استعادة 6.5 مليون متر مربع... دفعة استثمارية تعزز التنمية الاقتصادية في جدة

شهدت جدة الواقعة غرب السعودية، خلال الفترة الماضية، جهوداً مكثفة لاستعادة الأراضي العامة وتحويلها إلى مشروعات تنموية تخدم السكان والزائرين، حيث استعادت أمانة المحافظة 6.5 مليون متر مربع من الأراضي العامة، منها 52 موقعاً في أبحر الشمالية، بمساحة تجاوزت 3 ملايين متر مربع، بالإضافة إلى استعادة أكثر من 3.5 مليون متر مربع من مواقع السكراب جنوب المحافظة.
وجاءت هذه الجهود في إطار تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، الرامية إلى تحسين المشهد الحضري وتعزيز جودة الحياة في المدينة. وكشف المتحدث الرسمي لأمانة جدة، محمد البقمي، لـ«الشرق الأوسط»، عن مساعٍ لإعادة تأهيل المواقع المستعادة في أبحر الشمالية وتحويلها إلى شواطئ مفتوحة ومساحات عامة تخدم سكان المدينة وزوارها، بما يتماشى مع التوجه الاستراتيجي في الاستفادة من الواجهات البحرية. وقد أسفرت هذه الجهود عن افتتاح شاطئ المستقبل بصفته أول شاطئ رملي عام في أبحر الشمالية، مع استمرار العمل على تطوير شاطئين رمليين إضافيين.
الخدمات الأساسية
وفي إطار تحسين تجربة الزوار، أوضح البقمي أن الأمانة تعمل على توفير الخدمات الأساسية في هذه الشواطئ بالتعاون مع القطاع الخاص، من خلال استثمارات قصيرة الأجل تهدف إلى الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة، مع الالتزام بفتح الشواطئ مجاناً للجمهور. أما في جنوب جدة فقد أطلقت الأمانة مشروعاً لتطوير مخطط نموذجي للسكراب والتشاليح شمال المدينة الصناعية الثالثة، على مساحة 5 ملايين متر مربع. يهدف هذا المشروع إلى إعادة تنظيم هذه المواقع وتحويلها إلى مراكز متخصصة تعمل وفق أعلى المعايير البيئية والتنظيمية، مما يُسهم في استثمار الأراضي بطرق أكثر كفاءة ويحقّق قيمة اقتصادية مضافة للمدينة.
وبيّن البقمي أن أمانة جدة تعتمد في مشروعاتها على التخطيط المحلي للمدينة، وتسعى لتنفيذ مبادرات تتماشى مع «رؤية 2030»، خصوصاً فيما يتعلق بتحسين المشهد الحضري والارتقاء بجودة الحياة. ومن بين المشروعات الاستثمارية التي تطرحها الأمانة لدعم الجانبَيْن السياحي والاقتصادي، تطوير الفنادق والشقق الفندقية والمخدومة، وإنشاء المنتجعات ومدن الترفيه والملاهي، وتعزيز النشاط التجاري من خلال الأسواق والمحال، ودعم الأنشطة الطبية والتعليمية، بالإضافة إلى تطوير محطات الوقود والبنية التحتية الخدمية؛ وفق البقمي.
الاشتراطات البيئية
وتحرص الأمانة على مراعاة الاشتراطات البيئية في جميع مشروعاتها، حيث تعتمد على مواد صديقة للبيئة في تأهيل الشواطئ، مثل استخدام الإضاءة بالطاقة الشمسية، وتوفير رمال نقية، وإعادة توظيف المواد الطبيعية مثل الأحجار الكبيرة في الحواجز، وزراعة الأشجار لتجميل المواقع، وتحسين البيئية المحيطة، وتفعيل دور المجتمع في الحفاظ على نظافة الشواطئ.
وتعمل أمانة جدة، بالتعاون مع الجهات المعنية، على جعل المدينة واحدة من أفضل الوجهات الحضرية عالمياً، عبر مشروعات تنموية واستثمارية تُسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز البيئية الاقتصادية. ومن خلال إعادة تأهيل الأراضي المستعادة وتطوير الواجهات البحرية، تُحقق جدة قفزات نوعية في استغلال مواردها وتعزيز مقوماتها بصفتها وجهة سياحية واستثمارية بارزة.
aawsat.com