مقال ⁄اقتصادي

كل الحقيقة.. مفاتيح القلوب والجيوب و إعلام الحروب

كل الحقيقة.. مفاتيح القلوب والجيوب و إعلام الحروب

كتب: عابد سيد أحمد

 

نجاح تطبيق بنكك المذهل الذى جعله من لوازم التعاملات اليومية الحياتية لاى سودانى وبمختلف مستوياتهم وفى أى مكان وجعل الكتلة النقدية اكثرها يمر يوميا عبر بنك الخرطوم لم يات صدفة ولا لخلو الساحة من تطبيقات بنكية اخرى مماثلة ولكنها العقلية التى صنعت الفارق فالمدير فادى بعقليته التسويقية المتقدمة والمواكبة لما يجرى فى العالم والمدركة لاثر الاعلام فى تشكيل الراى العام ومزاجه بدا تنفيذ الفكرة بملازمة ميزانية ضخمة للدعاية والاعلام للترغيب فى التطبيق ثم قدم بعد ذلك المشهيات التى تفتح انفس المتعاملين للتدافع بمغريات وحوافز فى تنزيله واستخدامه وهى نظرة قائمة على ان ماتنفقه الان على الاعلام و التسويق يعود عليك بعد حين بعائدات اكبر وبإستمرار تعوضك ماانفقت وتضع المؤسسة فى مقامات عليا وهذا ماحدث بالفعل فى بنك الخرطوم والذى مع مرور الأيام صارت أغلب حركة الاموال فى بلادنا تمر عبره بما فيها معاملات مالية مهمة للحكومة منها توصيل مرتبات العاملين بالدولة خلال فترةالحرب و معاملات الرسوم الحكومية وغيرها وجعل البنك بخطة اعلامه الذكى الذى تم حتى راعى الضان فى الخلاء يسمع بالتطبيق ويتعامل به وهو قمة النجاح …

فالاعلام الذكى هو الذى يقود للنجاحات فى كل شئ ويشكل الراى العام بقوة والذى يحتاج الى تصميم خطة تحقق الاهداف ومال وخبراء يجيدون فن التسويق

ونجد ان بنك التنمية التعاونى عندما تم تغيير اسمه الى النيل لم تكتف ادارته بتغيير اللافتة باخرى جديدة كما تفعل كثير من مؤسساتنا وبهذه السهولة بل اجتهد فى ان يجعل هذه النقلة لافتة للناس عبر الاعلام حتى يترسخ الاسم الجديد وماتزال تفعل برغم انها قد انست الناس البنك التعاونى وتجربته وجعلت بنك النيل من البنوك اللامعة باسمه الجديد وعلامة بارزة فى خارطة الجهاز المصرفى

على عكس بنك الشمال الإسلامى الذى غير أسمه الى بنك البلد ومايزال مع تقديرنا له بحاجة الى اعلام يرسخ الأسم الجديد

فالتحولات لاتتم بالقرارات وحدها أو بتغيير اللافتات فالرئيس النميرى غير اسم ام بدة فى عهده الى ام درمان الجديدة ومن اليوم الثانى للقرار وحتى الان الكل متمسك بام بدة رغم ان السلطات أيامها غيرت حتى الاوراق الرسمية بالاسم الجديد والزمت المركبات العامة العاملة هناك بان تكتب ام درمان الجديدة محل ام بدة وكان الأسم المكتوب على مركبات المواصلات العامة ام درمان الجديدة والسائق أى سائق ينادى امبدة ..ام بدة .. ام بدة

وماتزال الشركات العالمية الكبرى المنتشرة فى كل ارجاء العالم مستمرة فى تكثيف اعلاناتها لتكون حاضرة فى الاذهان باستمرار برغم مبيعاتها الضخمة وذلك لادراكها ان الاعلام هو مفتاح القلوب والجيوب لصنع واستمرار النجاح

ونجد ان شركات الاتصالات الثلاث العاملة فى بلادنا والتى لاخيار للمواطن إلا بينها ارتفع اهتمام زين الأجنبية الاسهم بالاعلام مبكرا ولايزال برغم ضخامة عدد مشتركيها… وزين عالم جميل ماتزال تزين الطرقات برغم المشكلات التى واجهت الشركة خلال الحرب الجارية وتكثر من عمل اللافتات المجانية للمحلات التجارية الخاصة فى كل مكان لا لشئ الا ليعلوها شعار زين كما ترعى المناشط وتشكل الحضور فى كل مكان لان خطتها الاعلامية مصممة على الحضور فى اى زمان وباى ثمن ثم برزت سودانى وخليك سودانى منافسة لها فى الدعاية وبذات الشكل من قناعة ان الحضور الاعلامى يبقى ضروريا للثبات ومواصلة الانطلاق فى سوق يقوده الاعلام ويحدث هذا برغم تزايد الطلب على خدمات الشركتين ولكنها فنون استمرار النجاح أما اريبا فقد غيرت اسمها وماتزال بحاجة لتسويق نفسها

وهذا حال الشركات والمؤسسات الناجحة فكيف حال اعلام الدول ؟.. ان الواقع يقول ان الدول الكبرى ادركت قوة الأثر الاعلامى واهميته لذا يسبق الاعلام عندها الرصاصة الأولى لتهيئة الراى العام فى اية حرب تخوضها ويتم عمل غرف اعلامية ضخمة لها لتتولى جانب الحرب الاعلامية التى لاتنفصل عن الحرب العسكرية فى الميدان ويتم العمل وفق خطة تصمم بدقة لتصل الى اهدافها بنجاح عبر اليات متنوعة وقدرات اعلامية مؤثرة ويتم الصرف عليها بسخاء ماليا وتوفر لها كافة المعينات كما لا تصدر قراراتها الكبرى فى أى شان إلا بعد ان يهيئ لها الاعلام فهكذا تفعل تلك الدول فهل نحن بعد ان تفاجانا بالحرب ولم نصمم لها خطة قبليةكما تفعل تلك الدول جعلنا بعد الربع الاول من عامها أو نصفه أو العام الذى مضى للحرب بكاملة غرفة متكاملة لادارة اعلام المرحلة.. لا لا لم يتم أو لم نسمع بها أو نحس بأثر لها … والناطق الرسمى للجيش نفسه قلما يظهر فى الاعلام وكل الموجود اجتهادات للزملاء الراكزين هنا وهناك فى غياب الاهتمام الرسمى بالاعلام وعدم الاستفادة من تجميع الأقلام والاصوات القوية المتناثرة فى غرفة تدير الاعلام و تصمم الرسائل وتوزع الادوار فالحرب الحالية اعد لها مساندوا التمرد غرف اعلامية ضخمة جعلت هرج الجنجويد الاعلى ضجيجا فمااحوجنا الى تنظيم الصف وتوفير المعلومات وتناغم الايقاع وجعل اعلامنا سباقا يقطع انفاس اعلام الجنجويد بالدفاع عن انفسهم بالرد علينا بدلا من العكس

azzapress.com