خبر ⁄سياسي

صعوبات جمة تكتنف استئناف صادر نفط جنوب السودان بدون الاتفاق بين الجيش والدعم السريع

صعوبات جمة تكتنف استئناف صادر  نفط جنوب السودان بدون الاتفاق بين الجيش والدعم السريع

أمستردام: 19 سبتمبر 2024: راديو دبنقا

يواجه تنفيذ الاتفاق بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت في جوبا، بشأن استئناف نقل بترول جنوب السودان عبر الأراضي السودانية صعوبات جمة في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على بعض المناطق التي تقع فيها محطات الضخ.

ورهن الدكتور حامد سليمان، وكيل وزارة الطاقة الأسبق، في مقابلة مع راديو دبنقا، تنفيذ الاتفاق بين البرهان وسلفاكير لاستئناف تدفق خام نفط جنوب السودان بالاتفاق بين طرفي الحرب، القوات المسلحة والدعم السريع.

ويوم الاثنين الماضي، اتفق رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت في جوبا، على تذليل كل العقبات أمام نقل بترول جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، وذلك من خلال تكوين لجنة مشتركة بين وزارتي النفط في البلدين ووضع خطة تشغيلية لإعادة ضخ خام نفط جنوب السودان.

وأكد الدكتور حامد سليمان، في مقابلة مع راديو دبنقا، أهمية الاتفاق بين الجيش والدعم السريع لضمان أمن وسلامة العاملين من كوادر فنية ومهنيين وعمال، وتوفير المعينات لاستئناف تدفق خام النفط، حيث يمر خط الأنابيب عبر ست محطات تسيطر على بعضها قوات الدعم السريع.

وتوقف تدفق خام جنوب السودان عبر الأراضي السودانية منذ فبراير الماضي مما أدى إلى خسائر كبيرة لدولة جنوب السودان، بجانب خسارة السودان لرسوم عبور النفط.

 ويؤدي توقف ضخ نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية إلى خسارة اقتصاد جنوب السودان 100 مليون دولار شهريا. وبحسب تصريحات سابقة لوزير المالية في جنوب السودان أوو دانيال شوانق فإن جنوب السودان يعتمد على النفط بأكثر من 90% لتمويل مصاريفه الحكومة”.

كما يؤدي توقف عبور النفط إلى خسارة السودان عائدات شهرية قد تصل إلى 100 مليون دولار في الشهر حيث وقّع البلدان اتفاقية تقضي بنقل 150 ألف برميل من النفط الخام مقابل رسوم عبور 24 دولارا للبرميل.

البرهان  وسلفاكير يتفقان على إيصال الإغاثة لجنوب كردفان وضخ النفط

أسباب التوقف

ويعزو الدكتور حامد سليمان توقف تدفق خام النفط عبر خطوط الأنابيب منذ فبراير الماضي لعدم توفر الديزل اللازم لتسخين خام النفط في محطتي نعيمة والعيلفون، مشيراً إلى أن خام نفط جنوب السودان شمعي ويحتاج إلى تسخين قبل ضخه في كل المحطات، وأن المحطتين تعملان بالديزل، وقال إن ضخ خام النفط بدون تسخين لفترة طويلة أدى لتجمد الخام داخل خط الأنابيب وتسبب في ضغط عكسي للخام بين محطتي نعمية والعيلفون مما تسبب في حدوث كسر بعد محطة نعيمة وهي المحطة الثالثة، وانسداد بعد العيلفون وهي المحطة الرابعة.

وفي مارس الماضي، وجه وزير النفط السوداني خطاباً إلى نظيره الجنوب سوداني أشار فيه إلى أن تكدساً للخام أدى إلى تقييد التدفقات في 10 فبراير، وأنه بعد إزالة الانسداد حدث تمزق كبير في نقطة أخرى في خط الأنابيب. وقالت الرسالة إن الحادثين وقعا في مناطق متأثرة بالقتال.

وأكد الدكتور حامد سليمان إن الخام كان يتم ضخه من محطة فلج بجنوب السودان إلى الجبلين، ثم نعيمة بولاية النيل الأبيض، والعيلفون في شرق النيل، ثم عطبرة في نهر النيل ومسمار بشرق السودان وصولاً إلى ميناء بشائر للتصدير في البحر الأحمر.

واستبعد الدكتور حامد سليمان إمكانية استئناف الضخ بدون موافقة طرفي الحرب لمعالجة الأسباب التي أدت إلى توقف الضخ، وأكد ضرورة عدم استهداف المنشئات النفطية والبنى التحتية.

واتهمت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي القوات المسلحة بقصف محطة العيلفون البتَرولية الناقلة لنفط دولة جنوب السودان. وقالت إن الهجوم أحدث الهجوم دماراً كبيراً، حيث ضربت المسيّرات داخل جسم المحطة، وتسبب في وقوع جرحى من العاملين داخل المحطة البترولية.

وسيطرت قوات الدعم السريع على منطقة العيلفون بشرق النيل في أكتوبر من العام الماضي.

جنوب السودان: طلبنا من البرهان تأمين الخط الناقل للبترول

خسائر مليارية

ونبه الدكتور حامد سليمان إلى أضرار كبيرة يمكن أن تنجم عن تجمد الخام في خط الأنابيب لفترة طويلة حيث يمكن أن يؤدي إلى تدمير الخط وفقدانه بشكل نهائي وصعوبة تشغيله فنيا.

وأكد عدد من الخبراء إن تكلفة خطوط أنابيب النفط 2.3 مليار دولار وإن تلف الخطوط تمثل خسارة كبيرة للسودان.

ويقول الدكتور حامد سليمان إن محطات ضخ خام نفط جنوب السودان الستة جاهزة فنياً لضخ الخام وإن الكوادر الفنية والمهندسين على أهبة الاستعداد لاستئناف الضخ، مشدداً على ضرورة اتفاق طرفي الحرب لضمان أمن وسلامة العاملين وتدفق المواد والمعينات وعلى رأسها الديزل محذرا من تكرار ذات المشكلة في حال عدم الاتفاق.  

واعتبر إن استئناف ضخ خام نفط جنوب السودان من مصلحة البلدين واعتبره أحد الشرايين الاقتصادية المهمة التي تربط بينهما بما يعزز الصلات وربما يزيد من فرص التفكير في وحدة البلدين مستقبلا ويضمن السلام مستدام والعلاقات الجيدة بين البلدين.

خسائر فادحة للسودان وجنوب السودان بسبب اغلاق خط انابيب حقل فلوج

dabangasudan.org

join channel



لمشاركة الخبر عبر شبكات التواصل