خبر ⁄سياسي

مئات المفقودين.. وجه آخر لمأساة حرب شرق الجزيرة

مئات المفقودين.. وجه آخر لمأساة حرب شرق الجزيرة

عاين-5 نوفمبر 2024

على طريق النزوح الوعر من هجمات قوات الدعم السريع نحو المناطق الآمنة، تاه المئات من الأطفال وكبار السن، وصاروا مفقودين تتكبد عائلاتهم المنهكة في هذه اللحظات عناء إضافياً في البحث عنهم، ليكشفوا عن وجه آخر للمآسي التي تعرض لها السكان شرق ولاية الجزيرة أواسط السودان.

وظل أحمد عبد القادر مستيقظا لمدة أربع ليال متواصلة بعد أن جافاه النوم، وهو يفكر في مصير نجله البكر البالغ من العمر 11 عاماً، والذي فقده خلال رحلة نزوحه من مدينة تمبول في شرق الجزيرة إلى مدينة شندي في ولاية نهر النيل، وفي اليوم الخامس تمكن من العثور عليه، بعد أن ساعدته مبادرات على منصات التواصل الاجتماعي في مسعاه.

وقال عبد القادر لـ(عاين):”تعرضنا لأبشع الهجمات من قوات الدعم السريع، التي مارست علينا النهب والسلب والضرب والقتل، وخرجنا من المنطقة بأرجلنا، ومع شدة العنف تشتت الناس، وتفرق أفراد الأسرة الواحدة، وسلكوا طرقاً مختلفة في سبيل النجاة، وعندما صرنا بعيدين نسبيا من مكان الخطر فقدت ابني، الأمر الذي زاد حزني”.

ونفذت قوات الدعم السريع هجمات جرى تصنيفها بأنها ذات طابع انتقامي على المناطق الواقعة شرق ولاية الجزيرة في أعقاب انسلاخ قائدها الذي ينحدر من المنطقة أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش، وارتكبت مجازر بشعة في مدن تمبول والسريحة والهلالية، قتلت خلالها مئات المدنيين العزل.

واضطر سكان شرق الجزيرة إلى فرار جماعي من نحو 89 قرية اجتاحتها قوات الدعم السريع، بأرجلهم وآخرين استغلوا العربات البدائية “الكوارو” وبلغ عدد النازحين من المنطقة أكثر من 119 ألف شخص منذ 20 أكتوبر الماضي وحتى الأسبوع الحالي، بحسب حصيلة صادرة من منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة.

مئات المفقودين

وأحصى متطوعون في ولاية الجزيرة أن 108 مفقودين من قرية البويضاء المجاورة لمدينة تمبول وحدها، كما أُبْلِغ عن وجود عشرات المفقودين من السريحة وتمبول ومختلف المناطق التي تعرض لهجمات عنيفة من قوات الدعم السريع، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ويُصعب انقطاع الاتصالات في المنطقة مهمة البحث.

وأبلغ آدم إدريس الذي وصل إلى منطقة الصباغ بولاية القضارف نازحاً من شرق الجزيرة (عاين) أنهم فقدوا ثلاثة أطفال هم أبناء لإخوانه وأخواته، وما زالوا يبحثون عنهم، فالعائلة تعيش تحت حالة نفسية سيئة.

ويقول: “لم نفكر في وضع النزوح القاسي، حيث تنعدم الخدمات الأساسية ونقص الغذاء، رغم الجهود الكبيرة التي يقوم بها أهل المنطقة، وينصب كل تفكيرنا في الوقت الحالي في كيفية العثور على أبنائنا المفقودين، فنحن متشوقون لسماع أي أخبار عنهم، وقد نشرنا صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وأشار إلى ان العديد من النازحين الذين وصلوا معه إلى منطقة الصباغ في ولاية القضارف، فقدوا أفراداً من عائلاتهم في الطريق، وآخرين غير متأكدين بـأنهم تمكنوا من الخروج من المناطق التي هاجمتها قوات الدعم السريع.

وتكونت مبادرات على منصات التواصل الاجتماعي تهدف إلى المساعدة في العثور على المفقودين عبر نشر صورهم ومعلومات أساسية عنهم، مع إرفاق تفاصيل اتصال مع ذويهم، وساعدت على الوصول إلى العديد من المفقودين.

وما جرى مع مواطني شرق ولاية الجزيرة مماثلا لما حدث عندما هاجمت قوات الدعم السريع مدن سنجة والدندر والسوكي في ولاية سنار، حيث خلفت مئات المفقودين تاهوا خلال رحلة النزوح إلى المناطق الآمنة.

3ayin.com