خبر ⁄سياسي

قصص مأساوية لآباء فقدوا أطفالهم

قصص مأساوية لآباء فقدوا أطفالهم

رصد : عبد الوهاب أزرق

مرارة من الحسرة تنبع من جوف رب أسرة حزين على فقد “٤” من أطفاله الزغب الصغار في ثلاثة أيام . وأم مكلومة تصبر على فقد “٣” من أطفالها في “٤” أيام” اي مصيبة حلت بهاتين الاسرتين.

بحروف كل اللغات لن تستطع أن تكتب وتعبر عن مأساة حقيقية عاشتها أسرة “ع” النازح من منطقة لقاوة قبل سنتين ونيف طلبا للأمان في الدلنج ، ولقاوة تحرق بعبث الحنجويد ويقتل الأبرياء و يشرد المواطنين ولجأ واسرته إلي حي الرديف حيث أستأجر منزلا وواصل عمله في الشرطة ملتزما بعمله والتفاني في العسكرية .

ومن حي أقوز شرق كانت الأم “م” ليست قادرة على كتم حزنها وحبس دموعها و المعزين ما زالوا يقدمون واجب العزاء وهي الصابرة المحتسبة لفقدان “٣” من أبناءها في غياب والدهم المدافع عن تراب الوطن ضد الأعداء و الممسك بالزناد في كادقلي و “١٣٠” كلم أصبحت بعيدة بأمر حصار الحركة الشعبية وهو الغائب عن أطفاله منذ قبل إندلاع الحرب .

لك أن تتخيل أن رجلا يفقد ابنته “ن” ذات “٩” سنوات في العاشرة من مساء يوم الخميس و يأتي للمنزل ليواري جثمان الطفلة الثرى يجد أختها “إ” “٧” سنوات في حالة حرجة يحملها إلي المستشفى ولم يستطع حضور دفن أبنته “ن” ليرافق “إ” التي تلحق بأختها في العاشرة مساء من يوم الجمعة ، وبعد يومين تأبى روح اخوهم “ي” “٥” سنوات إلا أن تلحق بالسابقين و تبعتهم “ي” في اليوم الرابع. تفقد “٤” من أطفالك مساء الخميس و مساء الجمعة والاحد والثلاثاء اي جلد هذا الذي يحمله هذا الجسم النحيل وكل مصائب الدنيا ألمت به لكنه صابر و يحمل الخير في قلبه الكبير.

لا تقوى “م” على إخفاء حزنها الشديد على أطفالها الذين فقدتهم باعمار ٩ – ٧ ـ ٥” سنوات” وهم “ف ، ن ، م ” وهي الأم التي تجسد معنى تحمل المسؤولية في غياب الأب لظروف العمل وكابدت و جاهدت و واصلت العمل في سبيل توفير لقمة العيش لأطفالها لكنها فشلت في وضع إقتصادي تنعدم فيه السيولة وغلاء للمعيشة في ظروف حرب وحصار قاتل للأطفال والعجزة والمسنين

ما كان الجوع والمسبغة وسوء التغذية وأكل الحشائش والنباتات سببا في وفاة أطفالي هكذا أكدها “ع” وارجع سبب الوفيات إلي المرض والصدمة النفسية لأن أختهم الأولى كانوا يسمونها “الحنونة” وهي التي تقوم برعايتهم رغم وجود اخت اكبر منها ، وأكد صحتهم وعافيتهم تماما قبل وفاة اختهم الحنونة لكنهم تساقطوا بالشكوى من الصداع تباعا و يقولون ” حنونة ماتت” ، فيما ارجع وفاة بعضهم للملاريا كما أوصف الطبيب ، ويقول إن وفاة “ن” قد تكون لدغة ثعبان لأن لون جسمها تغير واستفرغت دما واشتكت من طعنة أسفل القدم قيل وفاتها .

و ارجعت “م” سبب وفاة أطفالها إلي المرض واكدت أنه البايل والملاريا وفي الوقت نفسه شكت من الظروف الإقتصادية والإجتماعية الضاغطة وغياب الأب وضع على عاتقها حملا تقيلا وهي الصابرة المحتسبة ومنتظرة الفرج من رب العباد.

في حي الرديف أسرة “ع” لديهم أخت كبرى مرضت بنفس المرض لكنها تعافت بعد أن تم إعطاءها أدوية البايل وما شاء الله تبارك الله له الآن خمسة أطفال “٣” اولاد و بنتين حفظهم الله ورعاهم وحالتهم الصحية بخير وعافية. و ل “م” بحي أقوز شرق خمسة أطفال أيضا ولدان و”٣” بنات حفظهم الله وغطاهم يا رب .

ما بين حي الرديف وفقدان “٤” أطفال من أسرة واحدة واقوز شرق وفقدان “٣” أطفال من أسرة واحدة أيضا في غضون اسبوع ناكد أن الطفولة في الدلنج في خطر والموت يخطف كل من وهن جسمه و قلة مقاومته ، وفي البال الكثير من النمازج التي تطرح قصصها في وفيات أطفالهم .

نداء إلي كل المنظمات والمبادرات والجمعيات والأفراد ادخلو بيوت الأسر المتعففة والفقيرة بالاحياء قدموا لهم ، مراكز الايواء محتاجة لكن يوجد الاحوج منهم و الصامتين والمتعففين في الأحياء ، على لجان الخدمات والتسيير بالاحياء حصر الأسر الاكثر حوجة وتقديم الدعم لهم عبر التواصل مع جميع الخيرين والمبادرات والمنظمات .

نداء خاص بضرورة تقديم الدعم والمساندة إلي كل أسرة فقدت طفلها ، احصروا هؤلاء وخففوا من معاناتهم طيبوا خاطرهم ، ولعل زيارة مدير وحدة مدينة الدلنج الإدارية يوم أمس لامست دواخلهم وكان الشكر هو كلامهم ، ومن الصدف أن آباء الأطفال المتوفين بالشرطة والقوات المسلحة مما يؤكد بضرورة النظر إلي رعاية أسر المقاتلين والحارسين الثغور.

ادعموا الأسر
اقفوا مع الطفولة
نسقوا جهودكم يا أهل الخير

ننتظر دورا أكبر لأبناء جنوب كردفان “جبال النوبة” لمواجهة هذا الوضع الكارثي للأطفال

منصة الناطق الرسمي

azzapress.com