نازحون بشمال السودان: نواجه نقصا في معينات الحياة
عاين- 7 نوفمبر 2024
في ظروف بالغة التعقيد، تستضيف ٦٦٦ بمنطقة المكابراب في ولاية نهر النيل أعداد كبيرة من نازحي حرب السودان الدائرة منذ 15 أبريل 2023، ويشكو النازحون من نقص الخدمات الأساسية من مياه الشرب وسوء الخدمات الصحية، وتردي البيئة المدرسية في المنطقة.
والقرية (6) بمنطقة المكابراب شرقي مدينة الدامر عاصمة ولاية نهر النيل هي واحدة من القرى المخصصة لسكن المتأثرين من قيام سد مروي في الولاية الشمالية. ومع اندلاع الحرب وتدفق آلاف النازحين إلى ولاية نهر النيل خصصت السلطات المحلية المنازل الفارغة في القرية لإيواء النازحين.
وأكثر ما يثير قلق السكان في المنطقة والنازحين هو معاناتهم المستمرة مع مياه الشرب غير النقية، والتي تسببت في تفشي أمراض مرتبطة بالمياه بحسب أطباء في المنطقة لـ(عاين).
ويقول عضو لجنة الخدمات في القرية، عادل السيد لـ(عاين): أن “مياه الشرب تضخ مباشرة من الترعة الرئيسية للمشروع الزراعي الأمر الذي تسبب في مشاكل صحية نتجت عنها أمراض كالكوليرا والبلهارسيا”.
وتؤكد الطبيبة في مركز صحي القرية هنادي محمد، أن “أكثر الأمراض المنتشرة هي الإسهالات المائية، منذ شهر سبتمبر 2023، وحتى الآن، بسبب شرب المياه مباشرة من الترعة، والأطفال هم أكثر الفئات التي تصاب بهذا المرض، إضافة إلى سوء التغذية الذي أصاب الأطفال أيضا بسبب الإسهالات المتكررة”.
هنادي تشير كذلك إلى ازدياد حالات مرض البلهارسيا، والتهابات البول المتكررة، وغيرها من الأمراض وسط نقص في الرعاية الصحية.
حالات الإصابة بالكوليرا -وفقا لهنادي- بدأت في الظهور في الأول من شهر سبتمبر المنصرم، والمركز لم يكن لديه تعقيم لاستقبال المريض لذا أُغْلِق في تلك الفترة، وأصبح المنفذ الوحيد الذهاب إلى المستشفى الكبير في مدينة الدامر، والغالبية بسبب الظرف الاقتصادي لا يستطيعون الذهاب إليه، مؤكدة حدوث وفيات تقدر ب 30 حالة، والإصابات أكثر من 150 حالة.
بيئة مدرسية متردية
“الوضع صعب جدا هنا، البيئة غير مهيأة على الإطلاق، والمياه غير صالحة للشرب، مع انقطاع مستمر للكهرباء، وفي المدارس البيئة متردية والفصول مكتظة بالطلاب، والفصل الواحد به 150 طالباً مختلطاً”. تقول النازحة في هنية الحسن لـ(عاين).
وتتحسر الحسن على مستقبل الطلاب في ظل الظروف الدراسية الصعبة، بينما يقول المعلم الجيلي عبد الرحيم شنان وهو أمين أمانة التعليم في المنطقة لـ(عاين): أن “هناك تصديق المدارس بمستوياتها المختلفة، والنقص في إعداد المعلمين واضح جدا، وهناك معاناة في تهيئة المدارس والطلاب”.
فيما تقول نبوية إبراهيم محمد وهي معلمة نازحة من ولاية الخرطوم، أن “أوضاع التعليم في القرية، مزرية، والمدارس تفتقر إلى أبسط المعينات الدراسية، معاناة في إجلاس الطلاب، وعدم توفر الكتب المدرسية، والطالب يعاني أكثر من المعلم لجهة أن معظم أسر الطلاب خاصة النازحين لا تستطيع توفير وجبة الإفطار للطالب”.
وتشير نبوية إلى عدم وجود عدد كاف للمعلمين في المرحلة المتوسطة، وتقول لـ(عاين): أن “عدد المعلمين المعينين اثنان فقط، وبقية المعلمين، هم متعاونون نازحون إلى المنطقة من ولاية الخرطوم والولايات الأخرى، أما في مرحلة الأساس المعينين، يقدر بثلاثة أو أربعة معلمين، هذا أيضا، ينطبق على المرحلة الثانوية”.
3ayin.com