خبر ⁄صحة

كيف تتعلم التعامل مع الذكاء الاصطناعي زميلك الجديد في العمل

كيف تتعلم التعامل مع الذكاء الاصطناعي زميلك الجديد في العمل

لا شك أن الذكاء الاصطناعي سوف يصبح أكثر حضوراً في حياتك العملية على مدار السنوات القليلة المقبلة. وفي الواقع، فإن من المرجح أن يكون قد دخل بالفعل، حتى من دون أن تعلم بذلك.

الذكاء الاصطناعي في كل مكان

ووفقاً لدراسة حديثة أجرتها مؤسسة «غالوب»، يستخدم جميع الأميركيين تقريباً (99 في المائة في الواقع) منتجات تتضمن ميزات الذكاء الاصطناعي، ولكن (64 في المائة) لا يدركون أنهم يفعلون ذلك.

قد يبدو مستوى استخدامنا الحالي للذكاء الاصطناعي خفياً وغير ضار - فكر في المساعدين الافتراضيين، أو تطبيقات الملاحة، أو مواقع الويب التي تقدم توقعات الطقس. لكن سرعة التكنولوجيا الجديدة سريعة، والوعود التي تحملها لتحويل عملنا مغرية للغاية بالنسبة لكثير من الشركات لتفويتها. سواء أعجبك ذلك أم لا، وبغض النظر عن مجالك الذي تعمل فيه، فمن المرجح أن يكون الذكاء الاصطناعي زميلك الجديد في العمل.

إذن كيف يمكننا التكيف مع العمل مع الذكاء الاصطناعي، بدلاً من تدريبه ليحل محلنا؟ تحدثت إلى نايجل فاز، الرئيس التنفيذي لشركة «Publicis Sapient»، الاستشارية التي تركز على التحول الرقمي الذي كان يساعد الشركات على التكيف مع التكنولوجيا الجديدة لعقود من الزمن.

طفرة أسرع من طفرة الإنترنت

يرى فاز أوجه تشابه واختلافات كبيرة بين انتقالنا الحالي إلى الذكاء الاصطناعي وطفرة الإنترنت في التسعينات.

كيف يختلف هذا؟ يشير فاز إلى أنه عندما بدأت شبكة الإنترنت في تغيير الأعمال لأول مرة، كان كثير من القادة متشككين في أنه سيكون لها تأثير كبير. على سبيل المثال، شكلت مبيعات التجارة الإلكترونية نسبة صغيرة جداً من المبيعات، واستغرق الأمر 20 عاماً حتى يحدث التحول بالكامل.

* القدرة على التعلم تحدد قيمة الموظفين لا القدرة على أداء المهام

الآن، كما يقول، يتذكر القادة مدى التحول الذي أحدثته الإنترنت، وهم أكثر حرصاً على تبني التغييرات التي سيجلبها الذكاء الاصطناعي. ويضيف: «الفرق هذه المرة هو أن الجميع مهتمون بـ(ما هو الذكاء الاصطناعي؟ كيف سيتجلى الذكاء الاصطناعي؟ ماذا يعني ذلك لعملي؟) وهناك اعتراف بأنه يمكن أن يكون محركاً مهماً». كما يلاحظ أن سرعة التغيير أسرع بكثير الآن مما كانت عليه من قبل.

ويقول: «نحن نطلب حقاً من المنظمات والأشخاص تطوير الطريقة التي يعملون بها على أساس (تسارع) أُسي».

كيف يمكن للموظفين والقادة التكيف؟

يقول فاز: «التحول التكنولوجي هو الجزء السهل، لكن تحول الأشخاص جنباً إلى جنب مع التحول التكنولوجي... هو الجزء الصعب».

إذن كيف يمكن للموظفين والقادة التكيف مع سرعة تقدم التكنولوجيا؟ يجيب فاز بأن الشخص العادي يمكنه (ويجب عليه) تجاهل جميع المناقشات حول تطوير الرقائق والتركيز بدلاً من ذلك على التطبيقات نفسها والمشكلات التي تساعد في حلها - والبيانات التي يتم تدريبها عليها. وينصح الشركات بالنظر في احتياجاتها ومعرفة ما إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي العامة يمكن أن تساعد أو إذا كانت بحاجة إلى أدوات مخصصة.

تعلم وتخلص مما تعلمته وأعد التعلم

ماذا عن الموظفين الذين يخشون فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي؟

يقول فاز إن طبيعة العمل تتطور باستمرار، وليست القدرة على أداء المهام التي تجعل الموظف ذا قيمة، بل قدرته على التعلم. ويقول: «إذا كنت مهووساً بما تعرفه، فسوف تكون دائماً أقل قيمة بالنسبة للمؤسسة. أعتقد أن ما يجب أن تهتم به هو قدرتك على التعلم». وهو يستخدم تعبير «التعلم، ونسيان ما تعلمته، وإعادة التعلم».

ويضيف: «أكبر هدية يمكن أن تقدمها لك أي مؤسسة، ويمكنك أن تقدمها لنفسك، هي هذه العقلية التي نقدرها: وهي قدرتك على التكيف والتعلم والتطور مع تطور الأشياء».

*مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».

aawsat.com