أسرع تقنية بالذكاء الاصطناعي تتعرف على أمراض تهدد الحياة

طوّر باحثون في جامعة نورث وسترن الأميركية أول نظام ذكاء اصطناعي من نوعه قادر على التعرف على أمراض مهددة للحياة خلال ثوانٍ، من خلال تحليل صور الأشعة، في إنجاز طبي غير مسبوق.
وأوضح الباحثون أن هذا النظام الجديد يعزز الإنتاجية بشكل ملحوظ، ويحدد الحالات الحرجة في أجزاء من الثانية، مما يشكّل حلاً مبتكراً لأزمة نقص أطباء الأشعة على مستوى العالم، وفق دراسة سريرية نُشرت نتائجها، الجمعة، بدورية «JAMA Network Open».
ويُعد تخصص الأشعة من أكثر التخصصات الطبية التي تعاني من نقص في الكوادر، إذ تشير التوقعات إلى أن الولايات المتحدة ستواجه عجزاً يصل إلى 42 ألف طبيب أشعة بحلول عام 2033. في ظل ازدياد حجم صور الأشعة الطبية بمعدل 5 في المائة سنوياً.
ويُعتبر هذا النظام أول نموذج ذكاء اصطناعي توليدي في العالم يتم دمجه فعلياً ضمن سير العمل السريري في مجال الأشعة، كما أنه أول نموذج يُظهر دقة عالية وكفاءة متزايدة عبر جميع أنواع صور الأشعة، من الجمجمة حتى أصابع القدمين، وفق الفريق.
وعلى عكس أدوات الذكاء الاصطناعي التجارية الأخرى، بُني هذا النموذج داخلياً من الصفر باستخدام بيانات سريرية حقيقية من شبكة «نورثويسترن» الطبية؛ ما جعله أسرع وأكثر دقة وأقل تكلفة من النماذج المعتمدة على شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل روبوت الدردشة (ChatGPT).
وخلال الدراسة، استخدم الفريق النظام ضمن شبكة «نورثويسترن» التي تضم 12 مستشفى؛ حيث جرى تحليل نحو 24 ألف تقرير أشعة خلال 5 أشهر. وقارن الباحثون بين أوقات إعداد التقارير ودقة التشخيص مع وجود النظام ومن دونه.
وأظهرت النتائج أن النموذج الجديد ساهم في تسريع عمل أطباء الأشعة بنسبة تصل إلى 40 في المائة دون تراجع في مستوى دقة التشخيص الناتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي.
كما حافظ النظام على دقة عالية في جميع أنواع صور الأشعة السينية، وأظهر كفاءة استثنائية في الحالات الحرجة؛ إذ تمكن من اكتشاف أمراض خطيرة تصيب الرئة في الوقت الفعلي، أي قبل أن يطّلع الطبيب على الصورة.
ويولّد النظام تقارير جاهزة بنسبة 95 في المائة، مخصصة لحالة كل مريض، مما يسرّع عملية التقييم الطبي.
ووفقاً للفريق، فقد حصل النظام بالفعل على براءتَي اختراع في الولايات المتحدة، ويخضع حالياً لمراحل تجارية أولية، تمهيداً لتوسيع استخدامه في مراكز طبية حول العالم.
كما يجري حالياً العمل على توسيع نطاق استخدامه ليشمل تقارير الأشعة المقطعية، وسط نتائج أولية تُظهر قفزات في الكفاءة تصل إلى 80 في المائة.
ومع ذلك، شدّد الفريق على أن هذه التقنية لا تهدف إلى استبدال الطبيب، بل إلى تعزيز دوره؛ حيث يظل الطبيب هو المرجع النهائي، وتتمثل مهمته في مراجعة التقارير وتخصيصها واعتمادها.
aawsat.com