مقال رأي: أهمية الوحدة واحترام الذات بين شباب السودانيين في كمبالا

أوغندا بالعربي – كتب الزمزمي

في العاصمة الأوغندية كمبالا، يعاني كثير من الشباب السوداني من تبعات النزاع المستمر في السودان، حيث تتفاقم المشاحنات غير البناءة بين أفراد المجتمع. وهذه المشاحنات غالبًا ما تنشأ نتيجة لاختلافات في الآراء حول الاتجاهات السياسية المختلفة، حيث ينقسم بعض الشباب بين مؤيدين للحركات المسلحة، وبين داعمين لقوات الدعم السريع.

إن هذه الخلافات لا تعكس فقط حالة عدم الاستقرار في السودان، بل هي أيضًا دليل على غياب الوعي بأهمية الوحدة والاحترام المتبادل بين أبناء الوطن الواحد. فبالرغم من الظروف العصيبة التي يمر بها السودان، يجب على الشباب السوداني في المهجر أن يتذكروا أنهم ليسوا مجرد أفراد في مجتمع غريب، بل هم سفراء لبلدهم، حاملو رسالته، والممثلون لتاريخه وثقافته. إن هذه المشاحنات لا تجدي نفعًا، بل تؤدي إلى تفتيت المجتمع وزيادة معاناتهم، وتبقيهم في حلقة مفرغة من الانقسام والتناحر.

يجب أن يدرك الجميع أن كمبالا، على الرغم من كونها ملاذًا للكثير من اللاجئين، ليست مكانًا لتجدد الصراعات الداخلية. بل يجب على الشباب أن يوجهوا طاقاتهم نحو التكيف مع الحياة الجديدة، وتحديد أهدافهم الشخصية والمهنية، والتطلع إلى مستقبل أفضل. إن إقامة الفعاليات الثقافية والرياضية التي تجمع بينهم، من شأنها أن تعزز العلاقات الإيجابية وتساهم في نشر الوعي بالوحدة والتفاهم المتبادل.

كما أن التواصل بين الشباب أمر بالغ الأهمية. فهو يساعدهم على تبادل الأفكار والخبرات، مما يمكنهم من الوصول إلى حلول مشتركة لمشاكلهم. وبالتالي، يمكن أن يكون تأسيس منظمات شبابية تضم جميع الأطراف السياسية المختلفة خطوة هامة نحو بناء مجتمع متماسك يسوده السلم والتعاون.

وفي الختام، يجب أن يدرك الشباب السوداني أن تحدياتهم في المهجر تتجاوز حدود النزاعات السياسية في وطنهم الأم. فاحترام الذات واحترام الآخرين هو الطريق الذي يؤدي إلى النجاح والتقدم. إذا اجتمعوا على قلب رجل واحد، متعاونين ومتفاهمين، سيمكنهم التكيف بشكل أفضل مع الظروف التي يعيشونها، وسيعود هذا بالنفع ليس فقط عليهم، بل على المجتمع السوداني في كل مكان.

مشاركة الخبر

ugandainarabic.com