وزير الخارجية المصري.. تفاصيل زيارة استثنائية
بورتسودان : محمد جمال قندول
زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي البلاد أمس، في أول رحلةٍ لوزير خارجية مصري للسودان منذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل.
وصل عبد العاطي لبورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة، حيث التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، كما أجرى مباحثاتٍ مشتركة مع وزير الخارجية السفير علي يوسف، وأيضًا التقى عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر.
زيارة الضيف المصري الكبير، كانت محل اهتمامٍ إعلاميٍ وشعبي، على ضوء العلاقات التاريخية بين البلدين، واحتضان أرض الكنانة لعددٍ كبيرٍ من الذين قصدوها من السودانيين عقب الحرب.
استعراض التطورات
وقال وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي عقب لقائه برئيس مجلس السيادة: إنّ زيارته للسودان تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونقل رسالة دعمٍ وتضامنٍ كامل من الدولة المصرية للدولة السودانية.
وذكر عبد العاطي أنّ الاجتماع تطرق لمجمل التطورات في المنطقة، وتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم كل الدعم الممكن للأشقاء السودانيين، مؤكدًا تضامن الشعب المصري مع الشعب السوداني.
وأكد وزير الخارجية المصري حرص بلاده على استعادة السودان لعضويته ونشاطه في الاتحاد الإفريقي، مشيرًا إلى أنه استمع لتنويرٍ من رئيس المجلس السيادي حول التطورات في السودان.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، قد تسلم رسالةً خطيةً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتعلق بترقية وتطوير علاقات البلدين بما يخدم مصالح الشعبين.
جاء ذلك لدى لقائه أمس الثلاثاء الوزير المصري في لقاءٍ حضره وزير الخارجية السفير علي يوسف، وسفير السودان بمصر الفريق أول عماد عدوي، وسفير مصر بالبلاد هاني صلاح.
وقال وزير الخارجية علي يوسف إنّه قد تم تناول المشكلات التي تواجه السودانيين في مصر مع الوزير بدر عبد العاطي، حيث وعد الأخير بحلها ومعالجتها.
واعتبر يوسف أنّ زيارة وزير الخارجية المصري والوفد المرافق له تعكس مدى ما وصلت إليه علاقات البلدين الشقيقين من قوةٍ وتطور، مبينًا أنها تأتي في توقيتٍ تاريخي ومهم في مسار التطورات التي تجري في السودان من حرب الكرامة، إلى جهود إنهاء الحرب لصالح الشعب السوداني وإعمار ما دمرته الحرب، وإخراج السودان من النفق المظلم الذي أدخلته فيه هذه الحرب ومن وقف خلفها. ووصف الوزير علي لقاء الرئيس وزير الخارجية المصري بالمثمر.
أثرٌ إيجابي
ويرى مراقبون أنّ زيارة وزير الخارجية في هذا الظرف تعتبر ذات أهميةٍ قصوى، خاصةً وإنّ القاهرة تمتلك درايةً كافية بتعقيدات الأزمة السودانية، فضلًا عن أدوارها المقدرة منذ اندلاع الحرب، حيث كانت أرض الكنانة قد جمعت دول الجوار في مبادرةٍ لإحلال السلام ووقف الحرب، بجانب جهودها في جمع الصف الوطني عبر أكثر من لقاءٍ للقوى السياسية بعاصمتها.
واقتصاديًا، كان نائب رئيس مجلس الوزراء المصري قد رعى ملتقى رجال المال والأعمال (السوداني – المصري) الذي انعقد بالقاهرة قبيل أكثر من 10 أيامٍ.
ويتوقع مراقبون بأن يكون لرحلة بدر عبد العاطي أثرًا إيجابيًا كبيرًا، خاصةً في حل المشاكل التي تواجه السودانيين بمصر مثل: أزمة التعليم، ومشاكل الإقامات، كما أنّ وصول الوزير المصري يعكس الاهتمام المصري بمؤسسات الدولة والحفاظ على سيادة البلاد.
وكان عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر قد استقبل أمس وزير الخارجية المصري.
وأشاد جابر بمواقف مصر الداعمة والمساندة للسودان حكومةً وشعبًا في كافة المجالات، والمستوى المتطور الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين السودان ومصر.
وكان وزير الخارجية السفير علي يوسف قد أجرى مباحثاتٍ مشتركة مع نظيره المصري صباح أمس الثلاثاء،
وقدم يوسف الشكر لمصر على وقفتها الصلبة الداعمة للسودان وهو يخوض حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتها وداعميها الإقليميين، فيما جدد وزير الخارجية المصري موقف بلاده الداعم لسلامة السودان وسيادته ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
nabdsudan.net