عائدون من الموت..شهادات مروعة لمعتقلين سابقين بسجون الميليشيا
رصد _ نبض السودان
كشف عدد من المعتقلين السابقين بمعتقلات الدعم السريع بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور عن أوضاع سيئة وسط المعتقلين، جراء نقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة.
وقال معتقل سابق تحدث لدارفور24″، إنه أعتقل لأكثر من 29 يومًا، بتهمة التعاون مع الجيش، وأودع بمعتقل بمقر دار رابطة المرأة العاملة الواقع غرب المجلس التشريعي بحي المطار، وجد من خلالها معاملة سيئة ومنع عنه الأدوية الخاصة بالسكري.
وأشار إلى أن المعتقل يضم أكثر من 20 شخصًا، معظمهم من المدنيين، حيث يجري التحقيق معهم ليلًا باستخدام الضرب والتعذيب والتهديد، كما يتم صرف وجبة واحدة فقط في اليوم.
أعضاء سابقين بحكومة الانقاذ ضمن المعتقلين
وقال أبو سارة شقيق أحد المعتقلين، لـ دارفور24″، إنهم اضطروا للبحث عن شقيقهم في كل المعتقلات بالمدينة، والتوسط لدى قائد عسكري بارز لمعرفة مكانه.
وأوضح أن شقيقه اعتقل على خلفية تبعيته لجهاز المخابرات العامة، وأودع في معتقل المصانع بحي المطار (مصانع الزيوت “القشارات”) لمدة ثلاثة أشهر قبل أن يطلق سراحه في أكتوبر الماضي.
وتابع: “في المعتقل المشيد من الزنك والذي يستخدم كمخزن، يتم وضع المعتقلين فيه دون معرفة ذويهم، ويقع وسط منطقة عسكرية يصعب الوصول إليها من قبل المدنيين”.
وذكر أن المعتقل يضم أكثر من 60 معتقلًا من العسكريين بالجيش والشرطة والمخابرات العامة، وبعض المدنيين من التجار وأعضاء سابقين في حكومة الإنقاذ.
غارات الجيش أنقذتنا
وقال أحد المعتقلين الذين هربوا من المعتقل إثر غارات جوية للطيران الحربي على المنطقة الصناعية في أكتوبر الماضي، إنه هرب مع عدد من المعتقلين من المدنيين والعسكريين من مقر جهاز المخابرات العامة شرق المجلس التشريعي، والذي يعتبر الأسوأ على حد وصفه.
وقال عبد الله ــ اسم مستعار ــ لـ “دارفور24″، إن حراس المعتقل يمنعون عنهم الزيارات لذويهم، ويقتصر الزيارة على من لديهم معرفة بقادة الدعم السريع.
وكشفت والدة أحد المعتقلين بمركز احتجاز بمقر الجهاز القضائي قسم تسجيلات الأراضي الواقع وسط مدينة نيالا لـ “دارفور24” عن اضطرارها لإحضار وجبتين في مكان واحد صباح كل يوم لابنها المعتقل لأكثر من 20 يومًا بتهمة تحديد إحداثيات للطيران الحربي للجيش السوداني بالمدينة.
وقالت إن جميع الأسر تحضر صباحًا الطعام، ويقوم أفراد الحراسة بتوصيله إلى داخل المبنى المكون من عدة طوابق، ولا يسمح لهم برؤيتهم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، توفي المعتقل ياسر علي محمد الحسن، 40 سنة، إثر تعرضه للتعذيب بمعتقل مقر جهاز المخابرات العامة السابق الذي يستخدمه الدعم السريع شرقي نيالا.
وقال أحد أقرباء المتوفى لـ “دارفور24″، إن ياسر أعتقل من حي طيبة بتهمة التعاون مع الجيش السوداني، وتوفي بالتعذيب بعد مكوثه لأكثر من شهر بالمعتقل، وسلمت جثته لذويه دون تحديد أسباب الوفاة.
وأضاف: “تعرض ياسر للضرب في الظهر والبطن والكتفين، وتوفي قبل يوم من تسليم جثته دون ذكر الأسباب الحقيقية وراء وفاته”.
أكثر من 400 معتقل
في سياق متصل، قال مصدر بقوات الدعم السريع بمدينة نيالا لـ “دارفور24″، إن أعداد المعتقلين المدنيين يتجاوز 400 معتقل، من بينهم عسكريين سابقين وبعض المدنيين المتعاونين مع الجيش السوداني، يقبعون في عدد من المعتقلات من بينها مقرات إدارة مكافحة الملاريا، والجهاز القضائي، والقشارات، ومقر جهاز المخابرات العامة، ومقر محكمة جرائم دارفور بحي المطار.
وأشار إلى أن المعتقلين يتمتعون بكافة حقوقهم الإنسانية، من أداء العبادات، والوجبات، وتلقي العلاج، والسماح لذويهم بالزيارة الأسبوعية.
وقال إن المعتقلين سيتم عرضهم للمحاكم بعد تشكيل الجهاز القضائي، وبدأت فعليًا بإعلان تدشين النيابة العامة بالولاية، وفق التهم الموجهة إلى المتهمين، وهي التعاون والتنسيق مع الجيش السوداني، وتحديد إحداثيات للطيران الحربي، والانتماء لحكومة البشير، وتهم أخرى تتعلق بالدعم والمساندة للجيش بمدينة نيالا العام الماضي.
nabdsudan.net