خبر ⁄سياسي

تعرضت لأكثر من 137هجوما من المتمردين.. فاشـر السلطان.. صمود يتحـدى الزمان.. ما السر في إصرار الميليشيا واستماتها لإسقاط الفاشر رغم هزائمها المتكررة..

تعرضت لأكثر من 137هجوما من المتمردين.. فاشـر السلطان.. صمود يتحـدى الزمان..  ما السر في إصرار الميليشيا واستماتها لإسقاط الفاشر رغم هزائمها المتكررة..

مناوي: الفاشر مدينة عصامية تنتصر كعادتها، وخُلقت للعصيان على الباطل..

أصبحت محرقة للجنجويد، ومقبرة لقيادتها الميدانية النافذة..

الجيش: الميليشيا قامت على تضخيم الذات وعدم الاعتراف بالهزيمة..

القوة المشتركة: الميليشيا تشعر بخيبة أمل بسبب فشلها في الاستيلاء على السلطة..

داؤود: الفاشر “أدَّاب العاصي” و”أبو زكريا”، هي رمزية للشجاعة والثبات..

الركابي: الميليشيا تسعى للسيطرة على دارفور وتكرار السيناريو الليبي في السودان..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

أكثر من 137 هجوماً تعرضت له مدينة الفاشر حاضرة إقليم دارفور من قبل ميليشيا الدعم السريع، وخلّفت الهجمات المتكررة على الفاشر خسائر كبيرة في صفوف الميليشيا المتمردة التي فقدت أرواحاً وأنفساً عديدة، وتكبدت خسائر فادحة في المعدات والعتاد الحربي، وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن فاشر السلطان تدافع عن النفس والعرض والأرض من دنس ميليشيا آل دقلو المتمردة وأنها تنتصر كعادتها، وتبرهن للجميع أنها مدينة عصامية، خُلقت للعصيان على الباطل ولتكون مقبرةً للجنجويد.

حصار مشدد:
وترزأ مدينة الفاشر حاضرة إقليم دارفور على مدار ستة أشهر كاملة تحت وطأة حصار عنيف ومشدد تضربه ميليشيا الدعم السريع التي تحاول بشكل مستمر اجتياح المدينة، وقد حشدت لذلك أعداداً كبيرة من قواتها الذين قضوا، حيث أصبحت الفاشر مقبرة لأبرز قيادات الميليشيا المتمردة والذين سقطوا في أوقات متقاربة، بداية باللواء علي يعقوب جبريل قائد قطاع وسط دارفور بالدعم السريع، ثم العميد عبد الرحمن قرن شطة، واستمر مسلسل موت وهلاك قيادات الميليشيا المتمردة في الفاشر، حيث سقط المقدم آدم الدود يعقوب ( شيباني) وهو قائد فزع نيالا، وسقط كذلك القائد الميداني بشير محمد زين حسب النبي، وإدريس حرقي مسؤول الإشارة، والقائد الميداني عبدالله يعقوب قائد الكتيبة 101، والعقيد عبد الدائم رجب كورينا، والنقيب أحمد محمد ميرغني قائد سلاح المدفعية بميليشيا الدعم السريع، وسقط في اشتباكات السبت قياديان من بينهما شقيق اللواء علي يعقوب جبريل.

أسئلة حيرى:
ورغم الجهوزية وإعداد القوة والعتاد التي تتخذه ميليشيا الدعم السريع في هجومها على مدينة الفاشر، إلا أن المتمردين يعودون بخفي حنين، مجرجرين أذيال الهزيمة والإخفاق، ومع ذلك يحاولون مثنى وثلاث ورباع حتى تجاوزت المحاولات 137 هجوماً فاشلاً على مدينة الفاشر، ومع ذلك لن ترعوِي هذه الميليشيا وستحاول مجدداً شنَّ هجومها البائس، وبذات الوتيرة، لتتلقَّى المزيد من الضربات والخسائر، وهو الأمر الذي يرفع حاجب الدهشة ويطرح عدة أسئلة عن سر استمرار هذا الهجوم المستميت من قبل ميليشيا الدعم السريع لإسقاط الفاشر؟ ما الذي تعنيه الفاشر لهذه الميليشيا؟ ولماذا هذا الانتحار على أسوار وتخوم هذه المدينة؟ وإلى متى ستستمر هذه الميليشيا في استنزاف قواتها؟

أهمية الفاشر:
ويرى مراقبون أن أهمية فاشر السلطان تكمن في أنها مدينة تأريخية ذات مضامين سياسية واجتماعية ودينية، هذا فضلاً عن دلالاتها الرمزية كحاضرة لإقليم دارفور، ثم أن للفاشر أبعاداً نفسية باعتبارها المعقل الأخير لوجود القوات المسلحة والقوات المساندة لها في إقليم دارفور، وقد ظلت مدينة الفاشر عصية على ميليشيا الدعم السريع، حيث احتشدت كل مكونات فاشر السلطان الاجتماعية والإثنية، وتلاحمت مع القوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة لها من القوة الشعبية للدفاع عن النفس (قشن)، وشباب المقاومة الشعبية والمستنفرين، فشكلوا جميعاً سنداً منيعاً، وبنياناً مرصوصاً تكسرت عليه الهجمات المتكررة لميليشيا الدعم السريع المنحدرة.

رمزية تأريخية:
ويعضِّد على هذه المفاهيم دكتور موسى داؤود الصحفي ومسؤول الإعلام بحركة جيش تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي، ويقول في إفادته للكرامة إن فاشر السلطان، ليست مجرد مدينة، بل هي رمز للشجاعة والصمود، وقد ارتبط اسمها تأريخياً بشخصيات عظيمة مثل السلطان علي دينار، الذي يُذكر بشجاعته وصموده، مبيناً أن الفاشر تُعرف بألقاب تاريخية مثل “أدَّاب العاصي” و”أبو زكريا”، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور، وتكتسب مكانة استراتيجية خاصة لدى القوات المسلحة السودانية، منوهاً إلى أن الفاشر التي تحتضن متحفاً يعرض تأريخ دارفور ومورثاته الثقافية والاجتماعية، تمثل رمزاً تأريخياً يستهدفه المرتزقة واللصوص في الحروب، وزاد” فقد شهدنا كيف تتعرض المقتنيات التأريخية للنهب في كل صراع، ولا تختلف هذه المدينة عن مصير المتحف القومي في الخرطوم الذي لم ينجُ من السرقة والتدمير”.

 

النموذج الليبي:
ويرى الباحث والإعلامي الأستاذ الركابي حسن يعقوب أن إصرار ميليشيا الدعم السريع بهجومها المتكرر من أجل إسقاط الفاشر، يهدف إلى بسط سيطرتهم على كامل إقليم دارفور تمهيداََ لعملية أكبر وهي فصل الإقليم عبر فرض الأمر الواقع بتشكيل سلطة موازية على غرار النموذج الليبي، ومن ثم الانطلاق نحو استكمال المشروع (الصهيو – إماراتي) بالهيمنة على ما تبقى من أراضي السودان، وقال الركابي في إفادته للكرامة إن إنشاء سلطة موازية، سيتيح الفرصة كاملة لإعادة بناء الميليشيا الإرهابية كمَّاََ ونوعاََ وتسليحها بأسلحة متقدمة لا تستطيع بوضعها الحالي حيازتها أو استخدامها بسبب تدني مستوى تدريبها وتأهيلها، مبيناً أن الميليشيا تقاتل الآن لإسقاط الفاشر بقوة دفع الرمق الأخير لأن نجاح مشروع القوى التي تقف خلفها بالدعم، أصبح مرهوناً بسقوط الفاشر والعكس صحيح، فإن عجزت الميليشيا عن إسقاط الفاشر فهذا يعني فشل وانهيار هذا المشروع إلى الأبد، ولما كانت الميليشيا مدفوعة للقتال بحافز المال والاسترزاق، فإن من يدفع لهم يغريهم بالمزيد من الأموال ويعدهم ويُمنِّيهم بدفع المزيد إن هم أسقطوا الفاشر.

خيبة أمل:
ويقول الرائد أحمد حسين مصطفى الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة إن الإصرار المستميت لميليشيا الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معهم ومحاولتهم المستمرة لإسقاط الفاشر، يعود إلى شعورهم بخيبة الأمل بعد أن فشلت كل خططهم للاستيلاء على السلطة في السودان بمساعدة بعض حلفائهم السياسيين، وبعض الجهات الخارجية، وأكد في إفادته للكرامة من داخل مدينة الفاشر، أن الاستيلاء على إقليم دارفور، يمثل الخطة {ب} وذلك لإعلان دولتهم الوهمية، مبيناً أن هذا الحلم، قد تم وأده والقضاء عليه في تخوم وأسوار مدينة الفاشر، منوهاً إلى أن المحاولات الانتحارية لميليشيا الدعم السريع مرتبطة بعوامل نفسية نتيجة لفشل كل هذه الخطط، منوهاً إلى حالة اللا وعي التي قال إنها حاضرة في تفكيرهم لأن كثيراً من قيادات الميليشيا، ينظرون في عقلهم الباطني إلى هذه الحرب هي حرب وجودية وقد صرحوا بذلك كثيرا.

بروباغندا:
لقد قامت ميليشيا الدعم السريع على تضخيم الذات، واستمرت في الدعاية وإعمال بروباغندا هدفت إلى التضليل ونشر الأكاذيب والمعلومات المضللة، وعدم الإقرار بالهزيمة، هكذا ابتدر العميد ركن نبيل عبد الله الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إفادته للكرامة، وقال بشأن إصرار ميليشيا الدعم السريع على إسقاط الفاشر وبعض المواقع الأخرى رغم هزائمهم المتكررة، إنهم يحاولون إثبات قوتهم بأي شكل، وبأي ثمن، من أجل تأكيد أحقيتهم بالدعم اللوجستي الذي ظل يصلهم من دولة الإمارات، مبيناً أن الميليشيا المتمردة لا تملك أمرها وهي أداة في يد داعميها حيث تعمل طبقاً لتوجيههم، وأشار العميد نبيل إلى ضغوط تواجهها ميليشيا الدعم السريع من قبل المرتزقة الذين تحتاج إلى إغراءهم بالغنائم من الممتلكات العامة والخاصة لضمان استمرارهم في القتال ضمن صفوفها.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، فقد ظلت فاشر السلطان عصيةً على السقوط في أيدي ميليشيا الدعم السريع، رغم الهجمات المتكررة والإصرار العنيد من الميليشيا المتمردة، ومع ذلك فإن الكثير من المواطنين ينادون بضرورة أن تغيِّر القوات المسلحة والقوة المشتركة من نهجها في الدفاع عن المدينة والتحول إلى الهجوم لطرد الميليشيا المتمردة من تخوم الفاشر لفك الخناق عن المدينة، ومن ثم الانطلاق لنظافة الإقليم من دنس الميليشيا وإعادتها سيرتها الأولى ومشوار الميل الظافر، يبدأ من الفاشر.

azzapress.com

join channel



لمشاركة الخبر عبر شبكات التواصل