خبر ⁄سياسي

القصص المؤلمة لشرق الجزيرة: جرائم اغتصاب مروعة تدفع إلى الانتحار

القصص المؤلمة لشرق الجزيرة: جرائم اغتصاب مروعة تدفع إلى الانتحار

امستردام: الثلاثاء 5 نوفمبر 2024: راديو دبنقا

كان من أشد المواقف قسوة خلال اجتياح الدعم السريع قري شرق الجزيرة في أكتوبر الماضي اغتصاب طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات في منطقة تمبول أمام والديها.

جسدها الصغير لم يتحمل الاعتداء لتفارق الحياة مباشرة، وسط صرخات والدتها ودموع والدها.

طفلة أخرى، عمرها 13 عامًا، تعرضت لاغتصاب جماعي في شمال رفاعة، ونُقلت إلى حلفا الجديدة بولاية كسلا، حيث وصلت بعد أربعة أيام وهي في حالة حرجة تتطلب رعاية طبية.

جرائم مرتبة

الحادثتان من بين 25 حالة اغتصاب وثقتها شبكة “صيحة”، إلى جانب حالات أخرى لطفلات تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عاماً، بالإضافة إلى 6 حالات انتحار ناجمة عن العنف الجنسي.

واستعرضت منسقة الحماية والاستجابة في “صيحة”، عادلة أبو بكر، خلال مؤتمر صحفي عقدته الشبكة عبر الإنترنت امس الاثنين، أنماط العنف الجنسي المروعة التي تتعرض لها النساء والفتيات في ولاية الجزيرة، مستندة إلى شهادات الضحايا.

واوضحت أن حالات الاغتصاب طالت الفتيات الصغيرات، وكانت مقصودة وممنهجة، مما يزيد من حدة الفظائع.

وأشارت إلى ان التقارير تتحدث عن 20 حالة اغتصاب إضافية في قرية السريحة، لا تزال قيد التحقق.

وأضافت أن الانتهاكات وقعت خلال أربعة أيام فقط، مما يشير إلى تخطيط متعمد، حسب رأيها.

قصص صادمة

اكدت عادلة أن فصل الرجال عن النساء في قرى الجزيرة كان مؤشراً واضحاً للعنف المقبل، حيث شملت الانتهاكات اغتصاب أسر بأكملها، بما في ذلك الأمهات والبنات.

وأشارت إلى أن طبيعة المنطقة، من حيث اتصال البيوت ببعضها البعض، جعل من السهل على المهاجمين جمع النساء في مكان واحد وارتكاب جرائمهم.

نماذج أخرى من العنف

ذكرت عادلة أن العنف الجنسي تزامن مع اجتياح قوات الدعم السريع للقرى بين 20 و23 أكتوبر، إذ قُتل 200 شخص في قرية السريحة، و كشفت عن اختطاف امرأة واغتصابها في الشارع العام قبل أن تُترك هناك في حالة يُرثى لها، ووصفت هذه الحالة بأنها من أسوأ ما وُثق.

كما أشارت إلى أن هناك قرى محاصرة، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن المدنيين الذين تمنعهم عناصر الدعم السريع من المغادرة.

وأكدت أن 200 شخص اُجلوا مع عائلاتهم من المناطق الخطرة، إلا أن تتبع الحالات يبقى أمر صعب بسبب العوائق الأمنية.

من جانبه، ناقش الباحث السوداني في “هيومن رايتس ووتش”، محمد عثمان، أنماط جرائم الحرب في الجزيرة، مسلطاً الضوء على غياب الحماية اللازمة للمدنيين.

أرقام ضخمة ومعاناة مستمرة

وأكد الناشط الحقوقي محمد فوزي، خلال المؤتمر الصحفي، أن قوات الدعم السريع تتحدى قرارات الأمم المتحدة بشأن تجريم العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، وتستخدم الانتهاكات الجنسية كأداة حرب في ظل الانهيار السياسي والاقتصادي في مناطق سيطرتها.

وأضاف أن التحديات اللوجستية تعرقل توثيق العديد من الانتهاكات.

وذكر أن أحدث الإحصاءات تشير إلى 48 حالة اغتصاب موثقة، بينما يُعتقد أن العدد الحقيقي يتجاوز 200 حالة، مؤكدًا أن الطبيعة المتحفظة لسكان الجزيرة تعيق الإبلاغ عن هذه الجرائم.

وأشار إلى أن عدد القتلى في المنطقة بلغ 1,600 شخص، إلى جانب آلاف المصابين، محذراً من اقتراب المنطقة من مجاعة بسبب خروج 1.12 مليون فدان من الأراضي الزراعية من دائرة الانتاج.

واشار الى أن النزوح واسع النطاق طال أكثر من مليون ونصف مليون شخص منذ دخول الدعم السريع إلى الجزيرة، مع نزوح سكان ثلاثة آلاف قرية في شرق الجزيرة.

وأكدت شاهدة عيان وموثقة للأحداث خلال حديثها في المؤتمر الصحفي، أن قوات الدعم السريع تفرض سيطرتها على جميع القرى الممتدة من شرق الجزيرة إلى الفاو، مما يجعل خروج المدنيين أمراً بالغ الصعوبة.

وأوضحت أن السكان لجأوا لاستخدام عربات “الكارو” التي تجرها الحمير على الرغم من بسبب فرض السائقين أجرة باهظة على المدنيين الراغبين في التنقل.

وأشارت الى أن النقص الحاد في السيولة النقدية ومصادرة قوات الدعم السريع أجهزة “ستارلينك” أديا إلى عزل المنطقة تماماً عن العالم الخارجي.

في السياق نفسه، تحدث طبيب التوليد ورئيس الاتحاد الأفريقي لأمراض النساء والولادة الدكتور سامي محمود، ، عن المصاعب التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي، مشيرًا إلى التحديات الكبيرة في تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وسط بيئة محفوفة بالمخاطر.

dabangasudan.org