خبر ⁄سياسي

حراك دولي كثيف وثلاثة خيارات متوقعة لوقف الحرب في السودان بعد الفيتو الروسي

حراك دولي كثيف وثلاثة خيارات متوقعة لوقف الحرب في السودان بعد الفيتو الروسي

أمستردام: 21 نوفمبر 2024: راديو دبنقا

تشهد مدينة بورتسودان حراكاً دولياً كثيفاً وذلك في أعقاب فشل مشروع القرار البريطاني لوقف الحرب في السودان بسبب الفيتو الروسي.

وزار السودان خمسة مبعوثين دوليين خلال أسبوع واحد وهم (المبعوث الأمريكي، والألماني والنرويجي، والسويسري والياباني). كما زارت المبعوثة البريطانية إلى القرن الافريقي والبحر الأحمر السفيرة أليسون بلاكبيرن العاصمة الاثيوبية أديس أبابا خلال اليومين الماضيين، وناقشت مع المسؤولين الاثيوبيين الشأن السوداني ضمن قضايا أخرى. بينما تعتزم مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى القرن الافريقي السفيرة انيتا ويبر زيارة بورتسودان في الأول من ديسمبر المقبل.

وقال السفير علي الجندي، سفير السودان السابق لدي سويسرا في مقابلة لراديو دبنقا، إن الحراك الدولي يأتي في أطار جهود وقف الحرب في السودان بعد فشل مشروع القرار البريطاني.

ثلاثة خيارات

ويشير السفير علي الجندي إلى ثلاثة خيارات متوقعة للتعامل الدولي مع الشأن السوداني، حيث يتمثل الخيار الأول في عقد جلسة ثانية لمجلس الأمن ديسمبر القادم خلال رئاسة الولايات المتحدة للمجلس، مبيناً إن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى لإحداث اختراق في الشأن السوداني قبل تسلم ترامب مقاليد الأمور في واشنطن خاصة في ملف المساعدات الإنسانية.

وتوقع السفير علي الجندي أن يلقي التصعيد الاخير في الساحة الاوكرانية بعد إطلاق أوكرانيا الأسلحة الأمريكية صوب روسيا وإطلاق موسكو الصواريخ البالستية إلى أوكرانيا اليوم بظلاله على أي تحركات في مجلس الأمن في الشأن السوداني خلال رئاسة امريكا للمجلس.

سابقة أممية

ويرى الجندي إن الخيار الثاني يتمثل في اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وطرح قضية السودان أمامها كنوع من الضغط لمجلس الأمن أسوة بسابقة عام 1950 خلال الحرب الكورية حيث استخدم الاتحاد السوفيتي حينها حق الفيتو لمنع ارسال قوات تحت مظلة الأمم المتحدة إلى كوريا. وفي أعقاب ذلك دعت الدول الغربية الى عقد دورة استثنائية خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1950 تحت عنوان «الاتحاد من أجل السلم» تمّ فيها اتخاذ القرار رقم 377، بتصويت 52 ضدّ 5 أيّ بأغلبية الثلثين، جاء فيه أنه في حالة قيام عضو دائم في مجلس الأمن بعرقلة اتخاذ قرار يتعلق بالأمن والسلم الدوليين فإنه يحق لدورة خاصة للجمعية العامة تجاوز ذلك باتخاذ قرارات بأغلبية الثلثين تكون لها قوة قرارات مجلس الأمن، ومن ضمنها الصلاحيات الممنوحة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وقد تمّ بموجب هذا القرار إرسال قوات للأمم المتحدة الى كوريا.

ويرى الجندي أن اللجوء إلى هذا الخيار في حالة السودان (نزاع داخلي بأبعاد إقليمية) قد يكون صعبا لجهة ان الوضع مختلف تماما عن الأزمة الكورية و حالة افغانستان عام ١٩٧٩ في أعقاب غزو الاتحاد السوفيتي آنذاك!!

ضغوط على الاتحاد الافريقي

وأضاف السفير علي الجندي في مقابلة مع راديو دبنقا أن الخيار الثالث هو ان يعقد الاتحاد الافريقي اجتماعا غير عادي للنظر في الوضع الراهن في السودان وإحالة ما يتم التوصل إليه من توصيات إلى مجلس الأمن للبت في الموضوع، مشيرا إلى خارطة الطريق الأفريقية وقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي في يونيو الماضي الذي حمل توصيات لاتخاذ تدابير عملية لحماية المدنيين.

وكان مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، بانكول أديوي أكد في مؤتمر صحفي بأديس أبابا، يوم الأربعاء أن الاتحاد الأفريقي يتبنى موقفًا حازمًا ضد الانقلابات في القارة، بما يشمل السودان.

وأضاف بانكول أن الأولوية العاجلة في السودان تتمثل في وقف إطلاق النار، يليه تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأفريقي يعمل بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) والأمم المتحدة، للوصول إلى حل عملي للأزمة.

وأوضح بانكول أن الدول المجاورة للسودان تعاني من تداعيات الصراع مؤكدا أن وقف إطلاق النار سيسهم في تخفيف هذه الأعباء.

الفيتو الروسي ليس نهاية المطاف

ويرى السفير علي الجندي أن الفيتو الروسي ليس نهاية المطاف وأن الجهود مستمرة وهنالك أفكار مطروحة باستمرار لإيقاف تدهور الوضع الإنساني.

وأوضح إن زيارة المبعوث السويسري إلى السودان يأتي في إطار مساعي سويسرا لإحراز نتائج في الشأن السوداني قبل نهاية دورة عضويتها في مجلس الأمن في ديسمبر المقبل.

وقال إن سويسرا ركزت خلال فترة عضويتها في مجلس الامن التي تنتهي في نهاية ديسمبر على الملف الإنساني و تطبيق اتفاقيات جنيف. وتوقع أن يكون المبعوث السويسري سيلفان إستير بحث مع المسئولين السودانيين هذا الملف و قد يكون طرح بعض الأفكار علي حكومة الأمر الواقع، مضيفا ان مساعد وزير الخارجية السويسري كان في زيارة لإثيوبيا امس و تطرق في لقائه مع وزير الدولة الخارجية الإثيوبي الوضع في السودان و الإقليم.

وأكد السفير علي الجندي أن سويسرا مهتمة جدا بالوضع الإنساني في السودان، فيما كشفت مصادر مطلعة لراديو دبنقا عن اجتماعات ستنعقد في سويسرا يوم 23 نوفمبر تضم قوى سياسية ومدنية في جنيف للمساهمة في حل الأزمة السودانية من بينها تنسيقية تقدم والكتلة الديمقراطية.

خمسة مبعوثين

وأمس الأربعاء، أعلن اعلام مجلس السيادة إن رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان التقى مبعوث مملكة النرويج الخاص للسودان السيد أندريا أستايسن، وقال السفير عمر عيسى وكيل وزارة الخارجية في تصريح صحفي أن اللقاء كان إيجابياً ،حيث تمت مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وعملية تسهيل إيصالها للسودان بجانب تطورات العملية السياسية مشيرا إلى طرح بعض الأفكار بهذا الشأن.

من جهة أخرى التقى شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش أمس الأربعاء المبعوث السويسري للقرن الأفريقي السفير سيلفان استييه أن اللقاء تتطرق إلى مجمل الأوضاع الإنسانية ومآلات الصراع الدائر الآن في السودان، وكيفية إنهاء الحرب، فضلاً عن الجهود المبذولة لوصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد بهدف تخفيف معاناة الشعب السوداني.

ويوم الاثنين الماضي، زار بورتسودان المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرللو وناقش مع البرهان جملة من القضايا. ووفقا لإعلام مجلس السيادة فإن الاجتماع نبحث خارطة الطريق وكيفية إيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية ورتق النسيج الاجتماعي. فضلا عن العملية السياسية كمخرج نهائي لما بعد الحرب مبينا ان المبعوث الأمريكي قدم مقترحات في هذا الصدد ووافق عليها رئيس مجلس السيادة.

وفي ذات اليوم التقى نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار اير المبعوث الألماني للقرن الأفريقي، هايكو نيتشكي، الدور الكبير الذي تضطلع به ألمانيا في دعم ومساندة الشعب السوداني وموقفها الداعم ومساندتهم للحكومة السودانية. ووفقا لوكالة السودان للأنباء فقد تطرق الاجتماع للأوضاع الإنسانية والسياسية فضلا عن سير عمليات المساعدات الإنسانية والاحتياجات وتسيسها عبر بعض المنظمات الدولية والاقليمية. وناقش الاجتماع خارطة الطريق التي وضعتها حكومة السودان لحل الأزمة الراهنة والمواقف الدولية والاقليمية والتحول الإيجابي لبعض دول الإقليم حول الحرب الدائرة في البلاد حاليا.

والاسبوع الماضي، التقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مبعوث اليابان الخاص للقرن الأفريقي، شيميزو شنسوكي والوفد المرافق له بحضور وكيل وزارة الخارجية بالإنابة السفير عمر عيسى. وحسب وكالة السودان للأنباء، أكد المبعوث الياباني في تصريح صحفي، حرص بلاده على الاستمرار في تقديم المساعدات للسودان، وتنفيذ العديد من المشروعات الخدمية والصحية.

dabangasudan.org