الذكاء الاصطناعي يساعد في التغذية الوريدية للأطفال الخدج

أظهرت دراسة لباحثين في كلية الطب من جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة، أن الذكاء الاصطناعي يُحسن التغذية الوريدية iv nutrition للأطفال الخدّج في الرعاية المركزة. وتُعد هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة «Nature Medicine»، خلال شهر مارس (آذار) الماضي، من أوائل الدراسات التي ترصد الكيفية التي يساعد بها الذكاء الاصطناعي الأطباء في اتخاذ قرارات طبية أفضل لحساب الكمية اللازمة من المحاليل بدقة كافية للحفاظ على صحة الرضّع.
حساب العناصر الغذائية والمحاليل
تستخدم الخوارزميات المعلومات المُتاحة في السجلات الطبية الإلكترونية للأطفال الخدّج، للتنبؤ بنوعية العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها وكمياتها. وقد تم تدريب أداة الذكاء الاصطناعي على بيانات أُخذت من نحو 80 ألف وصفة طبية سابقة للتغذية الوريدية خلال 10 سنوات كاملة لحالات مماثلة تم التعامل معها بنجاح لقرابة 6 آلاف رضيع.
والجدير بالذكر أن ضبط التغذية الكاملة عن طريق الوريد total parenteral nutrition تُعد المصدر الأكبر للأخطاء الطبية في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة حتى في دول العالم المتقدم.
وقال الباحثون إن استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في حساب كمية المحاليل يُمكن أن يُقلل من الأخطاء الطبية ويُوفر الوقت والمال، خاصة في الأماكن التي لا يتوفر فيها طواقم مدربة من أطباء العناية والتمريض؛ ذلك أن الحضانات الطبية تستلزم مهارة خاصة، فالتغذية الوريدية هي الطريقة الوحيدة لتغذية الأطفال الخدّج.
وفي المجمل، التوصل إلى التركيبة النهائية للمحاليل التي يتم إعطاؤها للرضيع يحتاج إلى مساهمة من استشاري حديثي الولادة واختصاصي تغذية طبية له خبرة خاصة في التعامل مع تغذية الرضّع بجانب طاقم تمريض يتميز بكفاءة كبيرة.
10 % من المواليد... خُدّج
على وجه التقريب هناك نسبة من الأطفال تبلغ 10 في المائة تتم ولادتهم قبل الموعد المحدد بثلاثة أسابيع على الأقل. وهناك أطفال آخرون تتم ولادتهم قبل الموعد بأكثر من ثمانية أسابيع، ما يعني عدم قدرتهم على امتصاص المواد الغذائية عن طريق الأمعاء حتى لو تمت تغذيتهم عن طريق الفم لعدم قدرة هؤلاء الرضّع على الرضاعة لأنها تمثل مجهوداً بدنياً عليهم؛ لذلك يحتاجون إلى التغذية عن طريق الوريد.
تغذية الرضّع الخدّج
ولكي ندرك أهمية حساب كمية المحاليل التي يتم إعطاؤها لكل رضيع، يكفي أن نعرف أن الأطفال الخدّج لا يبكون بالضرورة عند الشعور بالجوع، كما لا يوجد فحص دم لمعرفة إذا كان الرضيع يحصل على كمية كافية من السعرات الحرارية يومياً من عدمه. لذلك يعتمد الأمر بالكامل على خبرة الطبيب والحسابات الدقيقة لكمية السوائل التي تدخل لجسم الرضيع، فضلاً عن الأدوية التي يتم وضعها في المحاليل.
تعتمد تغذية كل رضيع على عدة عوامل مثل الوزن ومرحلة النمو ونتائج الفحوصات المختبرية التي تتابع تطور الحالة المرضية لكل رضيع على حدة. ويجب أن تشمل التغذية في الوريد العناصر الأساسية اللازمة مثل البروتين والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن فضلاً عن الأدوية المعالجة وأيضاً موانع التجلط مثل الهيبارين.
حسابات وفق حالة كل رضيع
وتكمن المشكلة الأساسية في التغذية الوريدية في كونها مزيجاً من مكونات مختلفة؛ لذلك تحتاج إلى مهارة شخصية في التعامل مع كل حالة، ولكن في حالة التوصل إلى محاليل جاهزة تحتوي على التغذية القياسية لكل حالة يصبح الأمر أكثر سهولة فضلاً عن كونه أكثر أماناً للرضيع.
وأوضحت الدراسة أن استخدام الذكاء الاصطناعي يُعد تقدماً مذهلاً في التعامل مع هذه الحالات؛ لأن الحسابات تكون دقيقة وآمنة ومتوفرة سلفاً، فضلاً عن إمكانية الذكاء الاصطناعي تغيير الوصفة الطبية اليومية تبعاً لتغير حالة كل رضيع ومعدل نموه.
aawsat.com