احتكار يهدد ثقة العملاء ويشل التحويلات البنكية في السودان .. مطالبات بفتح سوق التحويلات وتقديم حلول تنافسية تحت إشراف البنك المركزي

تقرير _ عزة برس
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي الفترة الفائتة بمشكلة حدثت بمعاملات مصرفية طرفها بنك الخرطوم، حيث اتهمه بعض العملاء بخصم مبالغ مالية دون توضيح أسباب ذلك، هذا قبيل أن يخرج عليكم البنك ويوضح تفاصيل ما جرى.
ومثلما حدث في سوابق كثيرة فقد خرج تماسيح الاصطياد في المياه العكرة ووجدوا ضالتهم في هذا الخطأ الذي ليس للبنك فيه يد سوى محاولة المحافظة على تحويلات العملاء.
*أصل المشكلة:
أصبحت التحويلات البنكية في السودان تعاني من أزمة حقيقية بسبب احتكار شركة EBS للتحويلات المصرفية بين البنوك. هذه الشركة، التي فُرضت على النظام المالي دون رقابة أو منافسة حقيقية، حيث باتت تتحكم في مصير العملاء وتسبب في عكس مبالغ من حساباتهم دون وجه حق.
*توضيح من بنك الخرطوم:
وعلي خلفية احتدام اللغط أصدر بنك الخرطوم بيان توضيحي أكد خلاله أن حماية حقوق العملاء وتقديم خدمة مصرفية موثوقة ومتطورة وسريعة يظل في قمة أولوياته. وقال : أن عكس المبالغ المالية من بعض الحسابات كان نتيجة خلل تقني في أنظمة التسوية بين البنوك، أدت إلى إيداع مبالغ في حسابات بعض العملاء قبل اكتمال التحويلات من الجهة المرسلة. وبادر بنك الخرطوم بتنفيذ تلك الإيداعات بدافع الحرص على سرعة الخدمة وثقة العملاء.
*أسباب الأزمة:
وأرجع مصرفي أسباب هذه الأزمة إلى احتكار شركة EBS للتحويلات المصرفية، مما أدى إلى عدم وجود منافسة حقيقية في هذا المجال. لافتا إلى ان هذا الاحتكار أدى إلى تكرار الأخطاء وزيادة التكاليف التي يتحملها المواطن في النهاية.
*تأثير الأزمة:*
وأضاف المصرفي الذي تحفظت ( عزة على أسمه) ان تأثير هذه الأزمة ليس محدودًا على العملاء فقط، بل يمتد إلى القطاع البنكي ككل. مبينا ان فقدان الثقة في النظام البنكي يمكن أن يؤدي إلى انخفاض التحويلات البنكية وزيادة الاعتماد على الطرق غير الرسمية للتحويلات المالية.
*حلول مقترحة:*
و لإنهاء هذه الأزمة قال الخبير المصرفي : لابد من افتتاح سوق التحويلات فورًا ووقف فرض شركة واحدة على البنوك. يجب أن يُترك المجال لشركات تكنولوجيا مالية مؤهلة تقدم حلولًا تنافسية تحت إشراف البنك المركزي. موضحا ان هذا الإجراء من شأنه أن يرفع الكفاءة والجودة في الخدمات المالية ويعزز الثقة في النظام البنكي.
*تجربة الدول الأخرى:*
واستشهد محدثنا بنماذج مصرفية تجاوزت ما يجرى في السودان وقال : ان دول مثل كينيا ونيجيريا قد كسرت احتكار التحويلات المالية وأطلقت ثورة مالية إلكترونية رفعت الكفاءة والجودة في الخدمات المالية. واقترح ان هذه التجربة يمكن أن تكون نموذجًا للسودان لتحسين خدمات التحويلات المالية وتعزيز الثقة في النظام البنكي.
*بعض المطالبات
وفي السياق طالب خبير اقتصادى الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح سوق التحويلات ووقف احتكار شركة EBS. واستطرد كذاك نطالب بزيادة الشفافية والرقابة على الشركات العاملة في مجال التحويلات المالية لضمان تقديم خدمات مالية جيدة للعملاء.
وأضاف إن استمرار احتكار شركة EBS للتحويلات المصرفية في السودان يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الأزمات المالية وفقدان الثقة في النظام البنكي. لذلك، يجب على الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح السوق وتعزيز المنافسة في مجال التحويلات المالية.
azzapress.com