تقرير أمريكي: استخدام سلاح صيني في قصف معسكر زمزم وسط نزوح غير مسبوق
أمستردام:15 ديسمبر 2024:راديو دبنقا
كشف مختبر البحوث الإنسانية التابع لجامعة ييل الأمريكية في تقرير عن احتمال باستخدام قوات الدعم السريع مدفع هاوتزر (AH4) في قصف مدينة الفاشر ومعسكر زمزم.
في الأثناء، طالب المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيريلو، قوات الدعم السريع بإيقاف قصفها لمعسكر زمزم للنازحين، والذي يعرض أكثر من مليون سوداني للخطر.
كما طالب بيريللو، في تغريدة على منصة إكس، القوات المشتركة بالتراجع عن أي خطوات تهدد الطبيعة المدنية للمخيم.
وفي الأثناء، ناشدت قوات الدعم السريع المجتمع الدولي والإقليمي، بتحرك عاجل لوقف ما وصفته بتحويل معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور إلى ساحة حرب.
واتهمت قوات الدعم السريع “القوات المشتركة” باستخدام المدنيين كدروع بشرية لتحقيق أجندات سياسية وعسكرية.
وطالبت قوات الدعم السريع جميع الجهات بالضغط لإخراج قوات (مناوي وجبريل)، وكافة المظاهر العسكرية الأخرى من معسكر النازحين واتهمتها بإقامة ارتكازات عسكرية وسط المدنيين.
من جانبه قال صلاح حامد الولي وزير البنى التحتية والطرق ونائب رئيس تجمع قوى تحرير السودان في تغريدة إن قوات الدعم السريع تواصل انتهاكاتها ضد المدنيين والمرافق الصحية وتجمعات النازحين ( زمزم ،ابو شوك ) بالفاشر بغرض تعقيد الوضع الانساني واتهمها بافراغ أرياف دارفور المنتجة من سكانها قبل 15 إبريل.
أربع قطع مدفعية
وأكد التقرير الصادر من مختبر العلوم الانسانية، عبر تحليل بيانات الاستشعار عن بعد والمصادر المفتوحة، إنه تمكن من تحديد موقع أربع قطع مدفعية ثقيلة تتوافق مع مدفع هاوتزر AH4 عيار 155 ملم وذلك عبر صور الأقمار الاصطناعية.
وتقع كل من الفاشر وزمزم ضمن مدى 40 كم من الأسلحة المتوافقة مع سلاح “AH4s”.
وتشير تقديرات المختبر أن هذه القطع المدفعية من المحتمل أن تكون مشاركة في القصف المستمر على زمزم، والتي أفادت التقارير أنها أدت إلى مقتل 73 شخصًا وإصابة 376 آخرين حتى 13 ديسمبر 2024.
وأكد التقرير أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التعرف على هذه الأسلحة في الصراع الحالي في السودان.
ووفقاً للتقرير فإن الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الوحيدة المعروفة بأنها اشترت مدافع AH4 من الصين.
حدد التقرير وجود أربع قطع مدفعية ثقيلة على بعد حوالي 25 كم شمال شرق الفاشر و35 كم من معسكر زمزم للنازحين. تتوافق قطع المدفعية هذه مع( Norinco AH4) بمدى تشغيلي أقصى يبلغ 40 كم.
ووفقا للتقرير، ظهرت قطع المدفعية الثقيلة الأربع المتوافقة مع AH4 لأول مرة في صور الأقمار الصناعية في 11 نوفمبر 2024. وقد حافظت ثلاث من المدفعية الأربع على وجود مستمر في صور الأقمار الصناعية في الفترة ما بين 11 نوفمبر و13 ديسمبر 2024. وجهت جميع قطع المدفعية الأربع مدافعها على طول متجه جنوب غربي عندما كانت موجودة في موقعين محددين على الأقل منذ 17 نوفمبر 2024. تقع الفاشر وزمزم ضمن مدى إطلاق نار من نورينكو AH4 من هذه المواقع.
كانت جميع قطع المدفعية الأربع موجودة خارج المناطق المأهولة بالسكان بشكل واضح طوال فترة المراقبة. تم تقييم قطع المدفعية هذه على أنها متوافقة مع AH4 بناءً على الأبعاد وتكوين المسارات (الأرجل) وتكوين السحب وحجم وكثافة نظام الارتداد.
يبلغ أقصى مدى للمدفع الهاوتزر AH4 155 متراً 40 كيلومتراً؛ ومع ذلك، فهو أكثر فعالية عند مدى 25 كيلومتراً. و يتم إنتاج المدفع AH4 بواسطة شركة China North Industries Group Corporation Limited (Norinco)، وهي شركة صينية. الإمارات العربية المتحدة هي الكيان الوحيد المعروف الذي اشترى أو يشغل مدفع AH4 علنًا اعتبارًا من فبراير 2019.
نزوح واسع النطاق
وكشف مختبر العلوم الإنسانية بجامعة ييل عن نزوح واسع النطاق لعدد غير معروف من المدنيين من معسكر زمزم للنازحين داخليًا بعد القصف المدفعي الثقيل المتكرر على مدار 12 يومًا من قبل قوات الدعم السريع.
وتشير صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في 12 ديسمبر 2024 إلى عملية إجلاء واسعة النطاق للنازحين داخليًا من مخيم زمزم للنازحين داخليًا. تضم هذه القافلة مركبات وعربات من المحتمل أن تجرها الحمير وأشخاصًا على الأقدام يفرون إلى الاتجاه الجنوب الشرقي. . ووفقا للتقرير فإن هذا النزوح هو الأكبر من نوعه من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية منذ بدء الهجمات على زمزم في 1 ديسمبر 2024.
نقاط تفتيش
وأشار التقرير إلى قيود كبيرة على حرية التنقل بين زمزم وطويلة، شمال دارفور، منذ 1 ديسمبر الجاري. وذلك عندما تعرض معسكر زمزم للنازحين داخليًا للهجوم لأول مرة. وتشمل هذه القيود زيادة نشاط نقاط التفتيش وحواجز الطرق على طول الطريق بين زمزم وطويلة.
الهجمات على زمزم
يؤكد مختبر العلوم الانسانية في الصادر من جامعة ييل التقارير التي تتحدث عن القصف المستمر لمخيم زمزم للنازحين داخليًا. يُظهر تحليل صور الأقمار الصناعية أضرارًا متعلقة بالصراع من قصف قوات الدعم السريع المحتمل للمباني في مخيم زمزم للنازحين بين 1-5 و9-11 ديسمبر 2024. وتؤكد هذه النتائج التقارير التي تفيد بأن زمزم تعرض للهجوم ثلاث مرات على الأقل منذ أحدث تقرير صادر عن جامعة ييل في 3 ديسمبر الجاري.
أضرار في الفاشر
الهجمات على الفاشر تظهر أيضًا أضرار إضافية متعلقة بالصراع في الفاشر وذلك عبر صور الأقمار الصناعية.
يُظهر تحليل صور الأقمار الصناعية بين 3-5 ديسمبر 2024 أضرارًا متعلقة بالصراع في سوق الماشية، بالإضافة إلى تأثيرات الذخيرة الجديدة والندوب الحرارية في قاعدة الفرقة السادسة للقوات المسلحة السودانية في الفاشر. ويُظهر تحليل صور الأقمار الصناعية في الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر 2024 أضرارًا لحقت بهيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية، مما يؤكد التقارير التي تحدثت عن هجوم انتحاري بطائرة بدون طيار شنته قوات الدعم السريع وألحق أضرارًا بهذه المباني ومعدات المنشأة في 8 ديسمبر 2024.
كما حدد مختبر ييل الأضرار المرتبطة بالصراع التي لحقت بمجمع اليوناميد القديم، الواقع عند المخرج الجنوبي للطريق B-26 المؤدي إلى مخيم زمزم للنازحين، وخارج مستشفى السعودي في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر و5 إلى 6 ديسمبر 2024 على التوالي.
الأمن الإنساني
وتوقع التقرير استمرار القصف لمعسكر زمزم للنازحين مما يؤدي في في سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، وزيادة مستوى نزوح المدنيين من مخيم زمزم إلى المناطق المحيطة به وخارجها. ومن المرجح أن يؤدي نزوح المدنيين من معسكر زمزم للنازحين إلى جعل السكان المعرضين للخطر بالفعل والذين حرموا من التغذية الأساسية لعدة أشهر أكثر عرضة للهجوم والمرض والوفاة بسبب نقص المساعدات الإنسانية الأساسية.
ودعا المختبر المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية أرواح المدنيين وتوفير المساعدة الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل.
dabangasudan.org