طريقة غير دوائية لعلاج آلام الظهر المزمنة

أظهرت دراسة أميركية أن تقنيات العلاج السلوكي مثل التأمل والعلاج السلوكي المعرفي يمكن أن تكون فعالة للغاية في تخفيف آلام الظهر المزمنة وتحسين جودة الحياة لدى المرضى.
وأوضح الباحثون من جامعة بنسلفانيا أن هذا العلاج غير الدوائي يوفر خياراً آمناً وفعالاً لتخفيف آلام الظهر المزمنة، مع تحسين الوظائف وتقليل الاعتماد على مسكنات الألم الأفيونية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «JAMA Network Open».
وتُعد آلام الظهر المزمنة واحدة من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، إذ يعاني منها نحو ربع الأميركيين، وتُعتبر السبب الرئيسي للإعاقة في كثير من الدول. ولسنوات طويلة، كان العلاج الدوائي، خصوصاً الأدوية الأفيونية، هو الحل الأكثر استخداماً للتعامل مع هذه الآلام، ولكن مع المخاطر المرتبطة بالإدمان والآثار الجانبية، بدأ البحث عن حلول غير دوائية.
وشملت الدراسة 770 مريضاً يعانون من آلام الظهر المزمنة التي تتطلَّب علاجاً يومياً بالمسكنات الأفيونية. قُسّم المشاركون إلى مجموعتين، الأولى تلقَّت العلاج بالتأمل، والثانية تلقت العلاج السلوكي المعرفي. وتعلَّم المشاركون في مجموعة العلاج بالتأمل كيف يلاحظون الأحاسيس التي يمرون بها، مما يتيح لهم القدرة على التعامل مع الألم بشكل أكثر وعياً وهدوءاً. وفي مجموعة العلاج السلوكي المعرفي، تم تدريب المشاركين على كيفية تغيير أنماط التفكير السلبية والبحث عن استراتيجيات للتعامل مع الألم بشكل إيجابي.
وتلقى المشاركون جلسات جماعية لمدة ساعتين أسبوعياً على مدار 8 أسابيع، مع تدريب يومي لمدة 30 دقيقة. ولم يُطلب منهم تقليل جرعة المُسكنات الأفيونية خلال فترة الدراسة، بل طُلب منهم متابعة التقييمات الشهرية للألم وجودة الحياة.
وبعد تلقي العلاج، أظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في مستوى الألم لدى المشاركين في كلتا المجموعتين. واستمر هذا التحسن لفترة تصل إلى 12 شهراً بعد العلاج. كما أفاد المشاركون بتحسن كبير في القُدرة على أداء الأنشطة اليومية والعودة إلى حياتهم الطبيعية، وسجلوا انخفاضاً في استخدام الأدوية الأفيونية اليومية بنسبة كبيرة. كما سجل المشاركون تحسناً في نوعية حياتهم، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية، ما يدل على تأثير العلاج السلوكي في تحسين الصحة العامة.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الدراسة يمكن أن تُمهِّد الطريق لتبنِّي العلاج السلوكي بوصفه علاجاً أساسياً في خطط علاج آلام الظهر المزمنة. وأضافوا أنه يمكن تطبيق هذه النتائج على نطاق واسع في علاج حالات الألم المزمن الأخرى، إذ إن العلاج السلوكي لا يتطلب أي تدخلات جراحية أو أدوية قد تكون ضارة أو مرفوضة من بعض المرضى. كما يمكن للمرضى استخدام هذه التقنيات بوصفها جزءاً من خطة علاج شاملة للمساعدة في التعايش مع الألم وتحسين جودة حياتهم.
aawsat.com