الانتخابات الأميركية 2024
سلطت نافذة الجزيرة الخاصة بالانتخابات الرئاسية الأميركية الضوء على احتدام المنافسة بين مرشحي الحزبين الرئيسيين، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، وذلك قبل 5 أيام من اللحظة الحاسمة التي سيحدد فيها الناخبون هوية ساكن البيت الأبيض الجديد.
وأظهرت استطلاعات الرأي تقاربًا كبيرا في نسب التأييد بين المرشحين، بينما تشتد السجالات بين الحملتين حول قضايا رئيسية مثل الاقتصاد والهجرة، كما يثار جدل واسع حول قضايا تتعلق بالأميركيين من ذوي الأصول اللاتينية والعرب والمسلمين، إضافة إلى الأبعاد المتعلقة بالحرب في غزة.
وتواجه هاريس تحدياً في التعامل مع قضية الحرب على غزة خلال جولاتها الانتخابية، وتنقل مراسلة الجزيرة وجد وقفي مشهدا متكررا في تجمعاتها الانتخابية، حيث يقاطعها الحاضرون للمطالبة بإنهاء الحرب، لترد بأنها أيضا ترغب في إنهائها وتركز على الانتخابات للنجاح والعمل على تحقيق هذا الهدف.
وفي ولاية فلوريدا، التي طالما كانت متأرجحة بالانتخابات السابقة، يبدو المشهد مختلفا هذه المرة، حيث تقول مراسلة الجزيرة ميساء الفطناسي إن الولاية لم تعد متأرجحة كما في السابق، خاصة بعد أن حسم ترامب أصواتها في دورتين انتخابيتين متتاليتين.
وتشير أرقام التصويت المبكر إلى تفوق الناخبين الجمهوريين على الديمقراطيين في فلوريدا، وهو أمر غير معتاد، مما قد يؤثر سلبًا على حظوظ هاريس التي لم تزر هذه الولاية حتى الآن.
تشتت الصوت العربي
وفي ميشيغان، حيث تشكل الجالية العربية كتلة تصويتية مؤثرة، يرصد مراسل الجزيرة أحمد هزيم تشتتاً واضحاً بالصوت العربي، فرغم أن الجالية العربية لا تشكل سوى 2.1% من سكان الولاية فإن أعدادها البالغة 210 آلاف شخص تكتسب أهمية خاصة.
وأثارت التصريحات الأخيرة لبعض الشخصيات السياسية مثل الرئيس السابق بيل كلينتون جدلاً حول موقف الحزب الديمقراطي من الجالية العربية، وهو ما قابله عمدة مدينة ديربورن عبد الله حمود بدعوة الحزب الديمقراطي للتوقف عن إرسال ممثلين لا يحترمون المجتمع العربي الأميركي.
وفي نيفادا، يركز ترامب على توسيع قاعدته الشعبية في ملفي الاقتصاد والهجرة وأمن الحدود، ويقول مراسل الجزيرة فادي منصور إن المرشح الجمهوري يحاول الاستفادة من المزاج العام حيث يرى أنه يتفوق على هاريس بالملف الاقتصادي والسياسة الخارجية، كما يستغل ملف الشرق الأوسط لاستمالة أصوات العرب الأميركيين.
وتشهد ولاية تكساس كذلك تقدماً كبيراً لترامب بنسبة تتراوح بين 5 و12 نقطة في استطلاعات الرأي، ويقول مراسل الجزيرة يونس آيت ياسين إن ثلث الناخبين قد صوتوا بالفعل مع نهاية الأسبوع الأول من عملية التصويت المبكر، ولا يوجد من يشكك في أن هذه الولاية ستصوت لصالح الحزب الجمهوري.
وفي أريزونا، حيث يطغى ملف الهجرة على مزاج الناخبين، بلغت نسبة الاقتراع المبكر 78% من الناخبين البالغ عددهم أكثر من 4 ملايين، ولوحظ إقبال أكبر من الجمهوريين مقارنة بالديمقراطيين، خلافاً للأعوام الماضية.
فارق ضئيل
وتكشف أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "ريلي كلير بوليتيكس" عن تقدم طفيف لترامب بفارق نصف نقطة مئوية، حيث حصل على 48.5% مقابل 48% لمنافسته، في مؤشر على احتدام المنافسة التي قد تحسمها الولايات المتأرجحة.
وفي مشهد لافت للتصويت المبكر، كشفت إحصائيات جامعة فلوريدا عن مشاركة نحو 60 مليون ناخب حتى الآن، منهم 31 مليوناً صوتوا حضورياً بمراكز الاقتراع، بينما أدلى 28 مليوناً بأصواتهم عبر البريد. وتوزعت النسب بين الحزبين بواقع 39% للديمقراطيين و36% للجمهوريين.
ومع قرب انتهاء فترة التصويت المبكر، تتزايد التحديات أمام الحزب الديمقراطي بولاية بنسلفانيا، وتظهر النتائج أن كلا المرشحين متساويان تقريبًا (48% من الأصوات) بينما تشير استطلاعات أخرى إلى تقدم هاريس بولايات مثل ميشيغان وويسكونسن.
وفي حدث غير مسبوق، نظمت الجزيرة لقاءات جماهيرية خاصة تجمع بين الساسة والناخبين في حوار مفتوح حول القضايا المؤثرة على المنطقة العربية، وشهدت ولاية تكساس أحد هذه اللقاءات الذي تميز بنقاش محتدم بين قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وتواصل الجزيرة تغطيتها الشاملة لهذه الانتخابات عبر سلسلة خاصة وحصرية، منها سلسلة "المنشقون" التي تستعرض حوارات مع مستقيلين من دوائر صنع القرار احتجاجاً على السياسة تجاه حرب غزة، وسلسلة "الطريق 66" التي تقدم رحلة استثنائية داخل الولايات المتحدة للتعرف عن قرب على المجتمع ومكوناته المختلفة.
aljazeera.net