم الفأر فاقد الوعي. وفي 80 في المائة من الحالات، نجحت الفئران المساعدة في إزالة الكرة من فمه.
واستيقظت الفئران فاقدة الوعي التي تم الاعتناء بها بعد ذلك وبدأت في المشي مرة أخرى بشكل أسرع من الفئران الأخرى. وبمجرد أن حدث ذلك تباطأت الفئران ثم توقفت عن سلوك الرعاية.
إسعافات أولية
ويقول تشانغ إن سلوك الفئران من أجل تعافي المريض ليس نظيراً للإنعاش القلبي الرئوي، الذي يتطلب تدريباً متخصصاً، إنه أشبه بأداء الإسعافات الأولية الأساسية لضمان قدرة الشخص فاقد الوعي على التنفس.
وكان فريق علمي آخر قد أفاد عن سلوك مماثل في الفئران المختبرية في ورقة بحثية مصاحبة ثالث الشهر الماضي.
وتعلق كريستينا ماركيز من مركز علوم الأعصاب وعلم الأحياء الخلوية في كويمبرا بالبرتغال إن رؤية هذا السلوك لدى الفئران البرية قد يكون صعباً لأنها عادة ما تختبئ من البشر. «لكن حقيقة أننا لا نراها فلا يعني ذلك أنها لا تفعل ذلك».
* مجلة «نيوساينتست»، خدمات «تريبيون ميديا».
aawsat.com