خبر ⁄اقتصادي

انتعاش عقود الأسهم الأميركية بعد قلق من انتقادات ترمب لـالفيدرالي

انتعاش عقود الأسهم الأميركية بعد قلق من انتقادات ترمب لـالفيدرالي

انتعشت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء، بعد تراجع حاد في الجلسة السابقة، نتيجة تصاعد انتقادات الرئيس دونالد ترمب لرئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، ما أثار قلق المستثمرين بشأن استقلالية السياسة النقدية.

وكانت المؤشرات الرئيسية الثلاثة قد أنهت تداولات الاثنين بخسائر تجاوزت 2 في المائة، بعدما كرّر ترمب هجماته على باول بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي زاد من المخاوف حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية، وفق «رويترز».

ورغم الانتعاش المبكر في العقود الآجلة، بقيت أجواء الحذر مهيمنة على الأسواق، مع ترقب المستثمرين لأي خطوات إضافية من ترمب تجاه باول. كما تركز الأنظار أيضاً على تطورات السياسة التجارية، خاصة المفاوضات المتعلقة بالرسوم الجمركية مع الشركاء التجاريين.

ولا تزال قدرة ترمب القانونية على إقالة رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» موضع جدل.

في هذه الأثناء، شهدت الأسواق الأسبوع الماضي موجة خروج من الأصول الأميركية، قابلها تدفق على الأصول الآمنة، وفي مقدمتها الذهب. في المقابل، تراجع كل من الدولار والأسهم الأميركية، بينما ارتفعت عوائد سندات الخزانة.

وقالت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في «إكس تي بي»: «الأسواق تسعر الآن علاوة المخاطر السياسية للأصول الأميركية»، مشيرة إلى أن هذا التقلب يعكس «قلق المستثمرين الوجودي» الذي يثقل كاهل أسواق الأسهم ومعنويات المخاطرة بشكل عام.

ومن المتوقع أن تكون نتائج الشركات هذا الأسبوع محور اهتمام المستثمرين، في محاولة لتقييم مدى تأثير التوترات التجارية على الأرباح المستقبلية.

وتراجع سهم «فيريزون» بنسبة 3.6 في المائة بعد إعلان الشركة عن خسائر فاقت التوقعات في عدد المشتركين، فيما انخفض سهم «نورثروب غرومان» بنسبة 8.7 في المائة عقب نتائج فصلية دون المستوى. في المقابل، ارتفع سهم «تسلا» بنسبة 0.8 في المائة في تداولات ما قبل الافتتاح، مع ترقب إعلان أرباحها، والتي ستفتتح بها نتائج مجموعة «العظماء السبعة» أو «ماغنيفيست سفن» (Magnificent Seven) من الشركات العملاقة.

وقال جوش غيلبرت، محلل السوق في «إي تورو»، إن المستثمرين ينتظرون توضيحات بشأن تأثير الرسوم الجمركية على السيارات، والدور الذي يلعبه الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك داخل الإدارة الأميركية، وخطط الشركة لتقديم سيارات كهربائية بأسعار أقل.

وأضاف: «ماسك بحاجة إلى تقديم أداء قوي وتكثيف الجهود... هذه الملفات الثلاثة ستكون حاسمة في تحديد قدرة (تسلا) على استعادة زخمها في 2025 أو استمرار تعثرها».

وفي تمام الساعة 06:56 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» بنحو 298 نقطة (+0.78 في المائة)، ومؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بـ46.5 نقطة (+0.90 في المائة)، فيما صعد مؤشر «ناسداك 100» بـ166.5 نقطة (+0.93 في المائة).

كما استعادت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى بعض خسائرها، إذ ارتفعت أسهم «إنفيديا» بنسبة 1.2 في المائة، و«أمازون» 1.1 في المائة، و«أبل» 1 في المائة.

وسجل سهم «فيرست سولار» قفزة بنسبة 7.1 في المائة بعد أن قررت وزارة التجارة الأميركية إنهاء الرسوم الجمركية المشددة على معظم الخلايا الشمسية المستوردة من جنوب آسيا.

وقد تكبدت المؤشرات الأميركية خسائر ملحوظة منذ بداية العام، بفعل سياسات ترمب التجارية المتقلبة، حيث تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 16 في المائة مقارنةً بأعلى مستوى إغلاق له في 19 فبراير (شباط). وإذا بلغ التراجع 20 في المائة، فإن ذلك سيدخل المؤشر رسمياً في نطاق السوق الهابطة، وهو ما تحقق بالفعل لمؤشر «ناسداك» المركب في وقت سابق من الشهر الجاري.

ومن المقرر أن يُدلي خمسة من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي»، بمن فيهم نائب الرئيس فيليب جيفرسون، بتصريحات لاحقاً اليوم، حيث ستُرصد مداخلاتهم من كثب بحثاً عن إشارات بشأن التوقعات الاقتصادية وموقفهم من التوتر المتزايد مع البيت الأبيض.

aawsat.com