الشعاع الحديدي نظام دفاعي إسرائيلي مكمل للقبة الحديدية
الشعاع الحديدي نظام دفاع ليزري جوي إسرائيلي صنعته شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، صُمم لاعتراض الصواريخ والقذائف قصيرة المدى، ويهدف إلى استكمال نظام القبة الحديدية الاعتراضي.
وقد كشف عنه في 11 فبراير/شباط 2014، ويتميز بدقة عالية في توجيه الليزر، مما يقلل المخاطر على المناطق المجاورة.
تصنيع نظام الشعاع الحديدي
هذا النوع من الأنظمة من تصنيع شركة تكنولوجيا الدفاع الإسرائيلية "رافائيل" وكشفت عنه في 11 فبراير/شباط 2014، واختبرته للمرة الأولى في أغسطس/آب 2020.
وقد صُمم لاعتراض الطائرات بدون طيار، وتحييد الصواريخ والقذائف المدفعية والهاون، ويهدف لتوفير وسيلة دفاعية إضافية إلى جانب الأنظمة المعمول بها (القبة الحديدية).
ويُعتبر نظام الليزر الدفاعي "الشعاع الحديدي" جزءا من حزمة مساعدات أميركية بقيمة 1.2 مليار دولار، ويهدف إلى دعم نشر النظام وتطويره.
مميزات نظام الشعاع الحديدي
يحتوي النظام على ليزر قوي بقدرة 100 كيلووات، مما يتيح له اعتراض التهديدات الجوية حتى مسافة 4.3 أميال بدون قيود على عدد الطلقات، إذ يمكنه الاستمرار في إطلاق الليزر طالما أن الطاقة متوفرة.
ويتميز بتكلفته المنخفضة، مقارنة بصواريخ القبة الحديدية، إذ يبلغ سعر الصاروخ الواحد بين 40 ألفا و50 ألف دولار، في حين تصل تكلفة الطلقة الشعاعية الواحدة حوالي 3.50 دولارات، ويصل مداها 7 كيلومترات.
ويتسم النظام بدقة عالية في توجيه الليزر، مما يقلل المخاطر على المناطق المجاورة ويجعله خيارا آمنا وفعالا للدفاع الجوي.
آلية عمل نظام الشعاع الحديدي
يعتمد النظام الليزري على آلية دقيقة لاعتراض التهديدات الجوية عبر نشر شعاع عالي الطاقة لتدمير الصواريخ وتعطيلها.
وتتضمن العملية اكتشاف وتتبع الصواريخ المعادية عبر أجهزة الاستشعار والرادار، مما يتيح استهدافا دقيقا للهدف.
وبمجرد تحديد التهديد، يبدأ الليزر بتوجيه الشعاع نحو الصاروخ مع تثبيته عليه باستخدام آليات تتبع متطورة تضمن دقة الاستهداف على الهدف المتحرك.
وبعد إصابة الليزر نقطة محددة بالصاروخ، يولّد حرارة شديدة تسبب إتلاف مكوناته الحيوية، بما في ذلك هيكله الخارجي أو نظامه الحربي، مما يؤدي إلى تعطيل مسار طيرانه أو تفجيره بالكامل، أو التسبب بأضرار هيكلية كافية لجعله غير فعال، ومن ثم تحييد التهديد قبل وصوله إلى المناطق المستهدفة.
سلبيات نظام الشعاع الحديدي
يعتبر نظام الشعاع الحديدي خطوة متقدمة في أنظمة الدفاع الجوي، لكنه يواجه تحديات تقنية ومعوقات بيئية قد تؤثر على فعاليته في مواقف قتالية معقدة.
ومن أبرز سلبياته ما يلي:
- الحاجة إلى دقة عالية في التركيز
فهو يعتمد على تركيز شعاع الليزر على بقعة صغيرة جدا في الصاروخ المستهدف، الأمر الذي يتطلب دقة شديدة وتوجيها مستمرا مع تغيّر المسافة بين الهدف ومصدر الليزر.
ويعد تثبيت الشعاع على هدف متسارع، لإنشاء بقعة مضيئة صغيرة جدا بمساحة 1-2 سنتيمتر، أمرا معقدا تقنيا، ويحتاج الليزر للتركيز على هذه النقطة لثانيتين تقريبا لإحداث ثقب كافٍ في محرك الصاروخ، وهو ما يصعّب صد الصواريخ قصيرة المدى.
- التحديات في الطقس والغبار والدخان
يعتبر الطقس مؤثرا سلبيا على فعالية نظام الشعاع الحديدي، فالأجواء المغبرة أو المليئة بالدخان تؤدي إلى تشتت شعاع الليزر وانخفاض كثافته، مما يقلل فاعليته في اختراق غلاف الصواريخ أو الطائرات دون طيار، كذلك يكون النظام غير فعال بالطقس الغائم، مما يحد من استخدامه بشكل مستمر في مختلف الظروف الجوية.
- عدم الفعالية ضد الأهداف الكثيفة أو الأسراب
تقتصر فعالية نظام الشعاع الحديدي على استهداف جسم واحد كل مرة، مما يجعل النظام أقل كفاءة في مواجهة الهجمات المتعددة أو أسراب الطائرات دون طيار، وهذا القصور يجعله غير قادر على التعامل بكفاءة مع الصواريخ الكبيرة أو الأهداف الجماعية، التي تتطلب قدرة على مواجهة هجمات منسقة ومركزة.
- التعرض لهجمات مضادة
تحتاج أنظمة الشعاع الحديدي إلى البقاء ثابتة على الهدف لبضع ثوانٍ حتى تتمكن من إحداث ضرر كافٍ، وهذه الحاجة تمنح الخصم وقتا لمحاولة اتخاذ تدابير مضادة، من حيث تعديل مسار الهدف أو إطلاق أعداد أكبر من الأهداف في وقت واحد، مما يزيد من فرصة فشل الليزر في اعتراضها.
تاريخ استخدام الليزر الدفاعي
بدأت فكرة توظيف الليزر بالأغراض الدفاعية في ستينيات القرن العشرين أثناء فترة الحرب الباردة، عندما اكتشف الباحثون إمكانيات الأسلحة التي تعتمد على الطاقة الموجهة.
وفي السبعينيات، أُطلقت البحوث الأولية والدراسات النظرية ضمن مبادرة الدفاع الإستراتيجي التي أشرف عليها الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان، ولقّب هذا البرنامج بـ"حرب النجوم".
أما في الثمانينيات فزادت وتيرة التقدم وطُورت نماذج تجريبية لاستكشاف جدوى استخدام الليزر للدفاع الصاروخي، وشهدت هذه الفترة اختبار الليزر الكيميائي في المختبر والتجارب الأولية على أرض الواقع.
وبزيادة التقدم التكنولوجي في التسعينيات، ركز الباحثون على تطوير أشعة ليزر أكثر إحكاما وكفاءة وقوة، وأيضا مناسبة للتطبيقات الدفاعية، ثم أتاحت التطورات التكنولوجية بالعقد الأول من القرن الـ21 تحسين قدرات التحكم في شعاع الليزر وكفاءة الطاقة وقدرات التتبع.
وقد امتدت الاختبارات لتشمل أنظمة الليزر المحمولة جوا، وقياس تأثير الليزر على مكونات الصواريخ.
ومنذ عام 2010 واصلت عدة دول بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل تطوير أنظمة الدفاع المعتمدة على الليزر.
وتركزت الدراسات والتجارب العلمية على تعزيز التقنيات، وتحسين أنظمة التتبع والاستهداف، ودراسة تأثيرات الليزر على المواد الصاروخية، ومعالجة التحديات العملية المرتبطة بنشر أنظمة الدفاع الصاروخي المعتمدة عليه.
الشعاع الحديدي والقبة الحديدية
الشعاع الحديدي نظام دفاع جوي يعتمد على تقنية الليزر، ويتميز بعدة نقاط قوة مقارنة بالقبة الحديدية، فهو يستخدم طاقة مخزونة غير محدودة، مما يتيح له العمل لفترات طويلة دون الحاجة إلى إعادة التزويد، على عكس القبة الحديدية التي تعتمد على إطلاق صواريخ محدودة العدد للرد على الهجمات.
ويستطيع النظام الليزري -وفق ما ذكره مصنعوه- اعتراض التهديدات على مسافات بعيدة مع تحقيق دقة عالية وتقليل الأضرار الجانبية، مما يضمن حماية المدنيين والقوات العسكرية في الوقت نفسه.
كما أن تكلفة تشغيل الشعاع الحديدي منخفضة جدا، إذ تصل تكلفة كل عملية اعتراض بضعة دولارات فقط، مقارنة بصواريخ "تامير" باهظة الثمن التي تستخدمها القبة الحديدية.
غير أن الشعاع الحديدي لديه بعض القيود، إذ يمكنه التعامل مع هدف واحد فقط كل مرة، ويتطلب ذلك البقاء على اتصال مع الهدف بضع ثوانٍ لتدميره، إضافة إلى الحاجة المستمرة للتبريد، مما يجعله أكثر فعالية في الدفاع عن المواقع الثابتة.
aljazeera.net