الأسهم الأميركية تسجل أسوأ ربع منذ 2022 مع ازدياد مخاوف الرسوم

سجلت أسهم وول ستريت أسوأ أداء ربع سنوي لها منذ ما يقرب من 3 سنوات، وسط مخاوف من أن تؤدي تعريفات دونالد ترمب إلى فترة من الركود التضخمي في أكبر اقتصاد بالعالم.
وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.6 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، وهو أسوأ أداء منذ الربع الثالث من عام 2022، وفقاً لما أظهرته بيانات «فاكت ست».
ويأتي هذا التراجع الحاد في الربع الأول في الوقت الذي تخشى فيه بنوك وول ستريت والمستثمرون، من أن تؤدي الرسوم التي فرضها ترمب على الشركاء التجاريين إلى إبطاء النمو الاقتصادي، مع زيادة الأسعار. كما أظهر كثير من الاستطلاعات الأخيرة أن معنويات المستهلكين والشركات قد تراجعت بشكل حاد، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».
ويستعد المستثمرون لحدث «يوم التحرير» الذي أعلنه ترمب يوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي عن رسوم جمركية جديدة، بالإضافة إلى الرسوم الحالية على واردات سلع مثل الصلب والألومنيوم.
وقال جيسي مارك، الرئيس العالمي لأسواق رأس المال العالمية في بنك «جيفريز» الأميركي: «لا أعتقد أن أياً منا كان يتوقع هذا النوع من الضجيج المستمر للعناوين الرئيسية، وعدم الوضوح بشأن كيفية مضي الإدارة في تحقيق أهدافها». وأضاف: «يبدو الأمر كأنه من فعل فاعل ذاتي إلى حد كبير».
بينما قالت شارون بيل، كبير استراتيجيي الأسهم في «غولدمان ساكس»: «لا أرى بالضرورة الحد الأدنى بعد (في أسعار الأسهم)».
وكان «غولدمان» رفع في عطلة نهاية الأسبوع توقعاته لنهاية العام، لمعدل التضخم الذي يراقبه صناع السياسة عن كثب، وحذر من أنه يرى الآن فرصة بنسبة 35 في المائة لركود الولايات المتحدة خلال العام المقبل، من 20 في المائة في السابق.
وقالت بيل إن تهديد الرسوم الجمركية «يزيد من علاوة المخاطرة التي تضعها على الأسهم»، على الرغم من أنها أضافت أن سوق الأسهم الأميركية لديها «مشاكل أخرى»، بما في ذلك تباطؤ وتيرة النمو وتخفيضات القطاع العام.
وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، التي هيمنت على الأسواق في السنوات الأخيرة، بشكل حاد في الربع الأول من العام، حيث انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 10.4 في المائة. وتضررت الأسهم بسبب ازدياد المخاوف بشأن الاقتصاد والمخاوف من أن طفرة الإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قد يكون مبالغاً فيها.
وانخفض سهم شركة «إنفيديا»، التي تصنع الرقائق المتطورة التي تستخدمها مجموعات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع لتدريب نماذجها، بنسبة الخمس تقريباً في الربع الأول. وانخفض سهم شركة «تسلا» لصانع السيارات الكهربائية إيلون ماسك، بنسبة 36 في المائة. وتراجعت أسهم شركتي أبل ومايكروسوفت العملاقتين في الصناعة بنحو 10 في المائة.
كما تراجعت الشركات التي تواجه المستهلكين، وغيرها من الأسهم الحساسة اقتصادياً، بشكل حاد. فقد تراجعت أسهم شركة نايكي بنسبة 16 في المائة، بعد أن قالت المجموعة إن الحرب التجارية وحذر المستهلكين يعرقلان جهودها لزيادة المبيعات كجزء من عملية التحول. وانخفض سهم فيديكس بنسبة 13 في المائة، بعد أن خفضت توقعاتها للأرباح لعام 2025، وحذرت من «استمرار الضعف وعدم اليقين في الاقتصاد الصناعي الأميركي».
وتفوقت الأسهم الأوروبية على الأسهم الأميركية، في تحول ملحوظ عن عامي 2023 و2024 عندما تجاوزت وول ستريت منافسيها. وارتفع مؤشرا فوتسي 100 في لندن وأوروبا ستوكس 600 بنحو 5 في المائة بالعملة المحلية.
aawsat.com