خبر ⁄اقتصادي

تحقيق فيدرالي بعد سحب 99 مليون دولار من عملة ليبرا المشفرة

تحقيق فيدرالي بعد سحب 99 مليون دولار من عملة ليبرا المشفرة

أفاد باحثون في مجال البلوكتشين بأن 8 محافظ رقمية مرتبطة بمبتكر عملة مشفرة سحبت نحو 99 مليون دولار من سوق العملات الرقمية التي كانت محط فضيحة في الأرجنتين. وقد جاء هذا بعد أن أوصى الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بعملة «ليبرا» المشفرة غير المعروفة عبر منشور على منصة «إكس» مساء الجمعة، إلا أنه حذف المنشور لاحقاً ونفى أي صلة له بهذه العملة.

وفي تطور مفاجئ، فتح قاضٍ فيدرالي تحقيقاً بشأن إطلاق العملة المشفرة ودور ميلي في هذا الحدث، بعد أن شهدت العملة زيادة سريعة في قيمتها إلى أكثر من 4.50 دولار، قبل أن تنهار بشكل مفاجئ بعد ساعات قليلة. بدوره، اتهم ميلي خصومه بمحاولة استغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

ووفقاً لباحثي «بلوكتشين» في «تشين أناليسيز»، تم سحب نحو 99 مليون دولار من رموز «ليبرا» من مجموعة السيولة الخاصة بالعملة، وهي منصة رقمية تسمح للمستخدمين بتبادل العملات المشفرة. ورغم أن «تشين أناليسيز» لم تتمكن من تحديد هويات مالكي المحافظ التي قامت بالسحب، إلا أنها أكدت أن هذه المحافظ تلقت الرموز مباشرة من منشئ العملة.

وقالت الشركة في تصريح لـ«رويترز»: «تشير البيانات المسجلة على السلسلة إلى أن هذه العناوين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بفريق تطوير عملة (ليبرا)، نظراً لأن تمويلها جاء مباشرة من منشئ الرمز»، لكنها امتنعت عن التعليق على توقيت عمليات السحب.

وتُعتبر عملات «الميم» نوعاً من الرموز المشفرة التي يتم الترويج لها باستخدام أسماء أو شعارات مستوحاة من النكات المنتشرة على الإنترنت، وغالباً ما تشهد هذه العملات صعوداً سريعاً يليه انهيار مفاجئ؛ حيث يستفيد المستثمرون الأوائل من تحقيق أرباح ضخمة. ورغم أن هذه العملات أصبحت جزءاً مألوفاً من سوق العملات المشفرة، فإن تورط شخصيات سياسية فيها يعد أمراً نادراً. ففي خطوة مفاجئة، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزوجته عملتهما المشفرة الخاصة الشهر الماضي.

وأفادت «تشين أناليسيز» بأن الرموز المسحوبة من مجموعة سيولة «ليبرا» تضمنت عملات مشفرة مستقرة مثل «يو إس دي سي»، بالإضافة إلى عملة «إي أو إل» أو «سولانا». كما أشارت إلى أن القيمة الإجمالية لهذه الأصول قد تتغير مع تقلب أسعار العملات المشفرة.

وفي سياق متصل، أفادت شركة تحليلات بلوكتشين «نانسن» أن المحافظ التي سحبت الرموز من سوق «ليبرا» لا تزال تحتفظ بأصول تقدر قيمتها بنحو 87 مليون دولار، مما يشير إلى أن جزءاً كبيراً من الأموال لا يزال في أيدي كيانات مرتبطة بإطلاق العملة. وتم إدراج الرمز المميز في بورصة «ميتيورا» للعملات المشفرة.

وأشارت «نانسن» إلى أن 70 في المائة من المحافظ التي تتداول رموز «ليبرا» تكبّدت خسائر بين يومي الأحد والثلاثاء.

وفيما يتعلق بخطة العملة، قال هايدن ديفيس، الذي عرّف نفسه سابقاً على صفحته على «لينكد إن» بأنه الرئيس التنفيذي لشركة «كيلسيير فنتشرز»، إنه يعمل مستشاراً لإطلاق الرمز المميز. وأوضح، في بيان على منصة «إكس»، أنه كان مسؤولاً عن إدارة ما يصل إلى 100 مليون دولار من الأصول المشفرة المرتبطة بسوق «ليبرا»، ولكنه لم يوضح كيفية حصوله على الأموال أو الغرض المحدد الذي كانت من أجله. وأضاف أنه يعتزم «إعادة استثمار» الأموال في الرمز المميز.

وفي مقابلة مع يوتيوبر العملات المشفرة الشهير ستيفن فينديزن، المعروف باسم «كوفيزيلا»، نفى ديفيس أن يكون الرمز جزءاً من عملية احتيال تُعرف باسم «سحب السجادة»، وهي عملية يقوم خلالها مطورو العملات المشفرة بجذب المستثمرين لزيادة قيمة العملة، ثم يسحبون أموالهم بسرعة، مما يترك المستثمرين مع خسائر فادحة. وأوضح ديفيس أنه كان يحاول منع المزيد من انهيار العملة، قائلاً: «هذه ليست عملية احتيال، بل مخطط فاشل بشكل كارثي، مع وجود 100 مليون دولار في حساب أديره بصفتي أميناً».

aawsat.com