خبر ⁄سياسي

مجلس الأمن: قلق من تشكيل حكومة موازية ومخاوف من تقسيم السودان

مجلس الأمن: قلق من تشكيل حكومة موازية ومخاوف من تقسيم السودان


أمستردام: 26 فبراير 2025:راديو دبنقا 
أعربت عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن قلقها إزاء توقيع قوات الدعم السريع وأطراف أخرى على ميثاق لتشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع، محذرة من أن تؤدي الخطوة إلى تقسيم السودان.

وقال ممثل الولايات المتحدة بالإنابة جون كيلي في كلمته خلال الجلسة المخصصة للسودان في مجلس الأمن اليوم الأربعاء إن “محاولات قوات الدعم السريع والجهات الفاعلة المتحالفة معها لإنشاء حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في السودان لا تساعد في قضية السلام والأمن  بالسودان، وتهدد بتقسيم البلاد بحكم الأمر الواقع”.
ويوم السبت الماضي، وقّعت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة الحلو وعدد من القوى السياسية والمسلحة في نيروبي على ميثاق تأسيسي لتشكيل حكومة موازية.
كما أكدت الولايات المتحدة دعمها استعادة الحكم المدني في السودان الموحد. وأعلنت مساندتها الجهود الرامية إلى تعزيز الحوار السياسي المدني لتعزيز العملية السياسية.

قلق بريطاني


وأعلنت ممثلة المملكة المتحدة في مجلس الأمن عن مشاطرتها الأمين العام للأمم المتحدة قلقه العميق إزاء إعلان قوات الدعم السريع والجهات الفاعلة المدنية التابعة لها والجماعات المسلحة عن ميثاق سياسي يعبر عن نية إنشاء سلطة حاكمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقالت لدى مخاطبتها اجتماع مجلس الأمن اليوم إن الانقسامات العميقة تهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في السودان والمنطقة.


وأكدت أن احترام حقوق السودان المنصوص عليها في الميثاق ووحدته وسيادته وسلامة أراضيه أمر حيوي وسوف يكون ضرورياً لإنهاء هذه الحرب بشكل مستدام.

موقف روسي صيني


حذر مندوب الصين في مجلس الأمن الدولي من أن إعلان بعض الجماعات المسلحة في السودان عن نيتها تشكيل حكومة موازية قد يؤدي إلى تقسيم البلاد، مشددًا على دعم بلاده لسيادة السودان ووحدة أراضيه.
من جانبه، أكد مندوب روسيا لدى مجلس الأمن أن بلاده ترى أن الحل الأسرع للأزمة الإنسانية في السودان يكمن في التعاون مع الحكومة المركزية والهيئات التابعة لها.

خطوات أحادية


من جانبه ️أكد مندوب اليونان التزام بلاده بسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه وحث على عدم اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب تقوض هذه المبادئ وتهدد استقرار البلاد.

احتمال الانقسام


وفي ذات السياق، أعرب السفير جونكوك هوانغ مندوب كوريا في مجلس الامن عن قلقه إزاء التطور الأخير وشدد على أن المجتمع الدولي لم يعد قادرا على البقاء سلبيا للصراع في السودان.
وأضاف “قد يشير توقيع ميثاق سياسي لتشكيل سلطة حاكمة من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها في نهاية الأسبوع الماضي إلى احتمال الانقسام المؤسف في السودان”.

قلق المجموعة الافريقية+1


جددت مجموعة “A3+” في مجلس الأمن، يوم الأربعاء، دعوتها إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، معربة عن قلقها ازاء ما أعلن عنه قادة قوات “الدعم السريع” وأطياف سياسية أخرى بإنشاء “سلطة موازية” في البلاد.
وأكد عضو البعثة الدائمة للجزائر لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، الذي كان يتحدث باسم المجموعة التي تضم إلى جانب الجزائر كل من الصومال وسيراليون زائد غويانا، في جلسة إحاطة مفتوحة بشأن الوضع في السودان، عن قلق المجموعة إزاء ما أعلن عنه قادة قوات الدعم السريع مع أطياف سياسية أخرى، بإنشاء سلطة موازية في السودان، معتبرة ذلك “خطوة خطيرة تؤجج مزيدا من التشرذم في السودان وتحيد الجهود المبذولة حاليا للسلام والحوار عن مساريهما”.
ودعت الى التراجع عن هذه التحركات كما حثت قوات الدعم السريع وحلفاءها على وضع وحدة السودان ومصلحته الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى.

اتهامات لكينيا


أما مندوب السودان في الأمم المتحدة  الحارث ادريس فقد قال إن  المؤتمرين في نيروبي  أعلنوا أنهم يسعون لحكومة تمكنهم من امتلاك الأسلحة، وأن مبلغ الـ 200 مليون دولار الذي تبرّعت به الإمارات سيوظفونه لذلك الغرض.
وأوضح إن قيام الرئيس الكيني بتبني الحكومة المزعومة للدعم السريع سابقة تمثل انتهاكاً صريحاً لمواثيق الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
واتهم كينيا بالاعتراف بالحكومة الموازية توطئةً لتفكيك السودان خدمةً لأهداف خارطة الشرق الأوسط الجديد، ضمن مشروع تفكيك القوات المسلحة وتفتيت السودان الذي ترعاه الإمارات. بدوره نفى مندوب كينيا الاتهامات.

مطالبات


دعا ممثل الولايات المتحدة بالإنابة لتسهيل تدفق المساعدات عبر جميع الطرق الحدودية والخطوط الفاصلة إلى جميع أنحاء السودان. والتوصل إلى نهاية سريعة ودائمة للصراع عن طريق التفاوض.
وأعرب عن قلقه البالغ إزاء الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور والتقارير التي تفيد بأن الميليشيات المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية تستخدم المدنيين كدروع بشرية. ودعا قوات الدعم السريع على إنهاء هجماتها على المدنيين النازحين في زمزم كما دعا القوات المسلحة السودانية على ضمان قدرة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني على التحرك بحرية داخل وخارج زمزم.
وأوضح أن الدعم الخارجي للأطراف المتحاربة لا يخدم إلا في إطالة أمد الصراع.
وأضاف:” لا يمكننا السماح للسودان بأن يصبح مرة أخرى بيئة متساهلة للمنظمات الإرهابية والإرهابية العابرة للحدود الوطنية. وهذا من شأنه أن يقوض مصالحنا وأمننا المشتركين في منطقة البحر الأحمر”.
وشدد على حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.
من جانبها طالبت مندوبة الولايات المتحدة السماح باستخدام المزيد من المعابر الحدودية الإقليمية.
ودعا الجانبين إلى رفع العوائق البيروقراطية غير الضرورية التي تؤخر تسليم المساعدات لأسابيع، وتزويد الجهات الفاعلة الإنسانية بضمانات أمنية للعمل بأمان.
وطالبت بالابقاء على معبر أدري مفتوحا بصورة دائمة، و تسهيل المرور السريع وغير المعوق للإغاثة الإنسانية إلى المحتاجين.

بدورها دعت مجموعة الجزائر والصومال وسيراليون زائد غيوانا لوضع للالتزام بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لكل الأطراف من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار أثناء شهر رمضان المبارك. ورحبت المجموعة بخارطة الطريق الانتقالية التي أعلنت عنها حكومة السودان والتي تشمل ضمن خطوات أخرى تشكيل حكومة مدنية تقودها شخصية تكنوقراطية.

  كما أكدت على أهمية وحدة مجلس الامن أكثر من أي وقت مضى لتوجيه الرسالة السليمة والتي تأخذ في الحسبان التطورات على الأرض وكذلك تراعي سيادة السودان وسلامة أراضيه.
وأبدت قلقا آخرا يتعلق ب “التدخلات الخارجية” التي قالت أنها “لا تزال تشكل تحديا خطيرا في مساعي البحث عن حل دائم للصراع في السودان”، مجددة دعوتها الإدانة الواضحة و العلنية لهذه التدخلات وللامتثال الكامل لأحكام نظام الجزاءات القائمة وحظر توريد الاسلحة في منطقة دارفور.

dabangasudan.org