المبعوث الأمريكي لـ السودان يلعب في الزمن الإضافي
تقرير : محمد جمال قندول
يزور المبعوث الأمريكي توم بيرييلو بورتسودان غدًا (الاثنين)، للتباحث مع رئيس مجلس السيادة وقيادات الدولة، حول ملف السلام وسبل إنهاء الحرب في السودان.
وتأتي رحلة المبعوث الأمريكي- وهو عضو الحزب الديمقراطي- بعد أُسبوعٍ من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية.
مبررات ضعيفة
يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الهندي عز الدين رئيس تحرير صحيفة المجهر السياسي إنّ زيارة بيرييلو تأتي في إطار مساعيه المستمرة منذ عامٍ لإيقاف الحرب بالسودان، غير أنّ بداياته كانت متعثرةً بسبب أنّه أصرّ على زيارة عددٍ من عواصم دول الجوار والإقليم، بينما تأخرت رحلته إلى العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان لأسبابٍ واهية ومبرراتٍ ضعيفة متعلقة بالترتيبات الأمنية لزيارته، وهو ما كان بمثابة استفزاز للسلطة القائمة بالسودان، حيث إنّه اشترط إجراء المباحثات مع قيادة الدولة بمطار بورتسودان، الأمر الذي رفضته قيادة الجيش رفضًا قاطعًا، والآن يتنازل بيرييلو عن اشتراطاته ويصلُ غدًا الاثنين، بعد فشل (مباحثات جنيف) قبل شهرين.
ويضيف الهندي أنّ الزيارة تأتي كمتابعة لاجتماعاته مع رئيس مجلس السيادة في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بصحبة مديرة المعونة الأمريكية ونائب مستشار الأمن القومي، وزاد محدّثي: بأنّ المبعوث الأمريكي يلعب الآن في الزمن الإضافي، حيث إنّ إدارته (الديمقراطية) على وشك مغادرة البيت الأبيض في خواتيم يناير المقبل، وتحل إدارة جمهورية جديدة بقيادة العائد مجددًا للحكم ترامب.
ولا يتوقع الهندي نجاحًا يذكر لهذه الزيارة، إذ أنّها تأخرت وأهدر المبعوث نفسه وقتًا طويلًا من فترة تكليفه في لقاءاتٍ مع الناشطين والناشطات في كمبالا وأديس ونيروبي والقاهرة، كانت كفيلةً بإحداث اختراقٍ حقيقي في ملف إنهاء الحرب بالبلاد.
متغيراتٍ جديدة
وتأتي زيارة المبعوث الأمريكي للبلاد بعد أُسبوعين من تعيين وزير خارجية جديد هو السفير علي يوسف، الذي وصل بورتسودان خلال الأيام الماضية وباشر مهامه بنشاطٍ كبير.
وكان المبعوث الأمريكي قد اشترط في مايو الماضي مقابلة قيادات الدولة بمطار بورتسودان، وهو ما أعاق رحلته آنذاك.
وتأتي زيارة بيرييلو مع متغيراتٍ عديدة بالمشهد السوداني، وكذلك استمرار العمليات العسكرية وانتصاراتٍ كاسحة للجيش خلال الأشهر الأخيرة وحالة انهيارٍ تام للميليشيا.
ويرى مراقبون أنّ الرحلة المرتقبة غدًا للضيف الأمريكي لن تحدث اختراقًا لضيق الوقت وانتهاء الدورة الرئاسية لإدارته الأمريكية بقيادة بايدن، ولكنهم عادوا وقالوا إنّ إحداث اختراقٍ يتطلب تقديم تنازلات من الولايات المتحدة الأمريكية بإدانتها للميليشيا وعدم مساواة الجيش بالميليشيا المتمردة.
nabdsudan.net