ما نتائج قلة النوم على صحة الأطفال وذويهم

تُعَد قلة النوم مشكلة كبيرة لكل من الأطفال ووالديهم، حيث تكون لها تأثيرات بعيدة المدى على الصحة العقلية. وتُظهر الأبحاث أن الآباء والأمهات غالباً يعانون من قلة النوم لمدة تصل إلى 6 سنوات بعد ولادة أطفالهم، بينما يعاني الأطفال من صعوبات في الروتين اليومي قبل النوم، والكوابيس، واضطرابات النوم الأخرى. هذه التحديات ليست مرهقة فقط – بل إنها تقوض أيضاً الصحة العاطفية والمعرفية للأطفال وذويهم، حسب تقرير لموقع «بارنتس» المهتم بشؤون العائلة والتربية.
ويؤكد عالم النفس الإكلينيكي الدكتور بريان رازينو، أن النوم هو «الأساس» للصحة العقلية. يؤدي الحرمان المزمن من النوم إلى اضطراب التنظيم العاطفي، مما يتسبب في تقلبات المزاج، وزيادة التوتر، والقلق. وبالنسبة للأطفال، يمكن أن يؤدي النوم السيئ إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والمشكلات السلوكية بحلول مرحلة المراهقة. ويشبّه رازينو النوم بـ«فريق التنظيف» للدماغ، حيث يعدُّ ضرورياً لترسيخ الذكريات، ومعالجة التوتر، وإصلاح الخلايا العصبية. ومن دون قسط كافٍ من الراحة، تتأثر المرونة العاطفية والأداء المعرفي.
الآباء والأمهات ليسوا بمنأى عن هذه التأثيرات. يؤدي الحرمان من النوم إلى إضعاف التنظيم العاطفي، وزيادة التوتر، مما يجعل إدارة مسؤوليات الأبوة والعمل أكثر صعوبة. وتلاحظ ريبيكا وال، استشارية النوم، أن قلة النوم تؤدي إلى سرعة الغضب، وضبابية التفكير، وصعوبة التعامل مع التوتر، مما يساهم في زيادة القلق والاكتئاب لدى البالغين.
وللتغلب على هذه التحديات، يمكن للعائلات التركيز على تحسين النوم. تشمل الاستراتيجيات الرئيسية اتباع أوقات نوم منتظمة، وطقوس استرخاء قبل النوم، وتقليل وقت التعرّض للشاشات، وتهيئة بيئة مناسبة للنوم. لا تعمل الروتينات المنظمة للنوم على تعزيز الصحة العقلية والمعرفية للأطفال فحسب، بل تقلل أيضاً من توتر الوالدين، مما يسهم في خلق بيئة منزلية أكثر تناغماً.
يُعَد النوم أساسياً للصحة العقلية لكل من الأطفال والبالغين. من خلال إعطاء الأولوية لعادات نوم أفضل، يمكن للعائلات بناء مرونة عاطفية، وتحسين الوظائف المعرفية، وتعزيز ديناميكية عائلية أكثر توازناً وصحة. كما يختتم د. رازينو قائلاً: «عززوا النوم، وكل شيء آخر سيسير على ما يرام».
aawsat.com