خبر ⁄صحة

أفضل القادة... ذوو التفكير المتفتح

أفضل القادة... ذوو التفكير المتفتح

قد يكون العمل في بيئة العمل صعباً على القادة، إذ إن من الصعب تحقيق النتائج، وضمان دعم رفاهية الموظفين، والحفاظ على اندفاعاتهم الشخصية أيضاً... في وقت واحد.

كيف يمكنك أن تكون قائداً جيداً؟ وما الاستراتيجيات الفعّالة حقاً؟ من المفاهيم المفيدة: مفهوم «القيادة المتفتحة»، وهي نهج إداري يتيح للآخرين المشاركة، واتخاذ القرارات، وتقديم أفضل ما لديهم. من خلال القيادة المتفتحة، تضمن أيضاً مساحة لنفسك لتعزيز فاعليتك، ورضاك في العمل، كما كتبت تريسي بروير (*).

تقرير مؤسسة «دي دي آي»

الحاجة إلى قيادة مُحسّنة

* نهج القيادة المتفتحة: ركِّز على كيفية دعم الآخرين، وكيفية إدارتهم لتجربتهم في مكان العمل.

على الرغم من أن القادة يبذلون قصارى جهدهم، فإن استطلاعاً جديداً أجرته شركة «DDI» الاستشارية وجد أن حوالي 40 في المائة فقط من العاملين يعتقدون أن القادة يتمتعون بكفاءة عالية. وفي المقابل، يميل القادة إلى تقييم أنفسهم بشكل أفضل مما يُقيّمهم الآخرون. إذن، فان هناك فجوة في الإدراك، إلى جانب فرصة للقادة للتطور.

وهناك أيضاً أدلة على أن القادة يشعرون بالضغط. في الواقع، يقول 71 في المائة من القادة إن مستويات التوتر لديهم قد زادت، وأفاد 54 في المائة بأنهم قلقون بشأن الإرهاق، وفكر 40 في المائة في ترك الدور القيادي لأنهم يعانون من مشكلات في صحتهم، وفقاً لبيانات معهد التنمية البشرية.

أوجد مساحة للمشاركة

* تواضع القيادة. أظهِر قيادة متفتحة من خلال دعوة الموظفين للمشاركة، ومشاركتهم السياق حتى يتمكنوا من المشاركة بفعالية في العملية.

إن دعوة الناس للمشاركة والانخراط وإبداء آرائهم هي من أولى الطرق لإظهار نمط القيادة المتفتحة. ويكمن جوهر هذا النوع من القيادة في التواضع.

هذا لا يعني التخلي عن الرأي. يتمتع القادة المتفتحون بوجهة نظر قوية، وهم واثقون من خبراتهم، لكنهم لا يفترضون أن لديهم جميع الإجابات، أو أفضلها.

يرتبط وجود شعور بالراحة عند الاعتراف بالأخطاء أيضاً في نمط القيادة المتفتحة. ليس من الضروري أن يكون القادة على دراية كاملة بكل شيء، لذا يقدّر العاملون طلب مديريهم لطرح الأفكار، وإسهاماتهم في إيجاد الحلول.

ويُمكّن القادة ذوو التفكير الواسع الموظفين من المشاركة في العملية من خلال التواصل الفعال. فعندما يُقدّم القادة توجيهات أو أهدافاً أو تحديات واضحة، يكون الموظفون قادرين على المبادرة، واقتراح طرق لإنجاز المهام. وعندما تُتاح لهؤلاء فرصة المشاركة، يزداد شعورهم بالمسؤولية، والتفاني تجاه عملهم.

وفّر مساحة للتعلم والنمو

* تطوير مهارات العاملين. أظهر قيادةً متفتحة النطاق من خلال تدريب وتطوير الموظفين.

يتوق الناس من جميع الأجيال إلى التطور. والقيادة المتفتحة تُوفّر مساحة للموظفين لتوسيع مهاراتهم، وكفاءاتهم.

يُرسل الاستثمار في نمو الموظفين رسالةً تُقدّرهم، وتُقدّر مساهماتهم. يمكنك دعم الموظفين من خلال وضع خطط، أو التوصية بجلسات تعلم رسمية، أو تقديم تدريب، وملاحظات منتظمة، أو تعريفهم بمرشدين من خارج قسمك.

إن نتائج هذه الأساليب مُذهلة. وفقاً لدراسة «DDI»، عندما قدّم القادة التدريب والتغذية الراجعة للموظفين، ازدادت احتمالية ثقة هؤلاء الموظفين بقائدهم 9 مرات. وعندما دعم القادة التطوير بنشاط، ازدادت احتمالية ثقة الموظفين بقائدهم 11 مرة.

أفسح المجال للأداء المستقل

*ضمان خيارات واستقلالية الأداء. أظهر قيادة مُتفتحة من خلال منح الأفراد الدعم اللازم لأداء أفضل ما لديهم.

جميعنا يمتلك غريزة التأثير، وسيكون الناس أكثر سعادةً ويبذلون جهداً اختيارياً أكبر عندما يتم دعمهم لتقديم أفضل ما لديهم. عندما تُوفّر مساحة للأداء، فإنك تمنح الناس الكثير من الخيارات، والتحكم، والاستقلالية.

لقد ثبت أن التحكم واتخاذ القرارات أثناء الأداء مهمان للصحة، وطول العمر. ووفقاً لدراستين أجرتهما جامعة إنديانا (الأولى أُجريت عام 2016، والأخرى عام 2020)، فإن الأشخاص الذين عانوا من ضغوط عمل عالية وكانت سيطرتهم محدودة على سير عملهم، كانوا أقل صحةً، وكانت لديهم معدلات وفيات أعلى.

من ناحية أخرى، عندما كان الموظفون يعملون في وظائف عالية الضغط، ولكن كانت لديهم خيارات أوسع، وسلطة أكبر في اتخاذ القرارات، كانوا يتمتعون بصحة أفضل، ويعيشون لفترة أطول. ويتحقق الأفراد أداءً أفضل عندما يتوفر لديهم الوقت الكافي لإنجاز المهام.

أحياناً تكون الأمور مُرهقة، أو مُلحة، أو في اللحظات الأخيرة، لكن القادة المُتفتحين يبذلون قصارى جهدهم لمنح الأفراد الوقت الكافي لتحقيق النتائج. هذا يُتيح لهم مساحة للتفكير، والتخطيط، والاستثمار في جودة نتائجهم.

أوجد فضاء للرفاهية

* تأمين الصحة النفسية. أظهر قيادةً متفتحة لضمان ذلك، أي الاهتمام بسلامتهم. امنحهم الفرصة لوضع حدود مناسبة في عملهم، وحياتهم، والحفاظ عليهما. بالإضافة إلى ذلك، راقب أحوالهم، واطرح الأسئلة. ليس بالضرورة أن تكون أخصائياً اجتماعياً محترفاً، ولكن عندما تُظهر تعاطفك معهم، وتُرشدهم إلى الموارد، فإن ذلك يُرسل رسالة قوية حول مدى اهتمامك بهم. وفّر لهم مساحة للمشاركة، ثم استمع إليهم، وقدم لهم الدعم.

إن الاهتمام بالرفاهية مفيد للأفراد، وهو مُجدٍ للمؤسسات. ففي دراسة عالمية أجراها معهد القوى العاملة في «UKG»، وهي شركة مُزودة لبرامج بيئة العمل، قال 80 في المائة من الأشخاص إنهم كانوا يشعرون بالنشاط في العمل عندما كانت صحتهم النفسية أفضل، وقال 63 في المائة إنهم ملتزمون بعملهم.

أفاد نحو 69 في المائة من العمال بأن لقائدهم تأثيراً أكبر على صحتهم النفسية من مُعالجهم النفسي، أو طبيبهم، وبنفس تأثير شريك حياتهم تقريباً. عندما تُعطي المؤسسات الأولوية للرفاهية، تُشير بيانات مؤشر «DDI» إلى أن احتمالية تقييم جودة القيادة على أنها عالية تزيد بمقدار 12 مرة.

العناية الذاتية للقائد

* العناية الذاتية بنفسك. أظهر قيادةً متفتحة من خلال منح نفسك مساحةً لإعادة تنظيم نفسك، وتجديد نشاطك، وتقديم أفضل ما لديك.

كقائد، فإن قوتك الشخصية ضرورية لكيفية دعم الآخرين. وكما تُوفّر مساحةً لتميز فريقك، افعل الشيء نفسه لنفسك. كن متسقاً، وحاضراً، ومتاحاً للجميع، ولكن تأكد أيضاً من وجود وقتٍ للاسترخاء، والراحة.

فكّر أيضاً في الرعاية الذاتية الأنسب لك. تُشير الرواية الشائعة حول الرعاية الذاتية إلى أنه يجب عليك قضاء بعض الوقت بمفردك، ولكن يمكنك اختيار قضاء بعض الوقت مع الآخرين الذين يُنشّطونك. والأهم هو اتخاذ خياراتٍ تُغذّي نفسك. وهناك طريقة أخرى لضمان الرعاية الذاتية هي تكوين مجموعة صغيرة من الزملاء الموثوق بهم.

وتتطلب القيادة توازناً بين الأصالة والشفافية والاحترافية المناسبة. ستحتاج إلى بناء علاقات ثقة مع قادة آخرين (أو أشخاص من خارج مؤسستك)، حيث يمكنك الاسترخاء معهم، ومشاركة همومك، واهتماماتك، أو الحصول على المشورة.

تقرير «DDI»:

https://media.ddiworld.com/research/global-leadership-forecast-2025-report.pdf?_gl=1*entgm9*_gcl_au*MTM2OTE3Njk3MS4xNzQ5MDI2MTg2

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»

aawsat.com