وحيدا مثل غزة.. الدكتور حسام أبو صفية بثوبه الأبيض يواجه آلة القتل الإسرائيلية
"وقفتَ وما في الموت شكٌّ لواقفٍ وقد خالطتْ شُمَّ الأنوف الصوارمُ
فكنت وما بين الحُسامين ضيّقٌ كأنك في جفن الردى وهو نائم".
هذه الأبيات كتبها الشاعر السوري سليمان الصولة منذ أكثر من 100 عام ، وكأنه يصف فيها المشهد الأخير للدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة قبل اعتقاله من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة الأخيرة للدكتور حسام أبو صفية التقطها المصور مهند المقيد، وهي تظهر الدكتور أبو صفية وهو يمشي بثوبه الأبيض وسط ركام مستشفى كمال عدوان الذي أحرقته آلة الحرب الإسرائيلية، وفي وجهه دبابات الاحتلال، وكتب عليها قائلا "رجل واحد ضد جيش بأكمله، هذا هو د.حسام أبو صفية".
المشهد الأخير للدكتور أبو صفية انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل، فقد شبه مغردون الصورة بالحالة التي يعيشها القطاع منذ أكثر من عام من حرب الإبادة الإسرائيلية، وعلق أحدهم عليها قائلا "وحيدا ..مثل غزة".
وكتب الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة تعليقا على صورة الطبيب أبو صفية "بهذه الصورة، لخّص الدكتور حسام أبو صفية وضعنا بإيجاز: الطبيب الذي يقدم الخدمة الطبية الإنسانية لأبناء شعبه ولا يملك سوى معطفه الطبي، في مواجهة آلة القتل والتدمير والاحتلال".
إعلانوتعليقا على مشهد الدكتور أبو صفية في مواجهة دبابات الاحتلال قال مغردون "هكذا هم رجال غزة، اغتالوا ابنه وأصابوه وقصفوا مستشفاه وأحرقوه فلم يبرح المستشفى وعاد لمزاولة عمله في إنقاذ المرضى والجرحى، وها هو في المشهد الأخير قبل اعتقاله يمضي متسلحا بمعطفه الأبيض نحو دبابة مصفحة ومدججة بأحدث أسلحة الفتك والقتل، إنه الدكتور حسام أبو صفية جبل صمود آخر في غزة.
لا يوجد أسوء من هذا العصر الذي نعيشه أي قانون يسمح بإعتقال مدير مستشفى وإعتقال الكواد الطبية
هل علاج المرضى أصبح جريمة؟ pic.twitter.com/8FwfwZafTl— عبود بطاح