خبر ⁄سياسي

العميد ركن نبيل عبدالله يروى قصة الرائد الذي غير مسار أهم معارك أم درمان

العميد ركن نبيل عبدالله يروى قصة الرائد الذي غير مسار أهم معارك أم درمان

كتب العميد ركن نبيل عبدالله الناطق الرسمى باسم الشرطة:

يوافق اليوم الرابع من يوليو في العام الماضي ذكرى المعركة الفاصلة بالقطاع الأول أمدرمان ( الاحتياطي المركزي ام درمان ) التي تكاملت فيها القوات المسلحة و قوات الاحتياطي المركزي و هيئة العمليات و المستنفرين و قدمت ملحمة فدائية كانت بداية كسر شوكة التمرد في امدرمان و قطع الطريق امام قوات العدو التي ظنت ان القطاع الأول سيكون مهمة سهلة في طريقها لاحتلال كرري العصية الابية و لكن كان الرجال في المواعد و كانت المعركة الفاصلة في مثل هذا اليوم التي استمرت منذ الرابعة صباحا إلى الخامسة عصرا ذاق فيها العدو الويلات رغم قلة العدة و العتاد حينها…

بطل هذه المعركة بلا منازع هو الشهيد المنسي الرائد ناصر عجيب عبد الله الذي يطابق اسمه فعله فهو ناصر عجيب ولا نزكيه على الله ابن الدفعة 54 قوات مسلحة الذي مر اسمه و فعله في ذلك اليوم من غير ذكر و ما ضره ان يكون منسيا في الأرض مذكورا في السماء…

و لازالت مشاهد قصته البطولية عالقة في ذاكرتي و ذاكرة كل من حضر ذلك اليوم حيث هاجمنا العدو بدبابتين و أربعة مدرعات اخترقت الدفاعات الجنوبية للقطاع و اضطرنا للتراجع منها فكانت الدبابات تطلق القذائف فوق الرؤوس و المدرعات توزع نيرانها من المدافع 30 ملم بكثافة في مساحة ضيقة مما جعلنا جميعا نخفض رؤوسنا و بلغت القلوب الحناجر حينها ادركنا اليأس و ظننت لوهلة ان الموقع قد سقط و كان همنا ما وراء ذلك و تبعات سقوط خط الدفاع الاول عن كرري… فجأة التفت لاجد الشهيد المنسي قد أوقف (كروزر) ابيض و ترجل منه و حمل مدفعه ال B10 من صندوق العربة لوحده و ووضعه خلف الساتر الترابي و رجع مسرعا ليحمل الدانات و يبدأ استهداف الدبابات و المدرعات و تقدم من الساتر الترابي إلى الخندق يحمل مدفعه لوحده تاركنا وراءه في ذهول من شجاعته و ثباته فكان توفيق الله و استطاع لوحده ان يصيب الدباباتين المهاجمات ولاذت المدرعات بالفرار و من خلفها جنود المليشيا في ذهول و في دقائق معدودة تحول الموقف تماما من اليأس و الاستياء إلى الحماس و الاندفاع نحو مطاردة المنسحبين من قوات العدو فكانت تلك المعركة التي قصمت ظهر المليشيا في امدرمان و لم يتستطيعو الاقتراب من القطاع الأول حتى يومنا هذا كانت تلك المعركة التي خيبت فيها امال العدو الذي حشد قواته و إعلامه و حثاالته ففرو لا يلوون على شيء و لم يعيدو الكرة الي تاريخ هذا اليوم…

 

فلله الحمد و المنة

شهدت في ذلك اليوم انه كيف يمكن لرجل واحد ان يثبت جيشا بأكلمه و كيف يمكن لرجل ان يواجه الموت المحتم و يواجه دبابتين و ثلاثة مدرعات بمدفعه وحيدا من غير مساعدة بعد توفيق الله

لم االتق بشهيدنا المنسي ناصر عجيب الا في ذلك اليوم و في تلك اللحظات و كانت كفيلة بأن لا أنسى هذا الاسم و هذا الرجل و ساظل اتذكره و اشهد له إلى أن القى الله و سيظل يتذكره كل من حضر ذلك اليوم و قاتل في معركة الرابع من يوليو الفاصلة…

فليعلم الناس ان الله قد جعل الشهيد المنسي الرائد ناصر عجيب سببا في كسر شوكة التمرد بامدرمان و سببا في ثبات القوات في تلك المعركة التي غيرت مسار الحرب في امدرمان و بعد انجلاء المعركة بلحظات بحثت عن الشهيد من بين الجموع لاهنئه فعرفت ان روحه قد فاضت إلى خالقها بعد أن دمر دبابتين للعدو فهنيئا له الشهادة بإذن الله و حق لاسرته و ذويه و اهله و دفعته ان يفخرو بهذا البطل الذي حفر اسمه في سفر تاريخ البطولات….

حسبنا الله ونعم الوكيل..

 

azzapress.com