خبر ⁄سياسي

معارك الخميس الشعب ليس من بين أولوياتهم

معارك الخميس الشعب ليس من بين أولوياتهم

الرأي اليوم

صلاح جلال

معارك الخميس الشعب ليس من بين أولوياتهم

(1)

💎 ذكر ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الذى قادها للنصر فى الحرب العالمية الثانية *[إن الحرب شأن أكبر من أن يترك للجنرالات وحدهم]*، وقيل عندما تدخل الحرب من الباب يخرج الإعلام الصادق من الشِباك وتتبرج الدعاية الحربية وتنتشر الأكاذيب وتتسيد الضحالة الوسائط الإعلامية وتبرز أبواق الحرب، الحروب هى مصانع الإنتهاكات تنحط فيها كرامة الإنسان وتسترخص فيها دماؤه وتستباح حُرماته وتنهب مقدراته ويدفع فيها المدنيون من عامة الشعب أثمان باهظة فى شراكة مع المحاربين *لذلك من حق الشعب أن يعلم من جهات رسمية ويعرف عن سير العمليات الحربية ووقائع أحداثها* وأن تتم مصارحته بحقائقها ليقرر الاستمرار فيها أو وقفها فوراً، لا يسرق أحد لسانه من الجنرالات أو المدنيين داعمى الحروب.

(2)

💎 جرت يوم الخميس 26 سبتمبر 2024م معركة كبيرة فى عدة محاور استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة فى مدن العاصمة الخرطوم الثلاث أمدرمان حيث انطلقت القوات نحو الخرطوم وبحرى سُفكت فيها دماء غزيرة من ضباط وجنود من عامة أبناء الشعب

* المفارقة المؤسفة الشعب يسمع بالمعركة من الوسائط والنشطاء* ويسمع بحجم الخسائر فى الأرواح من بعض الأسر وأصدقاء الشهداء ويطلع على سقوط أسماء أرتال من الضباط وصورهم بعشوائية دون مرعاة لأحوال أهاليهم من الوالدين والزوجة والأطفال الذين تفجعهم الأخبار وهم يتصفحون الوسائط، أما الجندى المجهول فلا يسمع به أحد ولا تعلم أسرهم بفقدهم فهم حطب الحرب ووقودها الذى لا قيمة له عند قيادة *القوات المسلحة تعاملهم بهذا المستوى وتشتكى قيادة الجيش لماذا يرفض أبناء الشعب أن يتجندوا فى صفوفها*.

تتوقف العملية العسكرية صباح الخميس بعد ساعات من انطلاقها كما بدأت فى صمت مطبق من جهات الإختصاص وتنقل الوسائط والمتطوعين أخبار فُقدان عشرات الضباط ومئات الجنود والواقع الحربى كما كنت لطرفى النزاع.

(3)

💎 كأنهم يقولون إن إعلام الشعب ليس من مسؤوليتهم وأولوياتهم *قمة الاستهتار بالمسؤولية الأخلاقية من قيادة القوات المسلحة* وعدم احترام وتقدير للضباط والجنود الضحايا وأسرهم والرأى العام من خلفهم

* كأن الشعب تحكمه عصابة* كل الأمور سِرية × سِرية وتجاهل × تجاهل، لابد من مواجهة هذا الاستهتار بأرواح الضباط والجنود ولابد من احترام الشعب مصدر السلطات والشرعية، ولابد أن تعلم قيادة القوات المسلحة أنها موظفة عند هذا الشعب *الذى يجب عليها أن تخاطبه بسيدى الشعب* ومن حقه أن يعلم ويعرف الحقائق كاملة وحجم الخسائر بين أبنائه وعدته وعتاده الذى يصرف عليه من حر ماله وفقره وهو يقتطع من لقمة الجائع ودواء المريض وإقامة النازح وشقاء اللاجئ ولبن الطفل الرضيع.

(4)

join channel



لمشاركة الخبر عبر شبكات التواصل