خبر ⁄صحة

ميكروبيوم الفم والتغذية... علاقة حيوية لصحة أفضل

ميكروبيوم الفم والتغذية... علاقة حيوية لصحة أفضل

تعدّ صحة الفم جزءاً لا يتجزأ من الصحة العامة، حيث تلعب دوراً مهماً في الوقاية من العديد من الأمراض.

التغذية وصحة الفم

تعدّ التغذية السليمة والحفاظ على توازن الميكروبيوم الفموي من العوامل الرئيسية التي تؤثر على صحة الفم، وهي تمثل الركيزة الأساسية للحفاظ على صحة الفم. وتلعب الفيتامينات والمعادن الموجودة في الغذاء دوراً حيوياً في تقوية الأسنان واللثة. فعلى سبيل المثال، يساعد الكالسيوم وفيتامين دي في بناء عظام وأسنان قوية، بينما يلعب فيتامين سي دوراً في تعزيز صحة اللثة ومنع نزيفها.

من ناحية أخرى، تعدّ الأطعمة السكرية والمشروبات الغازية من العوامل المساهمة في تسوس الأسنان وأمراض اللثة، فالسكر يتفاعل مع البكتيريا الموجودة في الفم، ما يؤدي إلى تكوين الأحماض التي تهاجم مينا الأسنان. لذا، يُنصح بتقليل تناول السكر واتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه والبروتينات الصحية والابتعاد قدر الإمكان عن الحوامض والمشروبات الغازية.

الميكروبيوم الفموي

الميكروبيوم الفموي (أو ما نسميه بالجراثيم الحميدة) هو مجموعة من البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش في تجويف الفم. ويلعب هذا الميكروبيوم دوراً حيوياً في الحفاظ على صحة الفم، حيث يساعد في مكافحة البكتيريا الضارة ومنع تكون العدوى.

كما أنه يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على توازن الجهاز المناعي للجسم حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن الإخلال بهذا التوازن أو قتل الميكروبيوم بواسطة الاستهلاك المفرط للمضادات والمطهرات قد يؤدي إلى أمراض خطيرة، منها السكري، حسب دراستين، إحداهما في جامعة هارفارد، نشرت عام 2017، والأخرى في مستشفى نيوكاسل في بريطانيا، نشرت عام 2018.

التوازن بين البكتيريا الجيدة والسيئة في الميكروبيوم الفموي مهم جداً. عند اختلال هذا التوازن، يمكن أن تظهر مشكلات صحية، مثل تسوس الأسنان والتهابات اللثة. كما أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية وسوء التغذية يمكن أن يؤديان إلى تدمير البكتيريا الجيدة وتفاقم المشكلات الصحية.

إن النظام الغذائي الصحي يعزز توازن الميكروبيوم الفموي، ويساهم في الوقاية من الأمراض. والأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والفواكه تساعد في تحفيز إنتاج اللعاب، الذي يلعب دوراً في تنظيف الفم وتقليل خطر تسوس الأسنان، حيث إن اللعاب يحتوي على عشرات المواد والإنزيمات والبروتينات ومكونات المناعة التي تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الفم.

وكذلك، فإن البروبيوتيك الموجود في الأطعمة المخمرة، مثل اللبن والزبادي، يعزز نمو البكتيريا الجيدة ويساهم في الحفاظ على توازن الميكروبيوم الفموي. ويُنصح أيضاً بتجنب الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية التي تؤدي إلى اختلال التوازن البكتيري في الفم.

دور الذكاء الاصطناعي

في بحث حديث لمجموعة من علماء معهد إيستمان لطب الأسنان في لندن، نشر في مجلة طب الأسنان البريطانية، عام 2024، ظهر أن الذكاء الاصطناعي يقوم بتحسين اكتشاف الميكروبيوم الفموي من خلال تحليل البيانات، والتنبؤ بالأمراض، وتوصيف الوظائف، وهندسة الميكروبيوم. وذلك بعد تطوير خوارزمية يمكن من خلالها هندسة بروبويتك جديد يساهم في إعادة التوازن للميكروبيوم الفموي وتحقيق التوازن للجهاز المناعي للجسم.

العناية اليومية بالفم

إلى جانب التغذية الجيدة، فإن العناية اليومية بالفم ضرورية للحفاظ على صحة الميكروبيوم الفموي. ويجب تنظيف الأسنان مرتين يومياً، لمدة دقيقتين في كل مرة، باستخدام فرشاة الأسنان ومعجون أسنان يحتوي على الفلوريد. وكذلك استخدام الخيط الطبي وفرشاة ما بين الأسنان مرة يومياً يساعد في إزالة البلاك وبقايا الطعام بين الأسنان.

تجب زيارة طبيب الأسنان أيضاً، بانتظام لفحص الفم والأسنان وتنظيفها من الجير. هذه الفحوصات تساعد في الكشف المبكر عن أي مشكلات صحية، وعلاجها قبل أن تتفاقم.

aawsat.com