مقال ⁄سياسي

ذكرى 19/ ديسمبر 1955 تجسيد للحرية .. .. وكسر للاستعمار الغاشم

ذكرى 19/ ديسمبر 1955 تجسيد للحرية .. .. وكسر للاستعمار الغاشم
ذكرى 19/ ديسمبر 1955 تجسيد للحرية .. .. وكسر للاستعمار الغاشم تقرير : أحمد جباره #سودان اندبندنت الأمين عبدالرازق : الزعيم الأزهري مات ولم يملك منزلاً قيادي سياسي : ذكرى الاستقلال هي لحظة التوافق والاجماع الوحيد بين الأحزاب السياسية هو يوم من أيام السودان الذي لا يمكن أن يمحوه تتابع الأيام ، ولا يمكن أن يبارح مخيلة شعبه مهما تقادم الزمن وتوالت السنين ، أظهر هذا اليوم إرادة السودانيين لنيل استقلالهم من داخل برلمانهم ، وتوحدت فيه إرادة الشعب بعد أن تقدم النائب البرلماني «عبد الرحمن دبكة» باقتراح قرار الاستقلال، وثنى مطلبه النائب «مشاور جمعة سهل». بهذه الكيفية تحتفل اليوم الأمة السودانية بذكرى عيد الاستقلال المجيد من داخل البرلمان ، هذه الذكرى العزيزة على النفس التي عرفنا بها مفهوم ومعنى الحرية . وقائع يوم تاريخي وفي يوم الاثنين الموافق 19 ديسمبر من العام 1955م والذي يصادف هذا اليوم الاربعاء 19 ديسمبر من العام 2018 ، اجتمع مجلس النواب في جلسته رقم (43)، وذلك عند العاشرة صباحاً برئاسة الرئيس «الأزهري»، فكان القرار الذي أجمع عليه النواب ، أن يعلن باسم الشعب السوداني أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ، مع رجاء النواب من الرئيس أن يطلب من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الإعلان فوراً ، وتقدم العضو البرلماني «عبد الرحمن محمد إبراهيم دبكة» نائب دائرة نقاوة بنيالا غرب بالاقتراح قائلاً: (نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان نعلن باسم شعب السودان أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ، ونرجو من معاليكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الإعلان فوراً)، وزاد (يسرني أن أتقدم بهذا الاقتراح العظيم في هذه اللحظة التاريخية الخالدة بعد أن اجتمعت كلمة الشعب السوداني المجيد على الاستقلال الكامل والسيادة للسودان ، ممثلة في التقاء السيدين الجليلين وتأييدهما الذي تم بعون الله. إن إعلان الاستقلال من هذا المجلس طبيعي ومشروع وواجب وطني مقدس ، بعد أن دخلت البلاد في الطور النهائي من مرحلة الاستقلال ، وإننا إذ نسجل للحكومتين المصرية والبريطانية تقديرنا لوفائهما بالتزاماتهما في اتفاقية السودان المبرمة في عام «1953م»)، وكان أن عقّب السيد «مشاور جمعة سهل» نائب دائرة دار حامد غرب فقال: (إنني أثني الاقتراح التاريخي وأُقدر مدى الشرف الذي يناله مقترحه ومثنيه في جلسة كهذه. وسوف يسجلها في سجل الشرف تاريخ هذه البلاد المجيدة، وسوف تكون حداً فاصلاً بين عهد الاستعمار الذي رزحنا تحته سبعة وخمسين عاماً، وعهد الحرية الكاملة والسيادة التامة والانعتاق الذي يجعل السودان أمة بكل مقوماتها لا تستوحي في شؤونها الداخلية والخارجية إلا مصلحة الشعب). بعد حديث العضو «مشاور جمعة سهل» أتى دور الأستاذ «محمد أحمد محجوب» (زعيم المعارضة) حيث قال: (لقد بذلنا كل غالٍ ونفيس في سبيل تحقيق الاستقلال التام وسيادة الدولة، ولم نقبل في يوم من الأيام أنصاف الحلول، ولم نتهاون لحظة أو نفرط قليلاً وإلا ضاع السودان).. بعد ذلك أجيز الاقتراح بالإجماع. الزعيم الأزهري في سطور تشير متابعات ( sudan Independnt) إلى أن الزعيم الأزهري هو إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل المفتي بن أحمد الأزهري يوم 20 أكتوبر 1900 في أم درمان لأسرة علم وقضاء من قبيلة البديرية، أصلها من كردفان، وتـُنسب إلى جدها "إسماعيل الولي" الطريقة الإسماعيلية الصوفية. ودرس القرآن في "خلوة" (كـُتاب) السيد المكي، والتحق بمدرسة الشبلي الأولية في أم درمان، وفي 1913 دخل المدرسة الأميرية المتوسطة بود مدني. أنجب ولدا واحدا وخمس بنات. التحق إسماعيل الأزهري في 1917 بقسم المعلمين في كلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم لاحقا) التي درس فيها الرياضيات وتخرج 1921، ثم أرسل للدراسة بلبنان فعاد منها 1930 بالبكالوريوس في الرياضيات من الجامعة الأميركية ببيروت، وكانت رسالة تخرجه عن "الصفر"، كما درس التربية هناك. شغل إسماعيل الأزهري منصب رئيس وزراء السودان في 1954-1956، وتولى رئاسة مجلس السيادة (رئاسة الدولة) في 1965-1969. بيد أن الأزهري أنهمك وهو يافع في حقل العمل السياسي الوطني، وكانت أول صلته به أن اصطحبه جده إسماعيل المفتي مترجما للوفد السوداني الزائر للندن 1919 لتهنئة بريطانيا بانتصارها في الحرب العالمية الأولى.سعى ليكون "مؤتمر الخريجين" متحدثا باسم الشعب السوداني فرفضت ذلك سلطات الاحتلال، وتزعم وفدا كبيرا 1946 إلى مصر ومجلس الأمن الدولي بنيويورك لبحث تقرير مصير السودان. ترأس إسماعيل الأزهري 1947 أول حزب سياسي سوداني عُرف بـ"الأشقاء" ودعا إلى إعلان حكومة سودانية ديمقراطية تحت التاج المصري، وأدخلته قيادته لمظاهرة مناهضته للجمعية التشريعية -التي عينها المستعمر 1948- السجن فقضى فيه شهرا. أنشأ الأزهري بعد قيام ثورة يوليو 1952 الحزب الديمقراطي الاتحادي الذي كان يرفع شعار الاتحاد مع مصر، وفي 1953 جرت انتخابات تشريعية ففاز بها حزبه، وأصبح الأزهري نائبا برلمانيا وترأس 1954 أول حكومة وطنية ، رأس اسماعيل الأزهري وفد السودان إلى مؤتمر باندونغ بإندونيسيا 1955 حيث صرح بأن السودان سيكون دولة ديمقراطية ومستقلة ، وفي 19 ديسمبر 1955 أعلن الأزهري داخل البرلمان استقلال السودان، وفي فاتح يناير 1956 رفع -مع زعيم المعارضة حينها محمد أحمد المحجوب- علم الاستقلال على سارية البرلمان. خطاب الأزهري في البرلمان اللهم ياذا الجلال يامالك الملك ياواهب العزة و الاستقلال نحمدك ونشكرك ونستهديك ونطلب عفوك وغفرانك ونسال رشدك ان انت الموفق المعين ، ليس اسعد في تاريخ السودان وشعبه من اليوم الذي تتم فيه حريته ويستكمل فيه استقلاله و تتهيأ له جميع مقومات الدولة ذات السيادة ففي هذه اللحظة الساعة التاسعة تماماً من اليوم الموافق أول يناير 1956م ، 18 جمادى الثاني سنة 1275هـ نعلن مولد جمهورية السودان الأولى الديمقراطية المستقلة ويرتفع علمها المثلث الألوان ليخفق على رقعته وليكون رمزاً لسيادته وعزته .إذا انتهى بهذا اليوم واجبنا في كفاحنا التحريري فقد بدأ واجبنا في حماية الاستقلال وصيانة الحرية وبناء نهضتنا الشاملة التي تستهدف خير الأمة ورفعة شأنها ولا سبيل إلى ذلك الا بنسيان الماضي وطرح المخاوف وعدم الثقة وأن نُقبل على هذا الواجب الجسيم أخوة متعاونين وبنياناً مرصوصاً يشد بعضه بعضاً ، وأن نواجه المستقبل كأبناء أمة واحده متماسكة قوية . ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نمجد هذا الشعب الأبي على حيويته وإيمانه وجهاده الذي أثمر أطيب الثمرات . وأرى واجباً علي في هذه اللحظة التاريخية أن أزجي الشكر إلى جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة اللتين أوفتا بعهدهما وقامتا باللتزماتهما التي قطعتها على نفسيهما في اتفاقية فبراير 1953م ، وهما اليوم في هدوء وبنفس راضية تطويان علميهما اللذين ارتفعا فوق أرض هذا الوطن ستةٌ وخمسين عاماً ليرتفع في مكانيهما عالياً خفاقاً علم السودان الحر المستقل .ويهمني أن أسجل شكر السودانيين للهند والباكستان اللتين شاركتا في جهود لجنة الحاكم العام . كما أسجل شكري للجنة السودنة وللدول السبع التي قبلت بمساندتنا ورضيت الاشتراك في اللجنة الدولية التي كان مقرراً أن تشرف على إجراءات تقرير المصير ، ولا أنسى أن أسجل شكري للدول التي سارعت بإرسال ممثلين لها في السودان وحتى قبل إتمام الاستقلال ، ويشرفنا أن يكون ممثلوها من ضباط الاتصال السابقين بيننا الآن . إن شعبنا قد صمم على نيل الاستقلال فناله وهو مصمم على صيانته وسيصونه . ومادامت إرادة الشعب هي دستورنا فستمضي في طريق العزة والمجد والله هادينا وراعينا ومؤيدنا وناصرنا وإن ينصركم الله فلا غالب لكم والسلام . البرلمان يكمل الجاهزية للاحتفال وفي سياق متصل أبدا البرلمان إستعداده للاحتفال بذكرى الاستقلال اليوم ، حيث أعلن البروفسير ابراهيم احمد عمر رئيس المجلس الوطني أن الموافق التاسع عشر من ديسمبر 2018م يوافق الذكرى ال 63 لإعلان استقلال السودان من داخل قبة البرلمان العام 1956 ، وقال في جلسة المجلس الوطني امس ً بأن البرلمان سيحتفل بهذه المناسبة غدا وسيقدم ً كلمة عن الاستقلال، وانه سيتم خلال الجلسة عرض فيلم موجز عن الاستقلال ، واكد أنه ستقام في فناء المجلس الوطني احتفال بمناسبة الاستقلال. رجال الاستقلال االخلص (Sudan Indepent) أستنطقت القيادي بحزب المؤتمر الشعبي الأمين عبدالرازق والذي بدوره تحدث لنا عن ذكرى الاستقلال ، حيث قال عبدالرازق( أن الزعيم الأزهري هو أبو الاستقلال في السودان والذي ترك لنا السودان مثل صحن الصيني لافيه شق ولاطق كما قالها الزعيم الازهري نفسه ) ، ولفت الأمين إلى الدور الذي قام به الزعيم وكثير من الاستقلالين من الاحزاب لنيل استقلال السودان ، واصفا تاريخ الاستقلال بلحظة التوافق في تاربخ الأمة السودانية ، مؤكداً في الوقت ذاته إن هذه الذكرة تمثل الفترة الوحيدة التي كانت فيها اجماع من قبل الاحزاب السياسية السودانية ، وأردف قائلاً ( الزعيم الأزهري كان ينادي بالوحدة مع مصر ولكن عندما ذهب وفض التفاوض إلى باندوق مع المصرين ، تراجع عن الوحدة مع مصر وأعلن الاستقلال من داخل البرلمان يوم 19ديسمبر من العام 1995 والاقتراح قدمه عبدالرحمن دبكة وهو من غرب السودان ولقى الاقتراح الاجماع من كل القوى السياسية ) ويرجع عبدالرازق سبب تراجع الازهري عن موقفه المنادي بالاتحاد مع مصر إلى أن عبدالناصر الزعيم المصري اعتبر السودان تابع له في مؤتمر باندوق ، حينها إسماعيل الأزهري عاد وأعلن الاستقلال من داخل البرلمان ، وتابع ( حتى الجنوبين كان مجمعين على الاستقلال ولكن بشرط أن يمنحو الحكم الفيدرالي بعد الاستقلال ) مضيفا ، أن الاستقلال في تلك الفترة خلق جوء ديمقراطي كان بإمكان هذا الجوء أن يستمر حتى الآن ، بيد أن الحكومات العسكرية التي اتت بالانقلاب أفسدته ، وقال عبدالرازق في حديثه المغتضب مع ( sudan Independet ) إن واحدة من الحاجات المشهودة للذين عاصرو الاستقلال أغلبهم توفوا ولم يشهد لهم إنسان بالفساد ، وزاد ( الزعيم الأزهري توفي ويملك بيت بالإيجار ومدين حق الإيجار من البنك المصري ) ويمضي عبدالرازق بالقول ( أغلب الوزراء ماتو في بيوت إيجار ومحمد احمد المحجوب لما مات كهربة بيتوا كانت قاطعة ) مؤكداً أن هولاء الرجال الذين شهدو الاستقلال هم نموذج للوطنين الخلص ، واضاف ، في هذه الذكرة العظيمة نحتاج أن نكرم رواد الاستقلال ، مؤكداً أن هنالك بعض صناع الاستقلال لم يكرمو وقال ( إن محمد أحمد المحجوب لم يكرم حتى لو بتنصيب شارع باسمه ).