مقال ⁄منوعات

الاستغلال العاطفي العلامات وطرق التعامل

الاستغلال

العلاقات العاطفية والاجتماعية جانب مهم جداً في حياة كل انسان وتؤثر علي مدى سعادته واستقراره، ومن المفترض أن تقوم العلاقة العاطفية بين أي شخصين على أسس من المحبة والتفاهم، ولكن هناك بعض العلامات التي يجب أن تنتبه إليها، فإذا وجدت في علاقتك مع الشخص الاَخر، فاعلم بأنها قد بدأت تأخذ مسارًا آخر مثل أنك تعطي أكثر ما تأخذ، أو أنه يتم استغلالك عاطفيًا أو جسديًا، لأنها ربما تكون إشارات على وجودك في علاقة سامة أو استغلال دون أن تشعر بذلك، ولكن دعونا نتعرَّف على الاستغلال العاطفي.

الاستغلال العاطفي هو نوع من الإساءة النفسية التي تنطوي على التلاعب بمشاعر شخص ما لتحقيق مكاسب شخصية. 

كيف تعرف أنك مستغل عاطفياً؟ 

هناك الكثير من العلامات التى تدق ناقوساً للخطر في حال توفرها في علاقاتك ومنها:-

_انعدام الثقة واحترام الذات من قبل الشريك.

_السلوك المتطرف مثل الإفراط في الطلب أو العدوانية.

_ سلوك طفولي أو شبيه بالبالغين بشكل غير لائق.

_الشعور بالعزلة أو الانسحاب عن الآخرين.

_ التعامل بناء على توقعات الآخرين، وتغير المظهر أو الاهتمامات على الرغم من تفضيلات الشريك المستغَل

فقدان الهوية والتخلي عن الأنشطة التي تستمتع بها.

_ التبعية أو الاعتماد المشترك مما تفقد الإحساس بالاستقلال.

_ عدم المساهمة في القرارات أو المشاركة في المشاريع التي تؤثر على كلاكما.

_المعاناة الدائمة من الأزمات النفسية السيئة مثل القلق والتوتر والضغط.

_إذا كنت دائماً على وضع "الانتظار" وغالباً ما تجد نفسك في انتظاره، سواء في انتظار رده، أو لقائه، وتفعل كل ما لديك في سبيل استمرار العلاقة دون أن يبذل الآخر أي مجهود هذا يعني انك تتعرض للإستغلال العاطفي. 

كيف تتعامل مع الاستغلال العاطفي:

التعرفُ علي نوعية وجودة العلاقات من حولك مهارة يمكن التدرّب عليها واكتسابها، وهي تعدُّ من أهم مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي، ولتحدّ من اضرار وجودك في علاقة تقوم علي الاستغلال عندما تتأكد من ذلك ركز علي الآتي :-

١.ضع حدوداً للتأكد من شعورك بالأمان.

٢.ضع نفسك أولوية ولا تسمح للآخرين بالاستيلاء علي اهتمامك علي حساب نفسك.

٣.كون شبكة من الدعم الخارجي، أي خارج تلك العلاقة الاستغلالية عن طريق الإقتراب من الأشخاص الذين يدعمونك ويمنحونك الحب غير المشروط فهو شيء سيساعدك على الاستمرار ويساعدك على الاعتناء بنفسك.

٤.لا تقع ضحية الاحساس بالذنب، ولاتجعل الآخر يشعرك بأنك يجب أن تلوم نفسك، في هذه الحالة امنح نفسك التعاطف والرحمة وكن واعياً وأسأل نفسك مَن الذي يجب أن يُلام؟!

٥/ تحدث مع شريكك عن ما يزعجك واتفق معه على شكل العلاقة الصحية التي يجب أن تكون بينكما، أخبره بكل ذلك بشكل مرتب وواضح وبدون أي انفعال.

٥.قم باستشارة طبيب نفسي متخصص حيث يمكن أن يكون الاستشفاء بعد الإساءة العاطفية وسيلة تساعدك في الوصول إلى الدعم الذي تحتاجه، وفي معالجة الصدمة العاطفية، وتطوير استراتيجيات تأقلم صحية، والبقاء قوياً عندما تبدأ في إعادة بناء حياتك.

خطوات التعافي من الاستغلال العاطفي 

أولاً: اقطع العلاقه والتواصل نهائياً

قاوم رغبتك بالتواصل مع الشخصية الإستغلالية، تحت أي ظرف كان، أحكم إغلاق منافذ العودة وقم بحظره من جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا ما اضطررت للتعامل معها نظراً لأمور عالقة بينكما فحاول أن توسط شخص ثقة ليكون وسيطاً بينكما حتى انقضاء تلك الفترة من الزمن، افعل ما يلزم لتجنبه ما استطعت.

ثانيا: تواصل مع أشخاص يشعرونك بالأمان

أحط نفسك بعلاقات الدعم والأمان من الأقارب والأصدقاء الصحيين والعائلة، وأعد علاقتك بهم إن حدث انقطاع معهم، لا تخجل من مدِّ جسور التواصل، فهم من قد يمدونك بالشجاعة في رحلتك للتعافي.

ثالثاً: قل ما بداخلك وعبّر عن مشاعرك:

لا تجعل الألم يوقفك عن الحديث، تحدث طويلاً عما تشعر به مع صديقك، قل الكلمات التي تصف شعورك و كل حال مررت به، واجه واعترف بكل ما خضت، حتى تدركه و تتعافي منه، نازع حنينك بكتابة كل الكلمات التي لم تنطقها ولم توجهها للشخصية المستغل، أفرغ مافي جعبتك من غضب ولوم، ثم مزق تلك الأوراق أو ألقها جانبا أو لا ترسلها فحسب، حينها فقط ستشعر بالارتياح.

رابعاً: اكتشف نفسك وتعرّف على طباعك

يخبرنا علماء النفس أن الخوف من الوحدة هو ما يدفع الكثيرين للبقاء في علاقة سامة، لذا فإن الاستمتاع وحدنا لا يقل أهمية عن إدراكنا أن الوحدة خير من الوجود في علاقة غير صحية، ما يعيننا على معرفة أنفسنا عن كثب، وفهم ما نريد وما نحتاج. خلال ذلك راقب طريقة تحدثك إلى نفسك وما يقوله لك صوتك الداخلي، ينصح بكتابته لفهم نفسك، واستبدال كل فكرة قاسية وناقدة تخطر لك بأفكار داعمة.

خامساً:خذ وقتا للتعافي

تعامل مع مشاعرك بروية وإن بدت متضاربة وقوية، روّض حزنك دون مقاومة، وتقبّل اللحظات التي لا تشعر فيها أنك على ما يرام واللحظات التي تحس أنك كذلك. بمرور الوقت، وبالابتعاد تماما عن الشخصية السامة ومحاولة المضي قدما، سيخفت الحزن وتبرد نيرانه، وتتعافى نهائياً من تلك العلاقة.

ختاماً، فإن وجودك في علاقة غير صحية تتعرض فيها للاستغلال هو ليس نهاية العالم، ولكن يمكنك بالقليل من الوعي والكثير من العزم والصبر التخلص من تلك المرحلة والعلاقة والمضى قدماً للحصول علي علاقات تضيف لك الراحة والسعادة.

لمشاركة الخبر عبر شبكات التواصل