مسؤول في الفيدرالي الأمريكي يحث على توخي الحذر بشأن مسار الفائدة
Investing.com - قالت ميشيل بومان، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يوم الخميس إنها كانت قد تدعم توقفًا في رفع أسعار الفائدة الشهر الماضي، لكنها أيدت التخفيض باعتباره "الخطوة الأخيرة" ضمن مرحلة "إعادة ضبط السياسات" التي يتبعها البنك المركزي، لتكون بذلك آخر مسؤول في الاحتياطي الفيدرالي يدعو إلى توخي الحذر بشأن المسار المستقبلي للسياسة النقدية.
أوضحت بومان أن التقدم في خفض معدلات التضخم يبدو متوقفًا، مشيرة إلى أنها لا تستبعد خطر استمرار هذا التوقف. وقالت في كلمة ألقتها في لاجونا بيتش، كاليفورنيا:
"بالنظر إلى غياب التقدم المستمر في خفض التضخم والقوة المتواصلة للنشاط الاقتصادي وسوق العمل، كان بإمكاني دعم اتخاذ موقف عدم التدخل في اجتماع ديسمبر".
المستوى المحايد
أوضحت بومان أنه بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنسبة نقطة مئوية كاملة منذ سبتمبر الماضي، أصبحت معدلات الفائدة أقرب إلى تقديرها للمستوى المحايد، وهو المستوى الذي لا يُحفّز ولا يبطئ النمو الاقتصادي.
وأضافت: "دعمت خفض الفائدة في ديسمبر لأنه يمثل الخطوة الأخيرة للجنة في مرحلة إعادة ضبط السياسة"، مشيرة إلى أنها تريد الآن "اتباع نهج حذر وتدريجي في تعديل السياسات". وكانت بومان قد عارضت خفض بـ 50 نقطة في سبتمبر.
هذه التصريحات جاءت بعد ظهور بومان كمرشحة محتملة لتولي منصب كبير مراقبي البنوك لدى الاحتياطي الفيدرالي بعد الاستقالة المفاجئة لمايكل بار، نائب رئيس الرقابة الحالي، الذي أعلن أنه سيترك منصبه بحلول 28 فبراير، ما يمنح الرئيس المنتخب دونالد ترامب فرصة لتعيين شخص في هذا الدور الرئيسي بالبنك خلال أيامه الأولى في منصبه.
عارضت بومان بعض الاقتراحات التي قدمها بار، بما في ذلك قواعد رأس المال الجديدة المثيرة للجدل التي اقترحها كبار منظمي البنوك، والتي تتطلب من المقرضين الاحتفاظ بمزيد من الاحتياطيات لمواجهة الخسائر المستقبلية. هذه المتطلبات تستند إلى قواعد رأس المال الدولية المعروفة بـ "بازل III"، التي فُرضت بعد الأزمة المالية لعام 2008.
كررت بومان يوم الخميس تفضيلها لنموذج تنظيمي "مخصص" يأخذ في الاعتبار الفروق بين البنوك الكبيرة والصغيرة، قائلة: "أثق بأن الجهات التنظيمية ستعود إلى تنظيم أكثر تخصيصًا، خاصة للبنوك المجتمعية التي لديها نماذج عمل بسيطة".
أكدت بومان أن الاحتياطي الفيدرالي يجب ألا يصدر أحكامًا مسبقة حول السياسات المستقبلية لإدارة ترامب حتى يصبح هناك وضوح أكبر بشأن تأثيراتها على الاقتصاد والتضخم وسوق العمل.
تفاقم التضخم
أبدى بعض الاقتصاديين مخاوف من أن سياسات التجارة والهجرة قد تؤدي إلى تفاقم التضخم. وأعرب العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماع ديسمبر عن قلقهم من أن "المخاطر التصاعدية للتضخم قد ازدادت"، جزئيًا بسبب "التأثيرات المحتملة" للتغيرات المتوقعة في سياسات التجارة والهجرة.
في الاجتماع الذي عُقد يومي 18 و19 ديسمبر، خفّض مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي تقديراتهم لعدد مرات خفض أسعار الفائدة في 2025 من أربع مرات إلى مرتين بسبب مخاوف التضخم.
لاحظ عدد من المشاركين في الاجتماع أن "عملية خفض التضخم قد توقفت مؤقتًا أو أشاروا إلى خطر استمرار هذا التوقف".
رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بيث هاماك، اعترضت على خفض أسعار الفائدة بسبب "التقدم غير المتكافئ" في إعادة التضخم إلى مستوى 2%، داعية إلى تثبيت المعدلات.
سيولي مسؤولو البنك المركزي اهتمامًا وثيقًا لبيانات التضخم الجديدة أثناء استعدادهم للاجتماع المقبل في 28-29 يناير بعد تنصيب ترامب في 20 يناير.
أظهر مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE) المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي انخفاضًا إلى 2.4% في نوفمبر، مقارنة بذروة بلغت 7.2% في يونيو 2022، لكنه لا يزال أعلى من الهدف البالغ 2%.
وعند استثناء تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة، انخفض المؤشر الأساسي إلى 2.8% في نوفمبر مقارنة بذروة بلغت 5.6% في سبتمبر 2022.
موقف حذر
اتخذ العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي موقفًا حذرًا بشأن السياسات المستقبلية في تصريحات جديدة الخميس.
قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، جيف شميد، إنه يعتقد أن الاقتصاد وصل إلى "نقطة لا يحتاج فيها إلى قيود أو دعم" وأن السياسة النقدية يجب أن تكون محايدة.
وأوضح شميد أنه يفضل تعديل أسعار الفائدة "بشكل تدريجي"، مشيرًا إلى أن قوة الاقتصاد تتيح للبنك المركزي اتخاذ نهج صبور. ومع ذلك، كان أكثر تفاؤلاً من بومان بشأن استمرار انخفاض التضخم، مؤكدًا أن التعافي من اضطرابات سلاسل التوريد وتبريد سوق العمل واستقرار توقعات التضخم كلها عوامل تدعم ذلك.
دعت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، أيضًا إلى اتباع نهج تدريجي، قائلة: "مع اقتراب السياسة النقدية من موقف أكثر حيادية، أرى أن حالة عدم اليقين الحالية تستدعي نهجًا تدريجيًا وصبورًا".
وأضافت كولينز أنها دعمت تخفيض أسعار الفائدة في نوفمبر وديسمبر، لكنها وصفت قرار ديسمبر بأنه كان "أصعب اتخاذًا". مشيرة إلى أنه وفر تأمينًا للحفاظ على سوق عمل صحي مع الحفاظ على موقف سياسي صارم لاستعادة استقرار الأسعار بشكل مستدام.
من ناحية أخرى، أعربت بومان عن قلقها من أن الموقف الحالي للسياسة النقدية قد لا يكون مقيدًا كما يرى بعض زملائها. وأكدت أن معدلات الفائدة لا يبدو أنها تثبط الاقتصاد بشكل كبير بسبب قوته.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، قدم وجهة نظر متشددة بشكل خاص، حيث قال: "ما زلت أرى أننا نسير في مسار نحو خفض أسعار الفائدة"، لكنه أكد أن وتيرة هذه الخطوات تعتمد بشكل كامل على البيانات الواردة.
في إطار تعزيز الخيارات الاستثمارية للمستخدمين، ومع بداية العام الجديد، أعلنت منصة InvestingPro عن إضافة استراتيجيتين جديدتين طال انتظارهما ضمن استراتيجيات ProPicks AI، وهما "أفضل أسهم المالية والطاقة" (SAFE10) و"نجوم تاسي" (TASI20)، المصممتان خصيصًا لتمكين المستثمرين من تحقيق أقصى استفادة من السوق السعودية.
يأتي هذا الإعلان في وقت مثالي مع انطلاق عروض رأس السنة على المنصة، حيث تقدم خصومات تصل إلى 50%، ما يجعل هذه الفرصة مغرية للغاية للمستثمرين.
investing.com