بعد تحركات مجلس الأمن..هل الجهود الخارجية كافية لوقف الحرب بالسودان
تقرير – نبض السودان
منذ نشوب الحرب، رأي مجلس الأمن الدولي ان حرب السودان شأن داخلي لا يستحق اصدار قرار بعينها، او تدخل أممي، لكن يبدو ان طول أمد الحرب والتدخل الاقليمي الكثيف فيها ، اصبح عاملا جديدا يستدعي اهتماما اكبر من مجلس الأمن علي اعتبار ان استمرار الحرب يهدد الأمن الدولي والاقليمي.
ومنذ أيام يعكف مجلس الأمن علي إيجاد صيغة تتيح وقف اطلاق النار وانسياب المساعدات الانسانية.
وهذا الموقف يأتي بعد فشل منبري جدة وجنيف في تحقيق هذين الهدفين اذ اكدت مصادر أن مجلس الأمن الدولي، يتجه للاتفاق على صيغة تشكيل “آلية امتثال”، للإشراف على خطوات محتملة لحماية المدنيين، وضمان الالتزام بإعلان جدة، الموقّع في مايو 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وكشفت المصادر أن بعثة المملكة المتحدة في المجلس، قطعت شوطا كبيرا، لحشد التوافق على مشروع قرار، ينص على تبني خطوات واضحة، لحماية المدنيين، والتوسط بين طرفي القتال، لوقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب.
وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح الشكل الذي قد تتخذه مثل هذه الآلية، إلا أن مصادر أشارت إلى أن الخطة ستستند على تشكيل وحدات رقابة عسكرية إفريقية مدعومة من الأمم المتحدة.
فرض إرادة
وقلل المتحدث الرسمي باسم تحالف قوى التغيير الجذري بشرى الفكى ان الحل لن يكون من خارج السودان الا في حالة وجود تسوية لا تراعي مصالح الشعب السوداني معها وتكون أقصى نجاحاتها إيقاف محدود لاسترداد الأنفاس لتعود الحرب بكل شراستها وقبحها مرة أخرى.
وقال لـ( نبض السودان ) كل الأطراف ليس لديها مصلحة في إيقاف الحرب ، وأشار الى أن الطرفين المتقاتلين ينظرون لما يترتب عليه إنهاء الحرب إلى الأبد من زاوية ارتباط السلام بالعدالة والتي تحتم عدم الإفلات من العقاب والانتهاكات التي مورست في الحرب لا سيما أن المجتمع الدولي الراعي للسلام ينظر لإنهاء الحرب إلى الأبد من منظور مصالحه التي تتطلب الوصول لمرحلة توازن الضعف وتلك المرحلة لا تقتصر على المتقاتلين بل تشمل الشعب السوداني جميعا وتنظيماته السياسية وقواه الثورية حتى تخرج كل القوى اياً كان موقعها من الصراع منهكة وضعيفة لتقيد نفسها بنفسها بقيود التبعية والارتهان لمصالحه.
واعتبر المخرج الوحيد للازمة هو أن يتوحد كل جماهير الشعب السوداني وقواه الثوريه الحية في أوسع جبهة للسلم والديمقراطية ، واضاف تم طرح ذلك عبر مانفستو السلم والديمقراطية في بداية الحرب والان نحن بصدد تطويره ليشمل التطورات في الحرب وهذه الجبهة باتساعها وتعبيرها عن مصالح الجماهير ستكون قادرة على فرض ارادتها على كل الأطراف بما في ذلك المجتمع الدولي.
كل الاحتمالات واردة
وقال القيادى بحزب البعث الاشتراكي عثمان ابو راس بأن كل الاحتمالات واردة على ما يقرره مجلس الأمن ولم يكن بأيدي منبري جدة وجنيف..
وتساءل في تصريح لـ( نبض السودان ) ما موقف قوي التحول المدني الديمقراطي بمختلف مسمياتها والتي يتراوح موقفها من مكانة المنشار من العقدة على حسب تعبيره .
واضاف: و ما هو حدود استعدادهم لتقديم ما يقبل به أمراء الحرب والي اي مدي يمكن لمجلس الأمن ان يمارس ضغطا علي الامراء والاطراف الخارجية التي تقف خلف كل منهما ، هذا بالطبع مصحوبا بمقاربة موقف المجلس والمجتمع الدولي بل وحتي دول العالمين العربي والإسلامي من جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان بل وسوريا.
وذلك وفق البيان الهزيل الصادر من قمة الرياض العربية الإسلامية التي تجاهل رموزها تماما واجبهم القومي والإسلامي في حده الادني المتمثل في واجب قطع علاقاتهم مع دولة الكيان التي يرفرف علمها فى سفاراتها بتلك الدول..
وتابع اذن سيتحدد مصير ما سيقدم عليه مجلس الأمن، بما يمكن أن يقدمه من عطايا مقنعة لامراء الحرب، أو الضغوط التي يمارسها عليهما ومن يقف وراءه ليس بالدعم السياسي والعسكري والمادي.
ولفت الى ان دعوة البرهان ومشاركته في قمة الرياض بالأمس تعطي قبسا من الضوء يساعد في قراءة نموذج الحوافز التي اتوقع ان يكون هنالك ما يعادلها للطرف الاخر وان لم تعلن.
وقال ان غياب الفعاليات النضالية الميدانية وعدم النجاح في بناء الجبهة الشعبية الجامعة لقوي لا للحرب حرم الشعب من القيادة التي كان يمكن أن يلتف حولها وعبرها يفرض أرادته والمستقبل الذي ينشده ، مما جعل ذلك كله بين يدي أمراء الحرب ومن يسعي لجمعهما في مائدة المفاوضات، بما يحقق للطرفين (أمراء الحرب والوسطاء) وفق اجندتهما عطية من لا يملك لمن لا يستحق بدون ادني اعتبار لما أطلقت عليه (سيد المولد الغائب أو المغيب).
nabdsudan.net