الاختبار الحقيقي للأسواق يبدأ من اليوم.. فهل نشهد تحركات عنيفة
Investing.com - حقق فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية خلال شهر نوفمبر تأثيرًا فوريًا على الأسواق المالية؛ حيث ارتفعت الأسهم بقوة، وصعد الدولار الأميركي، بينما سجلت عملة بيتكوين مكاسب غير مسبوقة.
ومع ذلك، وبعد مرور شهرين فقط ومع اقتراب تولي الرئيس الجمهوري منصبه، صمدت بعض هذه المكاسب بينما تلاشى بعضها الآخر.
لا تدع الفرصة تفوتك لتحسين استثماراتك! خصم يصل إلى 50% على InvestingPro يمنحك الوصول إلى أدوات تحليلية متقدمة تساعدك على اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
الأسهم
ظهرت أولى علامات التراجع في سوق الأسهم، إذ فقد مؤشر إس آند بي 500 جزءًا كبيرًا من مكاسب ما يُعرف بـتجارة ترامب. جاء ذلك نتيجة تشكيك المستثمرين في مدى واقعية خفض أسعار الفائدة المتوقع من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي، وتأثير سياسات الإدارة الجديدة على أسعار الأسهم.
بالتزامن مع ذلك، شهد منحنى عوائد سندات الخزانة الأميركية ارتفاعًا ملحوظًا منذ أواخر نوفمبر، حيث تقلّص الفارق بين العوائد قصيرة وطويلة الأجل. وفي الوقت نفسه، نجح الدولار الأميركي وبيتكوين في الاحتفاظ بمكاسبهما.
المخاطر والتحديات
الاختبار الحقيقي لهذه الرهانات بدأ مع اقتراب تولي ترامب منصبه. تُعد الرسوم الجمركية أحد أبرز المخاطر التي أثارت القلق، حيث يخشى المحللون أن تؤدي سياسات الإدارة المقبلة إلى اندلاع حروب تجارية طويلة وأكثر تعقيدًا مقارنة بفترة ولايته الأولى. كما أثار احتمال فرض قيود أكثر صرامة على الهجرة قلق خبراء وول ستريت بشأن تأثيرها على الاقتصاد الأميركي. في الوقت ذاته، زادت التوترات الجيوسياسية، خاصة مع استهداف ترامب بعض حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، مثل كندا والمكسيك وأوروبا.
قال أندرو هولينهورست، كبير الاقتصاديين الأميركيين في سيتي غروب خلال مكالمة حول توقعات عام 2025: التوقعات ليست أكثر من تخمين محسوب، لكن يجب علينا افتراض تأثير هذه السياسات لأنها ستُحدِّد النظرة الاقتصادية.
حركة الأسواق
كانت الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة من بين القلائل التي احتفظت بمكاسبها، بينما شهدت الأسهم التقليدية تراجعًا ملحوظًا. ارتفع سهم شركة تسلا (NASDAQ:TSLA) بنسبة 70% منذ الانتخابات، رغم أن ترامب يُعرف بتشكيكه في السيارات الكهربائية. يُعزى ذلك إلى قرب إيلون ماسك من الإدارة الجديدة ودعمه لتطوير السيارات ذاتية القيادة بالكامل.
أما أسهم البنوك، فقد شهدت ازدهارًا في البداية بسبب وعود ترامب بتخفيف القيود التنظيمية على المقرضين، إذ ارتفع مؤشر كيه بي دبليو بنك بنسبة تقارب 14% بين 5 و25 نوفمبر. إلا أن هذا الزخم تلاشى لاحقًا، حيث انخفض المؤشر بنسبة 1.8% بحلول نهاية الأسبوع.
العملات
على صعيد العملات، شهد الدولار الأميركي ارتفاعًا كبيرًا مدفوعًا بتوقعات سياسة مالية أكثر توسعية ورسوم جمركية مرتفعة. صعد مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 5% خلال الأسابيع العشرة التي تلت يوم الانتخابات، وهو ارتفاع مشابه لما حققه المؤشر بعد فوز ترامب في 2016. أما عملات الأسواق الناشئة، فقد تراجعت بشكل عام، مع هبوط مؤشر إم إس سي آي بنسبة 2.2% منذ الانتخابات. البيزو المكسيكي، الذي كان الأكثر تأثرًا بالتوقعات السلبية، انخفض بنسبة 3.4% أمام الدولار.
في الصين، تراجع اليوان بنسبة تزيد على 3% أمام الدولار منذ 5 نوفمبر، بفعل المخاوف من الرسوم الجمركية واتساع الفجوة بين عوائد السندات الأميركية والصينية. حاول بنك الشعب الصيني دعم العملة باستخدام أدوات متعددة، مما ساهم في تقليل الضغوط على اليوان.
العملات المشفرة
تسبب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر في انتعاش واسع النطاق في أسواق العملات الرقمية، حيث حققت بيتكوين مستويات قياسية غير مسبوقة. وبعد مرور شهرين فقط، ومع اقتراب عودة الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض، قفزت العملة البيتكوين مرة أخرى لتسجل مستوى قياسي جديد خلال الساعات القليلة الماضية من تعاملات يوم الاثنين.
وصلت عملة بيتكوين (BTC) إلى مستوى قياسي جديد، متجاوزة حاجز 109,000 دولار خلال ساعات التداول الآسيوية يوم الاثنين، قبيل حفل تنصيب دونالد ترامب المقرر في وقت لاحق من اليوم.
وكانت بيتكوين قد عوضت خسائرها السابقة التي شهدتها خلال اليوم عندما هبطت إلى حوالي 100,000 دولار بعد أن كانت قد سجلت أكثر من 102,000 دولار يوم الأحد. حيث جاء هذا التراجع عقب إصدار السيدة الأولى ميلانيا ترامب عملة مشفرة ساخرة (memecoin)، مما تسبب في تحويل السيولة بعيدًا عن الأصول الرئيسية.
تميزت حملة ترامب بتأييد قوي للعملات المشفرة، حيث تعهد بجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة في العالم، وأعلن عن خطط لإنشاء احتياطي وطني استراتيجي للبيتكوين، ما أشعل حماس المستثمرين.
وصلت بيتكوين، أكبر العملات المشفرة، إلى 109,333 دولارًا على منصة بينانس، مدفوعة بالتغير الكبير في موقف ترامب، الذي كان قد وصف العملات المشفرة في السابق بأنها احتيال، لكنه أصبح الآن أحد أبرز الداعمين لهذا القطاع.
الفوائد وأسعار السندات
كان من المتوقع أن يؤدي فوز ترامب إلى انحدار منحنى عوائد السندات بسبب سياسات تضخمية وضغوط على الديون طويلة الأجل. هذا ما حدث بالفعل، حيث اتسعت الفجوة بين عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات وسنتين إلى نحو 34 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى منذ أوائل 2022.
قال نيل ساذرلاند، مدير المحافظ في شرودرز لإدارة الاستثمار: رغم خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، فإن العوائد الطويلة استمرت في الارتفاع، مما يعكس التغيرات السوقية المتسارعة.
في الوقت الراهن، تسود حالة من عدم اليقين، خاصة مع تباين التوقعات بشأن معدلات الفائدة قصيرة الأجل. أظهرت البيانات الاقتصادية الأميركية مؤخرًا إشارات مختلطة، مما زاد من ضبابية المشهد الاقتصادي.
بينما يقترب دونالد ترامب من تولي منصبه، يبقى تأثير سياساته على الأسواق محل ترقب كبير. يتضح من أداء الأصول المختلفة أن الأسواق لا تزال تعيش حالة من التذبذب بين التفاؤل والحذر، مع توقعات بمزيد من التقلبات في ظل السياسات المقبلة.
في إطار تعزيز الخيارات الاستثمارية للمستخدمين، ومع بداية العام الجديد، أعلنت منصة InvestingPro عن إضافة استراتيجيتين جديدتين طال انتظارهما ضمن استراتيجيات ProPicks AI، وهما أفضل أسهم المالية والطاقة (SAFE10) ونجوم تاسي (TASI20)، المصممتان خصيصًا لتمكين المستثمرين من تحقيق أقصى استفادة من السوق السعودية.
يأتي هذا الإعلان في وقت مثالي مع انطلاق عروض رأس السنة على المنصة، حيث تقدم خصومات تصل إلى 50%، ما يجعل هذه الفرصة مغرية للغاية للمستثمرين.
اشترك الآن من هنا قبل فوات الآوان
investing.com