تصاعد القلق وسط المدنيين إزاء الانفلات الأمني بمدينة نيالا

عاين- 16 مارس 2025
بالتزامن مع عودة آلاف المقاتلين من قوات الدعم السريع من جبهات القتال في العاصمة السودانية الخرطوم إلى دارفور، تزايدت معها حالات القتل والنهب والاختفاء القسري بصورة مروعة في مدينة “نيالا” ثاني أكبر المدن السودانية وعاصمة ولاية جنوب دارفور.
وتزايدت مخاوف المواطنين من عودة شبح العنف إلى المدينة خاصة بعد تقدم قوات الفرقة السادسة عشر التي تعرف باسم “متحرك الصياد” ودخولها ولاية شمال كردفان، وإعلانهم استعادة نيالا التي انسحبوا منها، وخضعت لسيطرة قوات الدعم السريع منذ أكتوبر 2023.
ومنذ أسابيع تعيش المدينة حالة من التدهور الأمني جراء عمليات نهب وقتل متتالية، طالت تجار ومواطنيين، نفذتها مجموعات مسلحة ترتدي زي قوات الدعم السريع، مما أثار الرعب وسط المدنيين، وأدت حالة الانفلات الأمني إلى تراجع ملحوظ في الأنشطة التجارية.
ونقل مسؤول في غرفة طوارئ الأحياء الشرقية بالمدينة لـ(عاين) أن المدينة سجلت مؤخرا 12 جريمة قتل بجانب سبع حالات اختفاء قسري من بينهم عامل في منظمة إنسانية وأربعة تجار بجانب ثلاثة مواطنين وفقاً لبلاغات الشرطة.
وبحسب “عضو غرفة الطوارئ” الذي فضل عدم الإشارة إلى هويته أن المفقودين هم التاجر الطيب وادي، محمدين موسى وابنه، وإبراهيم البره، بجانب عبدالرازق بحر الدين آدم موظف في أحد المنظمات الإنسانية، علاوة على ثلاثة من المواطنين هم آدم أحمد وصبري مصطفى وآخر.
تهم تخابر مع الجيش
بدورهم نقل عدد من التجار لـ(عاين)، أن قوات الدعم السريع التي تسيطر على الولاية أغلقت سوق “قادرة” أهم أسواق المدينة” لأول مرة، وذلك بعد يوم من مقتل تاجر ذهب من قبل مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع.
ووصف التاجر “سليمان حران” في حديث لـ(عاين) الوضع في الأسواق أصبح أكثر خطورة، وفي تدهور مستمر يوم بعد يوم، مشيرا أن المسلحين ينهبون ويهددون بتهمة التخابر مع الجيش ودعم الحركات المسلحة في الفاشر .
وتواجه الإدارة المدنية التي شكلتها قوات الدعم في العام الماضي في الولاية تحدياً كبير في توفير أدنى مستويات الأمان للمدنيين العالقين في المدينة وآخرين وصلوا إليها مؤخراً من مدن أخرى بعد تقدم الجيش.
ويرى اللواء شرطة متقاعد علي محمد إيدام أن تراجع الوضع الأمني بمدينة نيالا يرتبط بالتحول في المشهد العسكري المتعلق بعودة آلاف المقاتلين من قوات الدعم السريع من الخرطوم إلى حواضنهم الاجتماعية في جنوب دارفور، وذلك بعد أن ضاقت فرصهم في الخرطوم والمدن الأخرى
وقال إيدام لـ(عاين): إن “الوضع الأمني في نيالا لا يمكن معالجته في ظل الظروف الأمنية المعقدة المرتبطة بسيطرة قوات الدعم السريع على الولاية”.
وأشار إيدام إلى أن توسع الانفلات الأمني وحالات النهب والقتل من شأنه أن يقود المكونات الاجتماعية المساندة لقوات الدعم إلى عنف أهلي فيما بينهم
وأقر رئيس الإدارة المدنية بالولاية محمد أحمد حسن، بتحديات وظروف وصفها بالصعبة تواجه الإدارة المدنية في إعادة الأمن والاستقرار. وقال محمد أحمد لقاء القيادات الأمنية وقيادات سياسية الأسبوع الماضي، أن هناك من وصفهم بضعاف النفوس ظهروا في الآونة الأخيرة يريدون زعزعة الأمن والاستقرار بالولاية
وفي محاولة لتقليل الجريمة المتتالية في المدينة أصدر رئيس الإدارة المدنية أمر طوارئ الأربعاء الماضي، يسري داخل المدينة لمدة شهر، ومنح قوة مشتركة من الدعم السريع والشرطة خاصة بحماية المدنيين بتنفيذ أمر الطوارئ الذي ينص على اعتقال المخالفين وتقديمهم للمحاكمة.
ولا تزال مدينة نيالا تأوي آلاف النازحين، وتضم نحو 7 مخيمات كبيرة لنازحي الحرب الأهلية التي شهدها إقليم دارفور في العام 2003.
3ayin.com