وماذا بعد القلق!!
جرأة قلم
كتبت- دارالسلام علي
وماذا بعد القلق!!
منذ منتصف ديسمبر من العام قبل الماضي ومليشيات الدعم السريع تنتهك حرمة الدماء وتستبيحها في قري ولاية الجزيرة ، بل انها تبحث عن الديمقراطيه التي تفتقدها داخل بيوت المواطنين وفي أجساد الحرائر ودموع الصغار، في صورة انتقام مقصود وتدمير ممنهج لإنسان الجزيرة، وليس هذا فحسب بل إنها تقوم بخطف الفتيات الصغيرات والأطفال واغتصبت النساء وقتلت الرجال ونهبت الأموال بل إنها سرقت حتي قوت المواطنين الغلابة وكأنها تريد ان تقول لهم موتوا جوعاً أو عطشا اذا لم نقتلكم، وفرضت على المواطنين ضرائب على منتجاتهم التي يبيعونها لشراء الأكل والحليب لأطفالهم الصغار ،وطبقت أسوأ سيناريوهات العذاب، وحينما تشاهد مقاطع الفيديو التي للأسف يصورونها (حمقي الجنجويد) في أغبى مشاهد للاعتراف بالجرم المقصود حينما تشاهد تلك المقاطع لا يصدق عقلك وقد تكذب عينيك عما فعلته و تفعله هذه المجموعات الإجرامية لأنها حتي في أعنف الافلام الاجنبيه المرعبة التي يعتبر مخرجيها أنها أعنف تصورات لخيال مجرم فهي للأسف غير موجودة فلا عقل يمكن أن يتخيل مدي إجرامهم وتفكيرهم في كيفية الانتقام والحقد والغل الذي بداخلهم!!
يعيش المواطنين في قري الجزيرة أشد ويلات العذاب ومنذ أن دخلت المليشيا قراهم واستباحتها لم يسلم صغيراً او كبير،واذا أردنا إحصاء اعداد الذين قتلتهم المليشيا منذ اغتصابها لأراضي الجزيرة لم ولن نجد احصائيات دقيقة لأسباب مختلفة، فقبل ايام استبيحت
قرية السريحة شمال ولاية الجزيرة ووجهت المليشيا أسلحتها واطلقت النار صوب المواطنين العزل وقتلت أكثر من 125 شخص وأكثر من 200 جريح لينضموا لشهداء ود النورة وغيرها من القري ، فهذه الاعداد ليست دقيقة بسبب الشتات الذي حدث للمواطنين أثناء خروجهم من القرية وبعد أن ساروا لعشرات الكيلو مترات صادفتهم المليشيا واطلقت عليهم النار وهرب الجميع وتشتت الأسر شمالا وغربا وبعضهم سار مترجلا لمدة ثلاثة أيام حتي وصولوا لمدينة حلفا وآخرين ذهبوا لمناطق أخري ولكن هل وصل جميع أفراد الأسر الواحدة مع بعضهم لا طبعا فقد تشتت الجميع وفقدوا الاتصال ببعضهم البعض وحتي هذه اللحظات قد لا يعلم أفراد الأسرة الواحدة اين بقيتهم وهل هو حيا او اغتالته رصاصة الحنوجويد !
نحن نثق في قواتنا المسلحة ثقة كبيرة ولكن مايحدث في قري الجزيرة كان بمثابة خنجر غرس في قلوب كل الشعب السوداني فما نشاهده من مقاطع فيديو لانتهاكات الجنجويد كان قادرا على تصلب شرايين البعض وتوقف نبضات القلوب وكأنها تريد من كل المواطنين حتي في المناطق الآمنة أن يموتوا وجعا على إخوانهم ، ولكن إلى متي سيعاني المواطن السوداني وخاصة مواطن الجزيرة يا جيش الم يحن الوقت بعد إلى اكتساح هذه المليشيا وتنفيذ خطط صارمة واتخاذ قرارات حاسمة في بعض المتحركات الى متي يظل التباطؤ في التكتيكات العسكرية سيد الموقف
ونحن نفقد المئات يومياً من أهلنا في كل المدن ويعيش الشعب المرار ويطفح الدم !
فالبرغم من تواصل اقتحام المليشيا لعشرات القرى في في كل الجزيرة وغيرها من الولايات وارتكاب أعنف انواع الجرائم من القتل والاغتصاب ونهب وتخريب واختطاف الأبرياء العزل يظل العالم أجمع صامتا أو فقط يعبر عن قلقه،رغم أن الجرائم التي ترتكب بواسطة المليشيا تستوجب تصنيفها كجماعات إرهابية فهي تتعدي على كافة المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية ولكن هل يحتاج ملف مليشيا الدعم السريع مزيد من الأدلة و الإدانة لوصفها بالعمل الإرهابي أليس كاف ما يراه العالم من صور وفيديوهات توثق حجم المعاناة التي يعيشها المواطنين في كل السودان ويؤكد مدى الجرم التي ترتكبها المليشيا التي من جهلها توثق لنفسها الجرائم التي ترتكبها وكأنها تتباهي بهذا الفعل وكأنها تعلم أن من أمن العقاب ساء الادب !!
إن الأحداث المأساوية التي تشهدها قرى ولاية الجزيرة من انتهاكات وإبادة جماعية تستدعي منا جميعاً الوقوف صفا واحدا ضد هؤلاء المرضي خريجي المستشفيات النفسية والسجون ودور مجهولي الأبوين ،فهي تطبق الان كل ما فعلته بولايات غربنا الحبيب في دارفور والفاشر وكل الولايات الغربية، لذا هذا أسلم وقت لنا كمواطنين أن نتكاتف جميعاً وننسى أصولنا العرقية فقد حاولت المليشيا أن تفرق الشعب السوداني هي وكل الدول التي تدعمها بشتي الطرق ولكنهم لم ينجحوا ، فهذه الحرب رغم سوءها والوجع والألم الذي حفرته بداخلنا إلا أنها استطاعت أن ترسم صورة سودان موحد بشعب يخاف على بعضه البعض كالجسد الواحد وحينما تطعن المليشيا خنجرها المسموم في أحدي الولايات تتالم كل ولايات السودان جميعها بذلك ،وهذا في رأيي اكبر وجعا تتلقاه المليشيا واكبر انتصار لنا كشعب سوداني ، يجب علينا أن نكون على استعداد لحمل السلاح للدفاع عن أراضينا وكرامتنا، فهذه المليشيات لن تتوانى عن نهب واغتصاب بقية القرى ما لم نتخذ موقفًا حازمًا موحداً إن الثبات والصمود الذي يظهره المواطنون في شتي الولايات المنتهكة كان أكبر هزيمة للمليشيا واكبر صفعة لها،
لنتحد جميعًا من أجل وطننا، ولندافع عن قيمنا وأخلاقنا السودانية الكريمة
جرأة أخيرة:
لن يقف معنا العالم فبعد كل هذه المآسى وإعداد الشهداء والموتي وكل هذا الدمار في شتي المجالات نرى القلق فقط ردا لذلك
علينا أن نتكاتف كشعب سوداني ونتوحد من أجل بلدنا وططنا لأجلنا جميعا