علاج موضعي جديد لالتهابات الأذن الوسطى

توصَّل باحثون في الولايات المتحدة إلى علاج موضعي جديد لالتهابات الأذن الوسطى، عبارة عن چيل يحتوي على مضاد حيوي، أظهر فاعليةً كبيرةً في القضاء على العدوى خلال 24 ساعة فقط.
وأوضح الباحثون من جامعة كورنيل، أن هذا العلاج تم تطويره باستخدام تقنية متقدمة تُمكِّن الأدوية من اختراق طبلة الأذن، وهي منطقة يصعب الوصول إليها باستخدام الأدوية التقليدية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «ACS Nano».
وتُعدّ التهابات الأذن الوسطى من المشكلات الصحية الشائعة والمؤلمة لدى الرُّضَّع والأطفال الصغار. وغالباً ما تُعالج بالمضادات الحيوية الفموية لمدة أسبوع، إلا أن هذه الأدوية قد تسبب آثاراً جانبية مثل التهابات الجلد البكتيرية، واضطرابات الجهاز الهضمي.
وركَّزت الدراسة على تطوير چيل موضعي يحتوي على مضاد حيوي يُعرَف باسم «سيبروفلوكساسين»، مغلف داخل جسيمات دقيقة سالبة الشحنة تُعرَف بـ«الليزوزومات»، وهي جزيئات متناهية الصغر تُغلف الدواء وتساعده على اختراق طبلة الأذن وإيصاله مباشرة إلى منطقة الالتهاب، بكفاءة أعلى من الوسائل التقليدية. ويضاف إلى التركيبة هيدروچيل حساس للحرارة، يتحوَّل من الحالة السائلة إلى الهلامية فور وضعه على الأذن، مما يُمكِّنه من إطلاق الدواء تدريجياً وبشكل فعّال. ويُطبق هذا الچيل مرة واحدة فقط على الأذن المصابة.
وقد أظهرت الاختبارات التي أُجريت على حيوانات الشينشيلا المصابة بالتهابات الأذن الوسطى أن الحيوانات التي خضعت للعلاج بالچيل الجديد جميعها تماثلت للشفاء التام من العدوى خلال 24 ساعة. كما لم تظهر أي علامات للالتهاب في طبلة الأذن، أو تكرار للإصابة خلال الأيام السبعة التالية.
في المقابل، وبعد 7 أيام من العلاج التقليدي بالمضادات الحيوية الفموية، لم تُشفَ من العدوى سوى 25 في المائة فقط من الحيوانات، وكانت علامات الالتهاب في طبلة الأذن مماثلة لما لوحظ في الحيوانات التي لم تتلقَّ أي علاج.
ووفق الباحثين، تشير النتائج إلى أن هذا العلاج الموضعي أحادي الجرعة قد يُحسِّن من التزام المرضى بالعلاج، ويُقلل من العبء على العائلات، ويوفر حلاً أكثر راحة وسرعة في علاج الالتهابات.
وأضاف الفريق أن هذه الدراسة تفتح آفاقاً جديدة لاستخدام العلاجات الموضعية في العيادات والمستشفيات، ما قد يُعزِّز من جودة رعاية الأطفال، ويُسهم في تقليل الاعتماد على المضادات الحيوية الفموية، وبالتالي الحد من ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية. ويأمل الباحثون أن يُحدث هذا الابتكار تحولاً في طريقة علاج التهابات الأذن في المستقبل، بما ينعكس إيجاباً على صحة المرضى وراحتهم.
aawsat.com