تنقله القواقع الأفريقية... مرض نادر وقاتل يضرب أوروبا

حذّر علماء من انتشار مرض نادر وقد يكون مميتاً، تنقله القواقع الأفريقية في أوروبا.
وداء البلهارسيا عبارة عن عدوى طفيلية تسببها ديدان تعيش طبيعياً في قواقع المياه العذبة.
تدخل الديدان جسم الإنسان عن طريق اختراق الجلد عند ملامسة الماء الذي تعيش فيه القواقع، عادة أثناء السباحة أو التجديف أو الاستحمام في الأنهار والبحيرات، وفقاً لصحيفة «تلغراف».
بعد أن كان هذا المرض محصوراً بشكل كبير في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بدأ ينتشر الآن في أجزاء من أوروبا بسبب زيادة الهجرة والسياحة، وفقاً لباحثين من مؤسسة «ويلكوم ترست».
تم الإبلاغ عن أكثر من 120 حالة في كورسيكا منذ عام 2014. مع وجود أدلة تربط الحالات بأفراد من السنغال، يُرجَّح أنهم سبحوا في الأنهار المحلية، وأخرجوا الديدان مع بولهم، مما أدى لاحقاً إلى إصابة القواقع في المنطقة.
كما تم الإبلاغ عن حالات متفرقة في إسبانيا والبرتغال.
ويمكن للديدان البالغة أن تعيش داخل الجسم وتظل لعقود. تضع آلاف البيض يومياً بشكل مستمر، ويدخل بعضها إلى الأعضاء، وتُطلق مع البول والبراز في المسطحات المائية، وتحفر في القواقع، وتتكاثر، وقد يؤدي إهمالها إلى سرطان المثانة والعقم وتلف الأعضاء الشديد.
قالت بوني ويبستر، الباحثة الرئيسية في قسم البلهارسيا بمتحف التاريخ الطبيعي في بريطانيا: «تنتشر القواقع المسؤولة عن هذا المرض على نطاق واسع في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط».
وأضافت: «كان المسافرون من أفريقيا، خصوصاً السنغال، هم من جلبوا هذه الطفيليات. وعندما يحدث ذلك، يصعب السيطرة عليه».
وتابعت: «بمجرد إصابة حلزون واحد، فإنه يُصيب مجموعة كاملة من الحلزونات، التي بدورها تُصيب مجموعة كاملة من البشر».
يُقدر أن هذا المرض يُصيب 240 مليون شخص، مع وجود 90 في المائة من الحالات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وهناك ما بين 15 ألفاً و20 ألف حالة وفاة مرتبطة بداء البلهارسيا كل عام.
وأشارت ويبستر إلى أن انتشار داء البلهارسيا، الذي يُعتبر مرضاً مهملاً، يُعزى أيضاً إلى تغير المناخ. وقالت: «سيُسبب تغير المناخ تغيرات هائلة في انتقال المرض، وهو أمرٌ يحتاج إلى فهم».
وشرحت: «ستصبح بعض المناطق أكثر جفافاً، وستغمر مناطق أخرى بالمياه، مما يُؤدي إلى ظهور مسطحات مائية جديدة. سيؤدي هذا إلى تغيير القواقع لأماكن وجودها، مما يُسبب زيادة انتشار داء البلهارسيا وتفشيه في مواقع جديدة».
بينما تتزايد حالات الإصابة في أوروبا، يُصيب داء البلهارسيا في الغالب المجتمعات الفقيرة والريفية في أفريقيا، خصوصاً تلك الزراعية.
كما أن النساء اللواتي يقمن بالأعمال المنزلية في المياه الملوثة، مثل غسل الملابس، أكثر عرضة للخطر، وقد يُصبن بداء البلهارسيا التناسلي الأنثوي، وهي حالة تؤثر فيها الديدان على الجهاز التناسلي.
كما أن عدم النظافة الكافية والاتصال بالمياه الملوثة يجعلان الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
aawsat.com