خبر ⁄اقتصادي

مطورو الذكاء الاصطناعي الأميركيون يشيدون بـديب سيك

مطورو الذكاء الاصطناعي الأميركيون يشيدون بـديب سيك

يُثني المطورون في الشركات الأميركية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على نماذج «ديب سيك» التي نالت شهرة واسعة مؤخراً، في الوقت الذي يحاولون فيه دحض فكرة أن تقنيتهم التي تكلف مليارات الدولارات قد تم التفوق عليها من قبل بديل منخفض التكلفة لشركة ناشئة صينية.

وأثارت الشركة الصينية الناشئة «ديب سيك»، يوم الاثنين، موجة من مبيعات الأسهم، حيث تفوق مساعدها الذكي المجاني على «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي» في متجر التطبيقات الأميركي لشركة «أبل»، باستخدام نموذج قالت إنه تم تدريبه على معالجات «إتش 800» ذات القدرات الأقل من «إنفيديا» بتكلفة تقل عن 6 ملايين دولار، وفق «رويترز».

وبينما كانت المخاوف بشأن المنافسة تتردد في أسواق الأسهم الأميركية، أشاد بعض خبراء الذكاء الاصطناعي بفريق «ديب سيك» القوي وأبحاثه الحديثة، لكنهم ظلوا غير متأثرين بالتطورات، وفقاً لما ذكره أشخاص على دراية بتفكير أربعة من أبرز مختبرات الذكاء الاصطناعي الذين رفضوا الكشف عن هويتهم لعدم التصريح لهم بالتحدث علناً.

كتب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، على منصة «إكس» أن نموذج «آر 1»، وهو أحد النماذج التي أصدرتها «ديب سيك» في الأسابيع الأخيرة: «هو نموذج مثير للإعجاب، خاصة فيما يتعلق بما يمكنهم تقديمه مقابل السعر». وقالت شركة «إنفيديا» في بيان إن إنجاز «ديب سيك» يثبت الحاجة إلى مزيد من رقائقها.

وقررت شركة «سنوفلايك»، المتخصصة في البرمجيات، يوم الاثنين، إضافة نماذج «ديب سيك» إلى سوق نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بعد تلقيها استفسارات كثيرة من العملاء.

وبينما كان الموظفون يصفون نماذج «ديب سيك» بأنها «مذهلة»، كانت شركة البرمجيات الأميركية تدرس المخاطر المحتملة لاستضافة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي طُورت في الصين، قبل أن تقرر في النهاية تقديمها للعملاء، حسبما قال كريستيان كلاينيرمان، نائب الرئيس التنفيذي للمنتجات في «سنوفلايك». وأضاف: «قررنا أنه ما دام أننا واضحون مع العملاء، فلا نرى أي مشكلة في دعمها».

وفي الوقت نفسه، يسرع مطورو الذكاء الاصطناعي الأميركيون لتحليل نموذج «في 3» من «ديب سيك».

وقد نشرت «ديب سيك» في ديسمبر (كانون الأول) ورقة بحثية مصاحبة للنموذج، الذي يعد أساس تطبيقها الشائع، ولكن أسئلة كثيرة مثل تكاليف التطوير الإجمالية لم تتم الإجابة عنها في الوثيقة.

وقال أحد الأشخاص إن الصين قد تخطت الآن الفجوة من 18 شهراً إلى ستة أشهر خلف النماذج المتقدمة في الذكاء الاصطناعي التي طورتها الولايات المتحدة. ومع ذلك، وبفضل استراتيجية الإصدار المجاني من «ديب سيك» التي أثارت حماسة كبيرة، قد تجد الشركة نفسها قريباً من دون رقائق كافية لتلبية الطلب.

ولم تحقق «ديب سيك» تقدماً فقط من خلال موازنة صغيرة تبلغ 6 ملايين دولار، ويعد ذلك مبلغاً زهيداً مقارنة بـ250 مليار دولار يقدر المحللون أن الشركات الأميركية الكبرى في مجال السحابة ستنفقها هذا العام على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وأشارت الورقة البحثية إلى أن هذه التكلفة تتعلق على وجه التحديد باستخدام الرقائق في عملية التدريب النهائية، وليس التكلفة الإجمالية للتطوير.

وأوضحت الورقة أن عملية التدريب لنموذج «في 3» تمت باستخدام 2048 شريحة من «إتش 800» من «إنفيديا»، التي تم تصميمها للامتثال لقيود التصدير الأميركية التي أُصدرت في 2022، وهي قواعد قال خبراء لـ«رويترز» إنها لن تبطئ تقدم الصين في الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.

وقال مصدران في مختبرين للذكاء الاصطناعي إنهما يتوقعان أن المراحل الأولى من التطوير كانت قد اعتمدت على كمية أكبر بكثير من الرقائق. وقال أحد الأشخاص إن مثل هذا الاستثمار قد يتجاوز مليار دولار.

وأشاد بعض القادة الأميركيين في مجال الذكاء الاصطناعي بقرار «ديب سيك» إطلاق نماذجها بمصدر مفتوح، مما يعني أن الشركات أو الأفراد يمكنهم استخدامها أو تعديلها بحرية.

وقال المستثمر المغامر مارك أندريسن في منشور على منصة «إكس» يوم الأحد: «(ديب سيك في 3) هو أحد أعظم الاختراقات التي رأيتها على الإطلاق، وهدية عميقة للعالم كونه مصدراً مفتوحاً».

ويؤكد الثناء الذي حظيت به نماذج «ديب سيك» على جدوى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر بوصفها بديلاً للتكنولوجيا المكلفة والمقيدة، مثل «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي»، وفقاً لما ذكره مراقبو الصناعة.

وارتفعت قيمة أكبر الشركات في «وول ستريت» في السنوات الأخيرة على توقعات بأن هذه الشركات فقط هي التي تمتلك رأس المال الضخم، وقدرة الحوسبة اللازمة لتطوير وتوسيع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الناشئة. ومن المتوقع أن تخضع هذه الافتراضات لمزيد من التدقيق هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، عندما يُعلن كثير من شركات التكنولوجيا الأميركية عن الأرباح الفصلية.

aawsat.com