خبر ⁄سياسي

وزير الخارجية الإيراني: تلقينا تطمينات من دول المنطقة بعدم استخدام أراضيها لمهاجمتنا

وزير الخارجية الإيراني: تلقينا تطمينات من دول المنطقة بعدم استخدام أراضيها لمهاجمتنا

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن احتمالات اندلاع حرب شاملة في المنطقة «واردة»، بعد التطوّرات والأحداث الأخيرة، مع تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل.

وأكد أن احتمال توسّع رقعة الحرب وارد بشدة، بحيث تكون حرباً شاملة على أرجاء المنطقة برمتها؛ لكن دول المنطقة لديها إمكانية التحرك لمنعها.

وقال عراقجي، في مؤتمر صحافي مع وسائل إعلام كويتية عُقد، صباح اليوم (الثلاثاء)، في فندق «فورسيزون»، إن بلاده تلقت تطمينات من دول المنطقة بعدم استخدام أراضيها وأجوائها في الهجوم على إيران.

وقال: «كل أصدقائنا أعطونا الاطمئنان بعدم استخدام أراضيهم وأجوائهم في الرد أو الهجوم على إيران، ونتوقع ذلك من كل دول المنطقة، ونعدّ هذا الموقف صداقة منها تجاه إيران».

وأضاف: «كل دول المنطقة أبلغتنا رفضها أي اعتداء على إيران وعلى منشآتها النووية».

والكويت هي المحطة الحادية عشرة في جولة وزير الخارجية الإيراني في المنطقة والشرق الأوسط، حيث تكثّف طهران دبلوماسيتها للحد من المواجهة مع إسرائيل.

وقال عراقجي: «الكويت المحطة الحادية عشرة في جولاتي بالمنطقة، وهناك تفاهم مشترك لتفادي التصعيد والحرب، وفي هذا الإطار بذلنا قصارى جهدنا لخفض التصعيد».

وقال: «قبل أسبوعين عقدنا جلسات مع بعض الدول، وأمس زرت مملكة البحرين وأجرينا مباحثات جادة، وهذه الزيارات في إطار المشاورات حول التطورات الراهنة، وسنبذل كل الجهود لتعزيز العلاقات مع دول المنطقة خصوصاً الكويت التي تربطنا معها علاقات متميزة للغاية».

وكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين عقد، مساء أمس (الاثنين)، في قصر الصخير لقاء مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والوفد المرافق له. وقالت «وكالة أنباء البحرين» إن اللقاء تناول «بحث أمور التعاون الثنائي بين البلدين، ومستجدات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة للتهدئة وخفض التصعيد للوصول إلى حلول سلمية».

وتخشى طهران من استدراج تل أبيب لها لمواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة التي تحتفظ بوجود عسكري وازن في الخليج والمنطقة.

وقال عراقجي: «نتابع من كثب التحركات الأميركية كافّة في المنطقة، سواء في البحار أو الأجواء»، مضيفاً: «هناك تفاهم مشترك لتفادي التصعيد والحرب، وفي هذا الإطار بذلنا قصارى جهدنا لخفض التصعيد».

وأكد أن «إيران لا تريد الحرب ولا التصعيد في المنطقة؛ لكننا مستعدون لجميع السيناريوهات».

وأوضح أن «علاقتنا بالكويت متميزة، وننتهج سياسة حسن الجوار مع دول الخليج»، موضحاً أنه سيتحدث مع المسؤولين الكويتيين بشأن دور القاعدة العسكرية الأميركية في الكويت. وقال: «بناء على المعلومات التي لدينا فيما يخص القاعدة الأميركية في الكويت سننقل هذه المعلومة بخصوصها إلى المسؤولين الكويتيين».

وقال إن الهجوم الصاروخي الإيراني ضد المنشآت العسكرية والأمنية لإسرائيل «ما هو إلا هجوم دفاعي رداً على الجريمة التي اُرتكبت، وإذا كرّر الكيان عدوانه فإن إيران سترد بالمثل على أي اعتداءات، ومستعدون لأي مواجهة».

وحذّر قائلاً: «مهما كان الهجوم الإسرائيلي فإن الرد الإيراني سيأتي بمثله (...) إذا تعرّضت البنى التحتية في إيران لأي هجوم، فالعدو الإسرائيلي نفسه يعلم ماذا سيكون الرد الإيراني على مثل هذا الهجوم».

وتحدّث عراقجي عن الحرب في غزة ولبنان، وقال: «نسعى لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ونحن على تواصل مستمر مع جميع الدول المعنية».

وقال وزير الخارجية الإيراني إن زيارته لدولة الكويت تأتي في إطار المشاورات المستمرة مع دول المنطقة، مضيفاً أن المنطقة «تعيش مزيداً من التوتر والتصعيد في ضوء أعمال العدوان والقصف المستمرة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان».

ولفت إلى أن هناك أكثر من مليونين ونصف المليون نازح موجودون في غزة، وهناك مليون ونصف المليون في لبنان، وكل هؤلاء النازحين يعيشون أوضاعاً مأساوية.

وأوضح أن طهران تسعى «لوقف شامل لإطلاق النار في المنطقة كافّة؛ سواء في غزة أو لبنان». وقال: «سنتابع كل هذه المسارات وعلى تواصل مستمر مع كل الدول المعنية بالتطورات، وهناك مندوب خاص لي مستقر حالياً في بيروت، ويجري يومياً اتصالات مع جميع الجهات المعنية والمسؤولين»، مستدركاً بالقول: «عليّ الإشارة إلى أن وقف إطلاق النار يتم عبر القرار الذي يتخذه الفلسطينيون واللبنانيون أنفسهم».

حسن الجوار

من ناحية أخرى، قال عراقجي إن إيران جادة في انتهاج سياسة حسن الجوار مع جيرانها، مؤكداً أن العلاقات مع دول الجوار في تزايد وتحسّن مستمرَين، لا سيما دول الخليج.

ولفت إلى أنه قبل أسبوعين عُقدت أولى الجلسات على مستوى وزراء خارجية دول مجلس التعاون وإيران، لافتاً إلى زيارته للبحرين وإجرائه حوارات سياسية جيدة.

وأكد أن زيارة البحرين كانت في إطار المشاورات التي تخص التطورات في المنطقة.

وذكر عراقجي أن «إيران ستبذل مزيداً من الجهد لتعزيز مثل تلك العلاقات مع دول المنطقة كافّة، وأخص بالذكر دولة الكويت التي تربطنا بها علاقات متميزة للغاية».

وأوضح أن الحكومة الجديدة في إيران «ستمضي قدماً في انتهاج سياسة حسن الجوار... هذه هي الرسائل التي أبلغتها لجميع زعماء المنطقة».

aawsat.com