لهذه الأسباب صعد الدولار لأعلى مستوى منذ أكثر من سنتين
Investing.com - سجل مؤشر الدولار الأمريكي أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين يوم الخميس، مع انطلاق العام الجديد للتداول واستعداد الأسواق لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض هذا الشهر. ارتفع المؤشر، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.8% بحلول الساعة 11:20 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي، ليصل إلى أقوى مستوى له منذ نوفمبر 2022.
ركزت الأسواق على التفاؤل بالاقتصاد الأمريكي مع إعادة فتح التداول بعد عطلة عيد الميلاد ورأس السنة. وافتتحت أسهم وول ستريت على ارتفاع، إلا أنها شهدت تباينًا في وقت لاحق. في مذكرة صدرت يوم الخميس، قالت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في Hargreaves Lansdown، إن النمو الاقتصادي الأمريكي استمر في تجاوز التوقعات، حيث أظهر المستهلكون والشركات مقاومة ملحوظة لتأثير أسعار الفائدة المرتفعة، مع بقاء معدل البطالة منخفضًا. وأكدت ستريتر أن المستثمرين يأملون في أن يكون عام 2025 عامًا اقتصاديًا متوازنًا وسط وعود بتخفيض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية في ظل ولاية ترامب الثانية.
على الجانب الآخر، تأثرت العملات الأوروبية بشكل كبير بالتباين في توقعات النمو الاقتصادي ومسار أسعار الفائدة. تراجع اليورو بنسبة 1% مقابل الدولار ليصل إلى 1.0255 دولار، وهو الأضعف منذ نوفمبر 2022، بينما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 1.17% إلى 1.2367 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من ثمانية أشهر. ورغم توقعات بتحسن النمو الاقتصادي في أوروبا خلال عام 2025، لا تزال التوقعات سلبية مقارنة بالولايات المتحدة، خاصة مع تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية قد تؤدي إلى حرب تجارية.
في المملكة المتحدة، أظهرت البيانات المعدلة أن الاقتصاد البريطاني شهد ركودًا في الربع الثالث من العام الماضي. أما في منطقة اليورو، حذر الخبراء الاقتصاديون من أن عدم الاستقرار السياسي والمشكلات الهيكلية قد تعيق النمو في اقتصادات مثل ألمانيا وفرنسا هذا العام.
وقال محدم السراف، المحلل الاستراتيجي في دانسكي بنك، في تصريحات لسي إن بي سي، ساهمت مخاوف التضخم الناتجة عن سياسات ترامب المقترحة بشأن التعريفات الجمركية في خفض توقعات معدلات الفائدة الأمريكية بشكل محدود خلال عام 2025، بينما أبدى البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا مواقف أكثر حذرًا في اجتماعات ديسمبر الماضي. وتابع أن الدولار يواصل الحصول على الدعم من سياسات ترامب المتوقعة، إضافة إلى الشكوك حول مسار خفض الفائدة الفيدرالية هذا العام.
في سياق متصل، من المنتظر أن تؤثر عدة بيانات اقتصادية أمريكية على الأسواق خلال الأيام المقبلة، أبرزها بيانات مطالبات البطالة يوم الخميس وتقرير ISM الصناعي يوم الجمعة، بالإضافة إلى تقرير الوظائف غير الزراعية الأسبوع المقبل.
أشار السراف إلى احتمالية عودة اليورو إلى مستوى التكافؤ مع الدولار على المدى المتوسط، لكنه حذر من أن أي مفاجآت سلبية في البيانات الأمريكية قد تؤدي إلى تصحيح للدولار.
investing.com