تقلبات عنيفة تضرب الأسواق.. والمخاطرة تتحول لملاذ آمن
Investing.com - شهد قطاع الائتمان في الآونة الأخيرة تطورًا مثيرًا للاهتمام، حيث تبرز السندات مرتفعة المخاطر كأداء متميز مقارنة بنظيراتها الأكثر أمانًا. يعود هذا الأداء الاستثنائي إلى تزايد اهتمام المستثمرين بجني العوائد المرتفعة من تلك السندات، والتي تأتي كجزء من استراتيجيات فروقات أسعار الفائدة، وسط حالة من التقلبات التي تشهدها الأسواق.
ساهمت التدفقات الاستثمارية الكبيرة التي تدفقت إلى صناديق الائتمان في تقليص علاوة شراء ديون الشركات مقارنة بالسندات الحكومية الآمنة. هذا الاتجاه دفع مديري الاستثمار إلى البحث عن أدوات أخرى لتحقيق التفوق، حيث زادت جاذبية السندات منخفضة التصنيف بفضل عوائدها المرتفعة، التي تعوض التراجع في قيمتها عند ارتفاع العوائد.
كيف يمكنك الاستثمار بنجاح من خلال الاستفادة من البيانات التي لا يحصل عليها أحد سواك؟ اكتشف ذلك مع InvestingPro: استفد من عرض رأس السنة! آخر فرصة للحصول على InvestingPro بخصم 50%! اضغط هنا وراجع المؤشرات الرئيسية مثل القيمة العادلة لأي شركة بناءً على أكثر من عشرة نماذج مالية، والصحة المالية، وتوقعات المحللين، وخطط استثمارية ثبت تفوقها على السوق تاريخيًا.
أداء قوي للسندات رغم المخاطر
اللافت أن السندات مرتفعة العائد سجلت تراجعًا أقل مقارنة بالسندات القيادية خلال موجة البيع الأخيرة في الأسواق، حتى مع تزايد مخاطر إفلاس الشركات المصدرة لتلك السندات. كما شهدت السندات الثانوية أداءً إيجابيًا بفضل نسبة شارب (Sharpe Ratio) العالية، التي تقيس العائد على الاستثمار مقارنة بالمخاطر.
داربان هارار، مدير المحافظ في ناينتي ون (Ninety One)، صرح بأن: هذا يعزز فكرة أن تجارة فروقات الفائدة هي السمة الأبرز لهذا العام. الأصول الأقل مخاطرة مثل السندات السيادية أظهرت تقلبًا أعلى، بينما كانت السندات المشروطة القابلة للتحويل هي الأكثر استقرارًا.
تحديات وعوامل مغايرة
ما يميز هذا العام هو أن المخاوف المتعلقة بالعجز المالي جعلت السندات الحكومية أقل جاذبية، كما أن السياسات النقدية المتباينة تجعل من الصعب التنبؤ باتجاه العوائد. فلافيو فابريزي، رئيس أسواق ديون الشركات في إتش إس بي سي (LON:HSBA) (HSBC)، يرى أن: العنصر المتقلب حاليًا ليس فروقات أسعار الائتمان، بل العوائد الخالية من المخاطر، مما يعكس انعكاسًا غير تقليدي للوضع.
عامل آخر يلعب دورًا مهمًا هو آجال استحقاق السندات منخفضة التصنيف، التي عادة ما تكون أقصر مقارنة بالسندات مرتفعة التصنيف. هذا يجعلها أقل حساسية لتقلبات العائد. وبحسب بيانات بلومبرغ، فإن مؤشر السندات منخفضة التصنيف يعادل نصف أجل مؤشر السندات الاستثمارية، مما يجعل تأثير زيادة العوائد عليها أقل حدة.
مخاوف إعادة التمويل
تواجه السندات التي تقترب من أجل استحقاقها تحديات في إعادة التمويل، حيث إنها تحمل علاوات مخاطرة منخفضة نسبيًا. بير فيهرمان، مدير المحافظ لدى دي دبليو إس غروب (DWS Group)، حذر من أن: الاستثمار في سندات ذات هوامش منخفضة قد يكون أشبه بالوقوف أمام قطار مسرع لجمع بعض القروش.
الدفاع عن العوائد في وجه المخاطر
رغم تلك التحديات، يظل المستثمرون في السندات مرتفعة المخاطر مستفيدين من العوائد القوية. كما أن فروقات أسعار الفائدة تظل هي خط الدفاع الأول لمديري الائتمان، حيث يمكن للمستثمرين تحقيق قيمة القسيمة، حتى مع تسجيل الخسائر في حركة العائد.
في ظل الأوضاع الحالية، يبدو أن السندات مرتفعة العائد ستظل أداة جذابة للمستثمرين الباحثين عن العوائد المرتفعة، ولكن مع ضرورة توخي الحذر من مخاطر إعادة التمويل والاضطرابات المحتملة في الأسواق.
investing.com