خبر ⁄اقتصادي

تباينات حادة في الأسواق اليابانية وسط عدم اليقين

تباينات حادة في الأسواق اليابانية وسط عدم اليقين

تشهد الأسواق المالية اليابانية حالة من التباين في الأداء، مدفوعة بمزيج معقد من تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية، وتقلبات في أسعار الصرف، وضعف شهية المستثمرين على السندات طويلة الأجل، في ظل ترقب عالمي للتطورات التجارية والجيوسياسية.

بحسب بيانات وزارة المالية اليابانية، واصل المستثمرون الأجانب شراء الأسهم والسندات اليابانية للأسبوع العاشر على التوالي، مع تدفق استثمارات بقيمة 180.2 مليار ين (1.25 مليار دولار) للأسهم خلال الأسبوع المنتهي في 7 يونيو (حزيران). كما اشترى الأجانب سندات طويلة الأجل بقيمة 219.8 مليار ين، وأذوناً قصيرة الأجل بـ31 مليار ين في الفترة نفسها. ويرجع هذا الزخم إلى آمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، بجانب ضعف الين الذي يجعل الأصول اليابانية أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين.

في المقابل، واصل المستثمرون اليابانيون المحليون تصفية محافظهم الخارجية، حيث بلغ صافي مبيعاتهم من الأسهم والسندات الأجنبية نحو 2.09 تريليون ين خلال الأسبوع الماضي، مع تسجيل أعلى مبيعات للأسهم الأجنبية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 بقيمة 1.49 تريليون ين. كما تخلصوا من سندات أجنبية طويلة الأجل بقيمة 458.6 مليار ين، وقصيرة الأجل بـ142.9 مليار ين.

وفي سوق السندات اليابانية، أظهر المزاد الحكومي لسندات تعزيز السيولة ضعفاً ملحوظاً في الطلب، حيث تلقت وزارة المالية عروضاً بـ897.8 مليار ين فقط، مقارنة بـ1.555 تريليون ين في المزاد السابق بأبريل (نيسان). ونتيجة لذلك ارتفعت عوائد السندات طويلة الأجل بشكل مؤقت قبل أن تعود للانخفاض تدريجياً، إذ بلغ عائد السندات لأجل 20 عاماً نحو 2.395 في المائة بعد المزاد قبل أن يتراجع مجدداً إلى 2.905 في المائة لعوائد الثلاثين عاماً، مع تسجيل أدنى مستويات لعوائد السندات القصيرة والمتوسطة الأجل.

وبالتوازي مع هذه التحركات، تأثر مؤشر «نيكي» الياباني سلباً بانخفاض العقود الآجلة للأسهم الأميركية وارتفاع قيمة الين، حيث تراجع بنسبة 0.7 في المائة ليغلق عند 38,173.09 نقطة. وشهدت أسهم المصدرين ضغوطاً مع صعود العملة اليابانية 0.6 في المائة لتصل إلى 143.67 مقابل الدولار، مما أثر على أرباحهم عند تحويل العائدات الخارجية إلى الين. وتراجعت أسهم شركات كبرى مثل «تويوتا»، و«هوندا» بـ1.5 في المائة و0.9 في المائة على التوالي.

رغم ذلك، سجلت بعض الشركات مكاسب قوية، حيث ارتفعت أسهم «نينتندو» بنسبة 1.1 في المائة بعد النجاح الكبير لجهاز «سويتش 2» الذي باع أكثر من 3.5 مليون وحدة في الأيام الأربعة الأولى من إطلاقه، في حين قفز سهم «سوميتومو فارما» 17 في المائة بعد رفع التصنيف الائتماني للشركة من قبل «دايوا للأوراق المالية».

وفي ظل هذه التطورات المتباينة، يواصل المحللون ترقب تحركات الين بوصف ذلك عاملاً حاسماً في أداء سوق الأسهم اليابانية خلال الأسابيع المقبلة.

aawsat.com