خبر ⁄سياسي

حرب لا ترحم اطفال السرطان في السودان

حرب لا ترحم اطفال السرطان في السودان

عاين- 14 نوفمبر 2024

بين ثنايا حرب ضروس تدور في السودان لنحو 19 شهرا، يكابد ذوو الأطفال المصابين بمرض السرطان لتلقي الجرعات المنقذة للحياة وسط عمليات تنقل وترحال قاسية ومستمرة من مناطق عديدة بالبلاد بحثا عن المستشفيات العاملة.

“بدأ ابني يشعر بآلام المرض في شهر رمضان الماضي، وقرر الأطباء إجراء عملية له في منطقة تمبول في ولاية الجزيرة وسط السودان، لكن حدثت له مضاعفات ونزيف في الرجل بعدها قررنا نقله إلى مستشفى في مدينة شندي بولاية نهر النيل”. يقول معتز لـ(عاين).

مخاطر جمة أحاطت برحلة “معتز” مع طفله إلى مدينة شندي في ولاية نهر النيل، “كانت قوات الدعم السريع تطلق الرصاص عشوائيا، وتطارد السيارة التي تقلنا وكذلك تعرضنا لعمليات نهب في الشارع قبل أن نصل إلى وجهتنا في رحلة امتدت لثلاثة أيام”. يروي معتز.

ويضيف: “بعد الوصول إلى شندي، أخبرني الأطباء بأن طفلي يحتاج إلى الرنين المغنطيسي، وإنه متوفر فقط بمدينة مروي بالولاية الشمالية”. قبل أن يغادر إلى هناك في رحلة شاقة هي الأخرى.

وهناك في مستشفى مروي الذي أمضى معتز حتى الآن شهرين، يواجه الأطفال مرضى السرطان متعب عديدة في تلقي العلاج غالي الثمن. ويقول:” نشتري كل شيء من أموالنا وهناك مساعدات من بعض المنظمات.. الحصول على الصفائح الدموية صعب جدا، وأحيانا كثيرة نذهب إلى المساجد للبحث عن متبرعين بالدم، عندما يكون الدم متوفراً في المستشفى، لا توجد أي مشكلة تواجه المصاب بالسرطان”.

 صديق أحمد، والد طفلة مريض بالسرطان يقول من مستشفى مروي لـ(عاين) أنه بدأ رحلة علاج طفلته من مدينة المناقل بولاية الجزيرة إلى كوستي بولاية النيل الأبيض، وعاد من كوستي إلى المناقل مرة أخرى، بسبب إغلاق شارع الدويم، وفي ذات الوقت، كان طريق سنار مغلقا، والشارع الوحيد كان طريق سوبا “. ويتابع: “عندما وصلنا إلى المستشفى التركي في الخرطوم نُقِل دم إلى طفلتي كحالة إسعافية إلى حين وصولنا إلى مدينة شندي التي استغرقت رحلتنا إليها 5 أيام قبل أن نأتي إلى مروي”.

وزاد: “بعد الوصول إلى مروي ’ذهبنا إلى قسم الأورام بمستشفى مروي، وبدأنا رحلة علاج نواجه خلالها الكثير من المتاعب”.

ويعاني مرضى السرطان من الأطفال في السودان في ظل انعدام الأدوية الضرورية للمرضى، وخروج المؤسسات الصحية عن الخدمة في ولايتَي الخرطوم والجزيرة.

ومستشفى مروي للأورام في الولاية الشمالية هو أحد أكبر المستشفيات العاملة في علاج السرطان بعد انهيار المنظومة الصحية في ولايتي الخرطوم والجزيرة الرئيسيتين في علاج السرطان.

350 طفلاً يتلقون العلاج في مستشفى مروي والأعداد في تزايد

طبيبة

الطبيبة في مستشفى مروي، آلاء القاسم، والتي كانت تعمل في مدينة ود مدني تقول لـ(عاين):” بعد دخول الدعم السريع إلى مدينة ود مدني أتينا إلى مستشفى مدينة مروي الطبية، مركز الأورام، وبدأنا في إنشاء وحدة أورام الأطفال، بالتعاون مع مستشفى مروي، ومنظمة السودان لأطفال السرطان، واُفْتُتِحَت الوحدة رسميا في بداية شهر فبراير، ووصل عدد الأطفال حتى شهر أكتوبر 350 طفلاً مصاباً، يتلقون العلاج‘‘.

وتشير القاسم،  إلى أن الوحدة بدأت ب3 عنابر في الطابق الثاني بالمستشفى، وعندما بدأ أعداد المرضى في التزايد، تم فتح عنبر للجرعات البسيطة، وحاليا، توجد ستة عنابر، وسعة كل عنبر ستة سراير، وهناك عنبر العزل، وآخر لنقص المناعة”.

 وتابعت: “عدد الأطفال في زيادة مستمرة، والغالبية منهم من غرب وشرق السودان، وبعضهم يأتي من الخرطوم”.

منظمة السودان لسرطان الأطفال، واحدة من بين المنظمات التي تقدم مساعدات للأطفال المرضى، ويشير عضو المنظمة، وائل محمد علي في مقابلة مع (عاين) إلى أنهم يقدمون الدعم للأطفال، لكنهم يواجهون مشاكل عديدة تتمثل في زيادة أعداد مرضى السرطان، مما يتطلب زيادة الدعم المالي.

3ayin.com