مقال ⁄سياسي

معتصم اقرع: العقل النقدي وأعداء الفكر

معتصم اقرع: العقل النقدي وأعداء الفكر

كتب معتصم اقرع

العقل النقدي وأعداء الفكر:

إحدى الحيل الشائعة التي يستخدمها السطحيون هي تصوير الكتابة النقدية في السياسة على أنها ممارسة سلبية لا معني لها عندما يزعجهم محتواها الذي يقللون من قيمته ولكن لا يمكنهم دحضه بحجج أفضل.

لكن المواطنين الضحلين ليسوا وحدهم. السياسيون والسلطويون بشكل عام لا يحبون وضع مواقفهم وخطابهم في موضع تقييم نقدي يسائل جوانبه ويضيء ما إنبهم عنه حتي تكتمل الصورة في عقل المواطن، ولذلك يصورون الرأي الذي لا يحبونه على أنه كلام فارغ أو نقد يأتي من مدمني النقد وممن يحبون الكلام ولا يقدمون حلولاً عملية. ولكن الزعماء السياسيين وأبواقهم يمارسون فقدان الذاكرة الانتقائي وينسون تجاهلهم الروتيني للسياسات والحلول البديلة التي يقدمها منتقدوهم مرارا وتكرارا لتذهب إلي سلال مهملاتهم الممولة من الخارج.

حسب مايكل سكريفن وريتشارد بول: “التفكير الناقد هو عملية منضبطة فكريًا لتصور وتطبيق وتحليل وتوليف و/أو تقييم المعلومات المجمعة من أو الناتجة عن الملاحظة أو الخبرة أو التفكير أو الاستدلال أو التواصل، كهادي للاعتقاد والعمل.”

ولكن عقل العصافير السوداني لا يميز بين الفكر النقدي الذي يهدف لرفع الوعي من ناحية، وبين الشناف المجاني من ناحية أخري. وهذا جهل بئيس.

لذا فإن التفكير النقدي الحقيقي هو شكل من أشكال العمل الثقيل الذي يستند على سنوات من التدريب العقلي ومراكمة المعارف. لكن العمل الفكري عادة ما يكون مكروهاً من قبل سماسرة السلطة الذين يفضلون أمة جاهلة لأن قطعان الجهلة يسهل قيادتها وتضليلها بينما لا يمكن التلاعب بالمواطنين المطلعين المعززين بنفس السهولة.

لذا فإن من يقللون من قيمة العمل الفكري باعتباره كلاماً فارغاً أو حباً للسلبية هم ضد التفكير وضد المشاركة السياسية السلمية لأن مجالات الرأي العام هي أهم ساحات تمكن المواطنين من المشاركة السلمية في العملية السياسية في بلدانهم وحول العالم. أعداء التفكير النقدي الذين يقللون من قيمة المشاركة الفكرية يفضلون أمة من الماعز ويساعدهم في الهجوم القناصة الذين يخفون سطحية عقولهم ونقص المعرفة بالتقليل من قيمة الرأي النقدي الحقيقي المستنير. وفي هذا لا يميزون بين الشناف والتفكير النقدي وشتان.

قال الرب في الكتاب المقدس في البدء كانت الكلمة ويقول القران في أوائل آياته إقرأ ويضيف أن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا عظيما. وأحب عبد الخالق محجوب إن يذكره الشعب بانه أعطي الشعب الوعي ما إستطاع.

وبعدين يجي كائن جهلول غريب في الفيسبوك يقول ليك ده تنظير ساي. فيا روح جدك ماذا تتوقع في الفيسبوك غير الراي؟ أتتوقع مظاهرة؟ إنقلاب؟ قليب هوبة؟ زنق البصلة؟ التحية لكل الشرفاء رافعي الوعي العام الذين يبذلون عملا ثقيلا بلا مقابل.

 

alnilin.com

لمشاركة الخبر عبر شبكات التواصل